فتح وحماس تتبادلان الاتهامات بعد تأجيل محادثات بكين

معين برس:
تبادلت كل من فتح وحماس الاتهامات بعد أن تم الإعلان عن تأجيل محادثات المصالحة في بكين إلى أجل غير مسمى.

وفي الوقت الذي ألقت فيه حركة حماس باللوم على حركة فتح على خلفية تأجيل جولة مباحثات المصالحة الفلسطينية، وقالت إن الاجتماع تم تأجيله بناء على طلب من فتح، وهو ما نفته الأخيرة تماما وأكدت أنها لا تزال ملتزمة بالجلوس إلى طاولة الحوار الوطني في الصين، وحملت حماس مسؤولية فشل كافة الحوارات بما في ذلك التي جرت سابقا.

وقال القيادي في حماس باسم نعيم لرويترز إن الاجتماع تأجل بناء على طلب من حركة فتح دون تحديد موعد آخر،

فيما ذهب عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق لاتهام فتح بأنها حارس لأمن إسرائيل، معربا عن اعتقاد بأن تعطيل اجتماع بكين تم بأوامر من إسرائيل وواشنطن اللتين لا ترغبان في مصالحة فلسطينية داخلية على حد قوله.

وأضاف أن حماس لا ترى خلافات لا يمكن التغلب عليها مع الفصائل الأخرى من أجل تشكيل حكومة فلسطينية موحدة.

من جهتها أكدت منظمة التحرير الفلسطينية في بيان أنها لا تزال ملتزمة بالجلوس إلى طاولة الحوار الوطني في الصين، وحملت حماس مسؤولية فشل كافة الحوارات بما في ذلك التي جرت سابقا.

وأوضح المتحدث باسم حركة فتح عبد الفتاح دولة قائلا: “إن فتح لم ترفض الدعوة للقاء وإنما تباحثت مع الصين عبر سفيرها في فلسطين، وأنها اقترحت موعدا بديلا آخر قريبا على ضوء تصاعد العدوان وتعقيدات الأحداث ومستجدات توسع الحرب للشمال، بينما ردت حركة حماس برفض المشاركة في اللقاء.

وأفاد القيادي في فتح، منير الجاغوب، خلال مقابلته مع غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، أن حركة حماس هي المسؤولة عن إدارة شؤون قطاع غزة والمسيطرة عليه.

وأكد أن حركة فتح لم تشارك في تبادل الاتهامات أو الشتائم أو التشهير لأن هذه الألفاظ الخارجة عن السياق الوطني الفلسطيني تُعدّ جزءاً من المشكلة الداخلية الفلسطينية أكثر مما تعكس خلافات سياسية حقيقية، وهي تبتعد تماماً عن أي اتفاق وطني.

من المهم التوقف عن الانخراط في النقاشات الجانبية التي تسعى حركة حماس دائماً لإشغال المقاومة بها، وخاصةً في ضوء الأوضاع الحالية في قطاع غزة.
الأهداف الحقيقية والفعلية للمقاومة تتجلى في تثبيت الفلسطينيين بأرضهم، وإعادتهم إليها، وتحرير الأرض الفلسطينية.
ما يحدث في قطاع غزة اليوم هو إعادة لسيناريو تهجير الفلسطيني من أرضه واعادة احتلالها الاسرائيلي من جديد إليها.
تميّز حركة فتح بين نوعين من حماس: النوع الأول الذي يتصدى للاحتلال الإسرائيلي على أرض المعركة، والنوع الثاني ويشمل الأفراد الذين يعيشون خارج قطاع غزة وفي العالم الخارجي ويكرسون أنفسهم للتشهير والتشويه والإساءة إلى النضال الوطني الفلسطيني.
تستنكر حركة فتح ممارسات بعض أعضاء المكتب السياسي لحماس خارج قطاع غزة، والذين يسعون للفتنة ولزيادة الانقسامات الداخلية بين الفلسطينيين وتعميق التشرذم وتمزيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
الوصول إلى لقاءات الصين بالشكل الذي ترغب فيه حماس هو ذهاب في طريق مسدود وإلى فشل محتوم بسبب عدم تجاوب حركة حماس نحو برنامج سياسي موحد.
يزخر الإعلام بتصريحات جميلة تصدر عن حركة حماس حول إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وبرنامج سياسي جديد واتفاقيات سياسية مستحدثة، ولكن، عند الجلوس على طاولة المفاوضات يتغير الأمر وتتراجع الحركة عن تلك المواقف والتصريحات.
في عام 2006، أعربت الولايات المتحدة وإسرائيل عن معارضتهما لمشاركة حركة حماس في الانتخابات، ومع ذلك، قرر الرئيس محمود عباس المضي قُدماً وأصدر مرسوماً بإجراء هذه الانتخابات.
شاركت حركة حماس في هذه الانتخابات وحققت فوزاً كبيراً بحصولها على أكثر من 70 مقعداً في المجلس التشريعي، ولو كانت فتح تستجيب للرغبات الأميركية والإسرائيلية كما يدعي موسى أبو مرزوق لما تمت الموافقة على عقد هذه الانتخابات ولكانت حركة حماس خارج منظمة التحرير الفلسطينية.
من الجدير بالذكر أن حركة حماس وافقت على خطة الرئيس بايدن دون دراسة التفاصيل الكاملة للمقترح لمجرد أنها تطرقت إليها وسائل الإعلام، وبالمقابل، فإن حركة فتح رحبت بهذه المبادرة تجنباً لإراقة الدماء.
يمتنع الرئيس محمود عباس عن الدخول في مهاترات مع أي طرف، بل يعتمد لغة العقل والواقعية السياسية، وتشير هذه الواقعية إلى أن الشعب الفلسطيني تحمل تكاليف باهظة بدون تحقيق نتائج ملموسة.
عندما يعبر محمود عباس عن هذه القضية خلال القمة العربية، فإنه يتحدث من منظور معاناة فلسطينية عميقة.
لم تحضر حركة فتح الاجتماع في بكين لأنها تعي جيداً أن النتائج المحتملة ستكون مشابهة لتلك التي نتجت عن اجتماعات موسكو، والتي لم ترتقِ إلى مستوى تطلعات الشعب الفلسطيني تفاديا لخلق موجات جديدة من الإحباط للشعب الذي يعاني أصلاً من واقع صعب ومحبَط.
من مصلحة الشعب الفلسطيني العليا أن يحافظ على التماسك حول ممثليه، سواء كانوا من الفصائل أو من منظمة التحرير الفلسطينية، حتى ولو كان ذلك بدرجة بسيطة. كما يجب عليه ألا يفقد ثقته في جميع الأفراد الآخرين وألا ينغمس في العدمية أو يلجأ إلى الهجرة.
لا تولي حركة فتح اهتمامًا كبيرًا للتصريحات الإعلامية الصادرة عن حركة حماس.
تفضل حركة فتح الحكمة ومراعاة المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، وتملك إدراكًا عميقًا للوقت المناسب لاتخاذ القرارات على الرغم من جميع ممارسات حماس، فإنها لن تسعى إلى القطيعة التامة معها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى