#معين_الصيادي يكتب | لماذا أختار #الحوثي “مارس” لغزو الجنوب?, وكم بلغ القتلى والجرحى?!
#معين_الصيادي يكتب | لماذا أختار الحوثي “مارس” لغزو الجنوب?, وكم بلغ القتلى والجرحى?!
معين الصيادي *
ارقام مرعبة , قبل ان تحدد اعدادها منظمات حقوقية , يمكن الجزم على إنها مرعبة فعلا من خلال المعلومات والصور التي رفدتنا بها مصادرنا, بينها صور ظهرت فيها كلاب الشوارع وهي تأكل من جثث القتلى.
هي حرب محافظة الضالع في جنوب #اليمن , التي تسببت بإشعال فتيلها مجددا همجية #ميليشيا_الحوثي , عندما قررت في الـ 23 مارس 2019م, من خلال التسلل عبر مناطق عدة في مخلاف #العود ومريس الرابطان بين محافظتي #الضالع و #إب , ان تغزوا الضالع مجددا لمجرد نزوة القتل ورائحة الدم, ومن ثم التوجه نحو #عدن – هكذا خُيّل لها ان الامر هكذا- فتسللت الى سلسلة جبلية كبيرة في جبال شمال وشمال غربي محافظة الضالع, ومن خلف هذ الفكرة دقت طبول الحرب مجددا أواخر مارس 2019م وانطلقت الشرارة الاولى في بيت الشوكي.
المتأمل لهذا التاريخ باليوم والشهر – الذي تسللت عبره الميليشيا حتى توقفت في #بيت_الشوكي – يجده هو نفس التاريخ الذي انطلقت به عاصفة الحزم في العام 2015م في عملية استعادة الشرعية التي انقلبت عليها الجماعة الحوثية, وانتهت بمطاردة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بعد اعتقاله واخضاعه للبقاء تحت الاقامة الجبرية بالعاصمة صنعاء. خصوصا وان الميليشيا تهتم كثيرا بالتواريخ وتنفذ الكثير من الاحداث الكبيرة في ايام لها وقعها سابقا.
قتلى بالعشرات منذ اليوم الاول للحرب, ناهيك من كون بعض غزوات الميليشيا كانت تنتهي بتقديم مائة “راس” في بعض “الغزوات الهامة” مثل غزوة جبل “ناصة” الاستراتيجي في #مريس , شمالي قعطبة, بمحافظة الضالع, التي استمرت لاكثر من 24 ساعة, تم خلالها قتل اكثر من 100 عنصرا حوثيا.
كانت غزوة ناصة واحدة من غزوات دفعت الميليشيا خلالها اكثر من “100 راس” في اليوم الواحد, يليها غزوة ظفار بالعود , في جبهة حمك, وهناك ذبحت رصاص الجيش الوطني اكثر من 100 قتيل, كان لرصاص اكليلة العود #اصيلة_الدودحي نصيب بـ”5″ رؤوس حوثية – حسب شهود عيان.
قطاع منخلة وتخوم معسكر حُلم , وجبل العريفة, والقرين والفاخر وشخب , ومعسكر العللة, وهجار, وبيت الشرجي وشليل, شمال غربي الضالع , بالاضافة الي غزوات “حمر” التي لم تتوقف حتي اللحظة, هي أيضا كان لها نصيب الاسد من القتلى الحوثيون بمئات الجثث, اغلبها مازالت مرمية في الشعاب والاودية تأكل منها الكلاب الضالة حتى اللحظة, وهو ما دفع بسكان مدينة قعطبة وضواحيها برفع مناشدة الى الصليب الاحمر الدولي للتدخل وسحب الجثث قبل ان تتسبب بوباء خطير في المنطقة.
وتقول مصادر اعلامية ان منظمة حقوق الانسان كشفت خلال زيارة لها الى محافظة الضالع عن مصرع اكثر من 870 عنصرا من ميليشيا الحوثي, منذ بداية العام 2019م, وهو ما يعني ان معارك جبهة مريس الاخيرة التي تم خلالها تحرير جنوب منطقة الحقب تدخل في هده الحسبة, وهذا ايضا يؤكد ان رقم القتلى يزيد بكثير عن ذلك..
اما عدد الاسرى فتقول ذات المصادر انها وفق احصائية منظمة حقوق الانسان, فقد بلغ 584 عنصرا, وهذه الارقام أيضاً ليست دقيقة جدا, لان هناك اسماء مازالت مجهولة لدى الطرفين لا يعرف اي منهما هل هي في عداد القتلى ام الاسرى, ام الجرحى.
اما عدد القتلى في صفوف الجيش الوطني بمختلف وحداته المشاركة في المعركة ورجال المقاومة الجنوبية فتقول احصائية اولية انه يزيد عن 50 عنصرا, وهو رقم غير مقنع مقارنة بمستوى المعركة التي شهدتها وتشهدها المنطقة, خصوصا واننا من ابناء هذه المناطق التي تدور فيها الحرب, ونعرف حجم كُبر الخسائر البشرية, فيما لم تكشف المصادر عن عدد الجرحى.
تستمر الحرب ومعها يستمر القتل والدمار لبلدنا, ويخفت صوت العقل تحت دوي اصوات المدافع والرصاص, مدافع الارتزاق لدى بعض الاطراف المتحاربة , ورصاص الخيانة التي تسقطنا صرعى واحدا تلو الآخر, في غفلة عن شهادة التاريخ التي تراقب بصمت كل ما يدور, غير مكترثة للتزييف الذي اعتاد كتّاب الزيف على تدوينه.
تستمر الحرب ويستمر التخوين وتغذية ثقافة الكراهية التي بلغت حد الاسرة الواحدة, وهو ما يجب التصدي له وتحديدا من الاخوة في المحافظات الجنوبية, بعد ان اصبحت الثقة تكاد تنعدم بينهم وبين الاطراف الملتفة حول قضيتهم.
7 مايو 2019م
* رئيس التحرير