رحم الله الشيخ صالح

عبدالمجيد السامعي

ببالغ الحزن تلقينا فاجعة وفاة الشيخ صالح احمد مقبل خادم جهد الدعوة والتبليغ في اليمن والذي وافاه الأجل صبيحة يوم الاحد 26 نوفبر 2023 بحادث مروري اثناء قيامه بزيارة عائلية بعد عودته من باكستان.

رحم الله الشيخ صالح مقبل خادم الدعوة في اليمن كان قد بذل مجهود كبير في تأسيس جهد الدعوة ، وانتقل من مدينة عدن بداية الستينات من القرن الفائت إلى مدينةالحديدة عروس البحر الأحمر، وأول ما وصل سكن في بيت بالإيجار وقام بشراء أرضية مسجد الهدى وتشييده ليكون اول مركز عالمي للدعوة في اليمن يستقبل الخارجين ويصدر الجماعات للعالم.

وكان الشيخ صالح راجح، والشيخ ابراهيم صديق ،والشيخ عبده علي الشرماني، والشيخ عمردنانه، كلهم شاركوفي بناء مركز الدعوه في اليمن وساهموا في تمويله من البدايه.

ثم توسع مسجد الدعوة في فترات مختلفة وأصبح فيه مدرسة وكلية للعلوم الشرعية،وارضية واسعة يعقد فيها أهل الدعوة اجتماعهم السنوي.
بتوفيق الله وجهد الشيخ صالح مقبل تأسس جهد الدعوة في اليمن وتحركت الجماعات الخارجة في سبيل الله إلى جميع مدن وارياف اليمن،ثم إلى العالم.
كان المرحوم كريم الاخلاق متواضع ومبتسم يشارك في خدمة الخارجين، لكنه صارم عندما يشاهد من الخارجين مخالفات في تراتيب الجهد ، له خروجات دعوية في أغلب دول العالم مع كبار مشايخ الدعوة.

أهل التبليغ يجوبون دول العالم ويسلكون منهج الوسطية والاعتدال ، لا يتدخلون في السياسات ولا في الخلافات المذهبية ولايشتركون في الفتن، قال عنهم الحوثيين أن منهجهم مخالف لأئمة أهل البيت عليهم السلام بمقارعة الظالمين.
وقال عنهم الوهابية أنهم جهلة في علم التوحيد والعقيدة ،وقال عنهم كبار مشايخ الطرق الصوفية: جماعة التبليغ جماعة طيبة لكن منهجهم يقترب من منهج الوهابية .

الكل يحاول يستأجرهم لمنهجه كما تستأجر الثكلاء لبيت العزاء لتعزي مع من فقدت عزيز لها….
جهد جماعة التبليغ يركز علي جمع الناس إلى المساجد لم يكن فكرة طرأت في فكر مفكر اسلامي في يوم وليلة ، أو منظر اسلامي رسم منهجهم وهو بلا نظر ، الحقيقة لم يصل الشيخ محمدالياس الكاندهلوي لما وصل اليه من تراتيب إلا بعد معاناة طويلة وألام تجرع فيها العلقم ليالي وسنين طوال، واستعان بالصبر والصلاة والبكاء على حال الأمة سنين عديدة.
فحرم نفسه من لذة الطعام والشراب والنوم وكل الملذات الدنيوية ، وبذل كل ما يملك في سبيل الوصول لجوهرة القرن الاول الهجري..
فصار يجأر بالدعاء طوال الليل مستغيثا بالله وان نام،كمن ينام على حسك السعدان (الشوك)
كما وصفه ابو الحسن الندوي في كتابه عنه ، فأكرمه الله بما نرى اليوم من عطاء يعم قارات العالم بخطى راسخة ثابتة لا تحول ولا تزول ولا تتغير حسب ما يريده الناس..ولكن حقيقة ما زالت الجماعة في (ألف…باء..تاء) من الدعوة والتبليغ ،والقادم يبشر بالخير.

رحم الشيخ صالح مقبل الداعية
الإسلامي المنوّر المحبوب المجاهد وأخلفه بخلف صالح على العباد والبلاد ، ولقد كان على قدم ثابت في الدعوة إلى الله بالحال والمال وكتب الله له القبول في اصقاع البلاد مع أخلاق عالية وتواضع وخدمة للإسلام والمسلمين.

اللهم اكرم وفادته عليك واجعل روحه في عليين مع النبيين والصديقين الشهداء والصالحين .. إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى