#رموز_سبتمبرية | الـــنـــهـــر الـــخـــالـــد

سعد الحيمي

غاب أو غُيب اسمه لأكثر من خمسين سنة!!.. لماذا؟

لا ندري رغم أن سجله حافل بالنضال والتضحية والفداء والبذل والسخاء والوطنية والخير ورغم أنه واحد من أبرز فصائل الثورة اليمنية الممثلة بفصيل التجار المغتربين الذين رفدوا الثورة ومسيرتها بسخاء منقطع النظير .

ولم يقتصر دعمه للثورة بذلك المبلغ الخيالي في أولى أيامها والمقدم منه ومن بعض التجار اليمنيين باسم الجالية في ارتيريا ( اسمرا ) وهو مبلغ (مليون ريال ) والذي حضر بنفسه يرافقه زميله / علي جبران العنسي
لتسليم المبلغ لرئيس الجمهورية الفتية المشير / عبد الله السلال.. بل امتد ذلك العطاء في دعم أعضاء الجالية اليمنية وإقامة احتفالات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في أسمرا ارتيريا ودعم الثوار والمرضى وتقديم المساعدات والوقوف إلى جانب اليمنيين في الداخل والخارج ولم يبخل بالتبرع للحرس الوطني والبريد والبنك والوفود اليمنية ومنها وفود الأزهر وهذا قطر من فيض هذا النهر.

ولأن روحه متجذرة بوطنها فقد أصر على الزواج من يمنية خالصة هي الحرة / ناوة أحمد سعيد الأبرط من خربة ناصر الحاج عنس .. وهي أم أولاده رحمة الله عليها.

هذا الارتباط المتجذر بوطنه لم تجسده مسألة الزواج فقط ولكن لأن الوطن والثورة تجريان في دمائه فلنلحظ مثلا أياديه البيضاء التي امتدت للإسهام الفاعل في بناء مدرسة ( الثورة ) في ملاح برداع .
وعندما بدأ تجارته في اليمن محافظة الحديدة كانت الثورة ظاهرة في فكره من خلال تلك التسمية التي سمى بها محلاته في الحديدة قبل نقلها إلى صنعاء ، كواحد من أول تجار الأخشاب والحديد في اليمن عام 68 ، واستمرت تلك التسمية حتى وفاته باسم ( معرض النهر الخالد ) هل ندرك هذه الغاية التي اختارها هذا المناضل ( النهر ) من بيع مواد الأخشاب والحديد في زمن تتأهب اليمن فيه للبناء والإعمار ، بل إن تلك التسمية تعكس سخاء روحه وكرم يده.

وحتى المسجد الذي بناه في حي القادسية في صنعاء وبنى فيه مدرستين لتحفيظ القرآن ومصلى للنساء وثلاث شقق ، واحدة لقيم المسجد واثنتان يعود ريعهما لصالح المسجد ، حتى في اسم المسجد لم يغب عن هاجسه الفعل الثوري والنضالي والديني فاسماه أيضا ( بجامع النصر ) بعد أن نذر ذلك تيمناً بنصر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة والخالدة وأوفى نذره.

إن الثورة تجري في شرايين هذا الثائر كما تجري في عروق أبنائه وكل وطني حر .

وقبل الختام يجدر بنا التنويه إلى أن الثورة والتغيير والتطور لم تكن حوادث طارئة على هذا المناضل الحر بل كانت جينات تجري في شرايينه وحلما سعى لتحقيقه ، ويكفي أن نعرف أن رجل الأعمال هذا بدأ حياته حارسا ثم تدرج إلى أن أصبح مديرا وتاجرا وواحدا من أبرز رجال الأعمال اليمنيين وظل على عهده وإخلاصه حتى توفاه الله في سنة 2009م.

وأخيرا وكما أسلفنا سابقا لسنا في هذه الرمزيات نرصد مجمل التأريخ ولا كل السيرة لكننا نَذْكُرُ ونُذكِّرُ برموز ثورية من حقها علينا الوفاء ومن حق الأجيال معرفتها.

فهل عرفتم من هو هذا ( النهر الخالد )
إنه الثائر البطل
والمناضل الحر

رجل الأعمال / عبد الله ناصر الماوري

رحمة الله عليه وعلى سيرته العطرة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى