المليشيات الحوثية أداة حرب لا سلام
سامي باري
ظل الكهنوتي عبدالملك الحوثي وعصابته يطالبون بتنحي هادي عن السلطة منذ انقلاب المليشيات الحوثية في العام 2014م، مبررين بأن تنحي هادي سيقود إلى حل شامل لليمن وشرط لإيقاف حرب أدوات إيران على الشعب اليمني.
تنحى هادي عن السلطة وفوض صلاحياته لمجلس القيادة الرئاسي، مقدما بهذا القرار تنازلا كبيرا من أجل تحقيق السلام في اليمن واستعادة الدولة وإنهاء الحرب والاقتتال، وكانت اول دعوة للرئيس السابق هادي خلال اعلانه التنحي ونقل السلطة للقيادة الجديدة ممثلة في فخامة الدكتور رشاد العليمي التفاوض مع المليشيات الحوثية للوصول الى اتفاق يوقف اطلاق النار في كل محافظات الجمهورية وجبهات الاقتتال.
لم يغتنم الحوثي هذه الفرصة التي وفرت له، وكان بإمكان المليشيات الحوثية حفظ ماء وجهها كون ذلك يعد تلبية لأحد شروطها للدخول في حوار يفضي الى انهاء الحرب والوصول الى تسوية سياسية تستأنف من خلالها العملية السياسية في اليمن يكون الحوثيون جزءاً منها كمكون سياسي، وهي فرصة لم تكن لتتحقق لولا حرص القيادة السياسية الشرعية السابقة والجديدة على انهاء الحرب وتحقيق السلام الذي يرفضه الحوثي الذي يتلقى توجيهاته من طهران.
ورداً على كل هذه التنازلات خرجت أدوات إيران شاهرة سيفها على شكل بيان أعلنت من خلاله رفضها لكل المبادرات والدعوات والتنازلات التي قدمها هادي وقيادة مجلس القيادة الرئاسي.
أخيرا لم يأت بيان المليشيات الحوثية السياسي بجديد سوى تأكيدها على استسلامها للإرادة الإيرانية ولا يهمها إن كان تدمير اليمن وقتل الشعب ومواصلة تجويعه نتيجة لإصرار المليشيات الحوثية على مواصلة الحرب لأنها باختصار شديد ليست إلا أداة حرب لا سلام.