عن اقتراب موسم الحج
عبدالمجيد السامعي
عندما تحرك إبراهيم عليه السلام من العراق إلى الشام ومصر وصولاًإلى مكة وهويحمل في قلبه هم الدعوة،كانت رحلته عبارة عن حدث كوني وعلامة فارقة رسمت معالم التأريخ البشري، فرفع مع ابنه اسماعيل قواعد البيت الحرام ليكون مكان يقدصه الحجيج عبر العالم .
حج بيت الله الحرام هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو واجب مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ عاقل إذا استطاع إليه سبيلا.
حدثوا أولادكم عن الحج وقصص الحج ومعاني الحج.
حدثوهم عن الكعبة وكيف رفع بنيانها أب صالح وابن بار.حدثوهم عن زمزم التي تفجرت تحت أقدام وليد استودعه أبوه عند ربه فعاد فوجد الوديعة شبعانة ريانة وعند قدميها ماء يسقى الخلق إلى يومنا هذا.
حدثوهم عن قصة الجمرات وكيف رجم الوالد الشيطان لأنه أراد أن يعيقه عن تنفيذ أمر الرحمن، فصار مكان رجمه نسكا ومُستجابا للدعوات.
حدثوهم عن الفداء الذي كافأ الله به إبراهيم لاتباعه أمر الله، وإسماعيل الذي بر أمه وأباه.
نريد إسماعيل جديدا يبر أمه وأباه، ويحفظ الدين ويرعاه، ويكون بركة على من جاوروه وعايشوه كما حدث مع قبيلة جرهم التي جاءته من أجل الماء فاهتدوا بهدآه.
لكن ما يؤسف له في عصرنا هذا أن الحج مفرغ من معانيه الروحية ، وتحول إلى بازار تجبي منه وكالات الحج مليارات الدولارات كؤجور الفندقة والنفقات السياحية المهولة التي يعجز عن دفعها عامة الناس.
إن مشاريع التجديد والبناء لا يقوم بها إلا رجال تخلوا عن ذواتهم ومطامعهم وحقوقهم، وهذا تجده جليا في مشاريع الأنبياء والمرسلين، وظهر ذلك في تضحيات المهاجرين والأنصار وكل من نهض للتجديد في تأريخ الإسلام.
وهؤلاء يتولاهم الله ويعطيهم خير الدنيا والآخرة.