محافظ تعز.. وجدلية (الإرادة – الحلم )

مصطفى محمود

إذا كانت إشكالية “الإرادة” قد غدت إحدى أهم الطروحات النظرية المختلف بشأنها بين الفلسفات المادية والمثالية، الموضوعي منها والذاتي، عبر العصور، فإن المشاريع التنموية والثقافيه والفكرية التحويلية الكبرى في التأريخ قادها رجال دولة في مراحل بالغة الصعوبة والتعقيد. قاموا بمسؤلياتهم الوطنية بجدارة وحققوا نجاحات اشبه ماتكون معجزة. ولذلك  لأنهم  انفردوا بأعتناق  “الإرادة” حد “الحلم”: و إذا اخضعنا  قيادات السلطات المحلية في اليمن  لمعايير  هذه الجدلية.(الإراده.. والحلم) من وجهة نظري سنجد إنها تنطبق على محافظ تعز نبيل شمسان.

«إرادة» شمسان. تمثلت في  تحديه ا للحصار  المطبق علي تعز وخنقها من كل الاتجاهات من خلال إصراره على خلق  البدائل الكاسره للحصار  فقد قام بشق وسفلتة عدد من الطرق ابرزها طريق  تعز التربه _طريق الصحى_ طريق هيجة العبد _ طريق الكدحه المخاء_ الى جانب الكثير من المشاريع الحيويه داخل المدينه..وهنا يبرز امامنا سؤال قوي كيف قام  شمسان  بأنجاز  هذه المشاريع العملاقه في حال ان موارد السلطه المحليه  ضعيفه وشحيحة.. ودوله مركزيه ضعيفه وفقيره؟.. هنا تكمن( الإرادة) التي نتحدث عنها في الجدلية.. إذ ان الرجل لم يقف مكتوف الايدي امام هذا التحدي الكبير فقد استخدم علاقته الشخصيه ببعض الأطر العسكريه  والدول الشقيقة ووظف كل مهاراته الاقناعيه وخبرته الاداريه والسياسة في اتنزعه وعود بتمويل هذه المشاريع واستمر في متابعتهم وتوفير كافة مطلباتهم لتنفيذ هذه المشاريع  من دراسات وتصاميم  وتحليلات وغيرها من امور فنيه وهندسيه  واستشاريه ولم يترك لهم ثغر إبرة يمكنهم من التنصل عن التزاماتهم. 

«حلم» شمسان يتمثل في إعادة الرياده الثقافية والفكرية والسياسيه  لتعز.. إذ ان لديه خطة من وجهين الاول: تشجيع الجيل الصاعد من المبدعين في مجالات الشعر والادب والفن والثقافة والفكر وحماية حرياتهم الأبداعيه. وأستيعابهم في الجهاز الاداري للسلطة المحلية ومنحهم كافة التسهيلات..  الثاني: تلمس احاول المبدعين من الرعيل الاول اللذين كان لهم بالامس عطاء وطني غزير لكنهم اليوم اصبحوا منسيون ..  فالبلأمس نشرت بعض المواقع الاعلامية استقبال شمسان  للهامه الفنيه والثقافيه  اليمنيه محمد محسن عطروش واحاطه بالرعايه والاهتمام وقبل ذلك كان له موقف انساني مماثل مع شاعر الحب والوطن الشاعر  الكبير احمد الجابري الذي بات  قعيد الفراش ويعاني من حالة العوز والفقر  بعد ان  اصبح منسياَ من قبل النخب الوطنيه والثقافيه والفكريه والجهات الرسميه..طرح  شمسان موضوع الجابري على بعض قيادات  الأطر الامنيه بالمحافظه بالقيام بمعالجه الجابري وتوفير له مستلزماته الطبيه والعلاجيه وصرف مرتب شهري لأسرته وكلف مكتب الثقافه بمتبعة وانجازه وموافاته بما تم تحقيقه. 

لقد ظلّ التلاقح الجدلي بين مفهومي “الإرادة” و”الحلم” هو الموقد السيكولوجي الذي طـُبخت فيه كل العقائد اليسارية والليبراليه  الأممية في القرنين التاسع عشر والعشرين، تلك التي ولدت في بطون الكتب، أو وسط جموع الثورات، أو حتى تلك التي تفتحت تدريجياً في ثنايا المشاريع الإصلاحية الهادئة.

واليوم، في عصر انحسار الحلم الوطني ، والتسليم القدري للصراع  المروج له ببراعة عن سرمدية الفوضى، والتناسي المتعمد والمبرمج لخيار “الإرادة اليمنية” في التغيير ومقاومة الفوضى  و الاستغلال بأنواعه، والتحفيز المتعمد للنوازع الانهزاميه والميتافيزيقية الخرافية لدى اليمنيين في مقابل احباط دوافعهم العقلانية لمكافحة أوبئة الفوضى والحصار والظلم في حياتهم؛ في هذه المرحلة الموسومة بالصراعات والاانقسامات والأوهام.

عندما تعود الريادة الثقافية والفكرية لتعز.. تصبح مشروعا ثقافيا وطنيل مصدراً تحريضياً يستلهم منه اليمنيون  سبل تغيير اليمن نحو الأعقل، وطرائقَ ارتقاء النفس اليمنيه  المضطهَدة والمستلـَبة إلى أفق المبادرة ونزع الأغلال  والايمان بالغد، عندها يحلّ ( أي هذا المشروع) في جوهر الحركة المادية لليمن ، ويصير عنصراً تلقائياً تأسيسياً في قانون التغير والتطور اليمني !وهذا ما اضطلعت  به إدارة  محافظ تعز شمسان” منذ توليه قياده المحافظة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى