تفاصيل مهمة.. كيف تكون المخاطرة وسيلة للنجاح وجني مزيد من الأرباح؟
معين برس- تقرير:
عندما أسس جورج جيمس وكالة التواصل الاجتماعي المسماة (بي هوكد ديجيتال) قبل ثماني سنوات، اعتقد أنه وشريكته في العمل آنذاك قد شكلا فريقاً مثالياً.
ويقول عن تلك المرحلة: “كنت صغيراً، وكانت لدي أفكار كبيرة. لقد كنت على دراية ومعرفة بوسائل التواصل الاجتماعي”. “كانت شريكتي في العمل تجذب العملاء من خلال خبرتها. حيث أمكنها إقناع العملاء بالعمل معنا وإنفاق المال معنا”.
وتعمل هذه الشركة على تطوير استراتيجيات وسائل التواصل الاجتماعي للعملاء، مثل الموسيقيين، والعلامات التجارية للأزياء، في محاولة للترويج لهم من خلال تردد أسمائهم وأخبارهم في عناوين الأخبار.
يقول جورج، 32 عاماً: “نحن الرابط بين الفنانين ومشجعيهم . نحن نحول المشجعين إلى مشجعين خارقين”.
وشهدت بي-هوكد ازدهاراً في الأشهر الستة الأولى بعد تأسيسها. وفكر جورج في أحداث لافتة للنظر للعملاء، في حين أن شريكته التجارية الأكبر سنا روجت للعمل، ووضعت استراتيجية الشركة.
بيد أنه تم بعد ذلك استدراجها للقيام بعمل أكثر ربحية في مكان آخر. وشعر جورج أنه بدون حضورها التوجيهي، سيتخلى العملاء عن الوكالة وسوف ينتهي بها الأمر إلى الانهيار.
ويقول عن ذلك: “لقد بت على شفا التفكير في أن أغلق بي-هوكد وأمضي للحصول على وظيفة عادية. لقد بدا التفكير في محاولة إقناع هذا النوع من العملاء بمواصلة العمل مع شخص عمره 23 عاما، يعمل لديه اثنان من الموظفين، أمرا شاقا ومتعبا”.
كانت مشكلة جورج تتمثل في أن العملاء المحتملين كانوا أكثر ثقة بمنافسيه وأكثر اطمئناناً للعمل مع منافسيه في صناعتي الإعلان والعلاقات العامة. فهؤلاء المنافسون يقضون وقتاً طويلاً في صياغة استراتيجيات ترويجية للعملاء.
كان تفكير جورج يدفعه للمخاطرة بكل شيء من أجل نجاح فكرة غريبة خطرت له في لحظة ما.
قبل عامين، على سبيل المثال، كان لديه فكرة التعاون مع مبدعي شخصية الرسوم المتحركة (الخنزيرة بيبا) لرسمها مع تاج على رأسها، محاكاةً للتاج الذي يرتديه مغني الراب ستورمزي. وقد أثار هذا خلافاً حاداً على تويتر بين ستورمزي وبيبا والذي أصبح مادة تناولتها برامج الصباح التلفزيونية، وأكسب كلا الجانبين دعايةً وشهرة.
مع ذلك خشي جورج من أن العديد من العملاء لن تعجبهم هذه الحيل الدعائية الملتوية. ويقول: “اعتادت الشركات الكبرى على رؤية الوكالات تصمم دعاية مباشرة ليس فيها تلاعب. فالطريقة التي تتم بها الدعاية والبروتوكول هما كل شيء”.
بيد أن والد جورج أقنعه بالبقاء في مجال العلاقات العامة ومواصلة محاولة الترويج للعملاء والتميز من خلال ما لديه من نقاط قوة.
قال لي والدي: “ربما تريد أن تفكر فيما يجعلك شخصية متميزة، وكيف يمكنك إقناع الناس بالبقاء معك واستعادة هؤلاء العملاء”. وقلت لنفسي: “أن تكون صغيرا وغير مستقر، وأن تكون غير مسؤول ومرحاً بعض الشيء، وتقدم على المخاطرة – هذه الشركات تريد شيئاً من ذلك”.
وقد قام جورج منذ ذلك الحين بتنمية شركة بي-هوكد ليصبح عدد موظفيها 40 شخصاً. ولها مكاتب في كل من لندن ونيويورك ولوس أنجليس. وحدث بالفعل أن مجازفته المتمثلة في تسويق نفسه كشخص يجمع بين الغرابة والإبداع قد آتت ثمارها.
ويقول عن ذلك: “حولت ما كنت أعتقد أنه نقطة ضعفي إلى قوة”. مضيفاً: “بهذه الكيفية أصبح لوكالتنا ميزتها الخاصة”.