مآثر النضال ومواقف وطرائف الشهيد القائد اللواء علي هزاع الصيادي  (2)

معين برس : كتب: خليل الصيادي 

– “انا متُ زمان بس عايش هكذا “

– “انا لن أسافر إلى بلادي في العود والضالع وإب حتى نحرر صنعاء” 

– “قد عرفنا 
قد عرفنا 
أن البقر تأكل علف ” 

هذهِ عبارات كان يرددها من داس الوغى وتصدى لنوائب الدهر ورفض الخنوع والركوع ، ذلك هو الرجل الشجاع  الذي خاض غمار الحرب منحازًا للقضية الوطنية  والتطلع لمستقبل أفضل للشعب اليمني، إنه الشهيد القائد اللواء علي هزاع الصيادي الذي ورث حب الشعب والنضال من أجل انتصار القضية الوطنية عن أبيه هزاع  وجده مساعد غير آبهًا بروحه وحياته في سبيل كرامة وعزة وأمن ورفاهية الشعب اليمني.

“انا متُ زمان بس عايش هكذا ” بهذه العبارة كان يردْ الشهيد القائد اللواء علي هزاع الصيادي عندما يراجعه بعض أقاربه وأصدقائه بالحِيطة والحذر على حياته

– علي هزاع لا يقارن
إنهُ غاندي اليمن ،رجلًا وطني شجاع شهم زاهدٍ عن الدنيا يُقدِم حياته ونفسه من أجل حماية وحرية ورفاهية وكرامة أبناء شعبهُ
رجل مكافح شريف نزيه ، إنسان مخلص وصادق مع نفسه ووطنه حتى آخر رمق.

وبالرغم انه لم ينال حقه لا من قبل 2015م ، ولا حتى من بعد ..

– لقد  كان الشهيد القائد اللواء علي  هزاع الصيادي مثلًا للمناضل الصلب الذي لا يلين ولا يهادن في سبيل المبادئ الذي يؤمن بها وضلّ ينتقد الأخطاء ،ففي أحد المرات كان مجتمع مع قاده عسكريين من مشائخ و أعيان في حضرموت وكان وقت إنتخابات فكان ينتقد تصرفات المؤتمر وسياسته و الدولة،  شعر بعض زملائه بالحرج وعرض عليه أموال مقابل أن يصمت عن الإنتقاد ورفض ذلك لأنه لا يساوم بالمبادئ والقضية التي يؤمن بها ،فحُرِم من حقوقه وهُمّش و اقُصّي من المناصب التي يستحقها وبينما كان هنًـاك طابور كبير من زملائه القاده الفاسدين اللذين إستفادوا من الوضع فكسبوا الأموال الطائلة وغير المشروعة فبنوا القصور وكونوا إمبراطورية مالية ولمّا قدِم الحوثي لإسقاط الجمهورية في (2014م -2015م )
بعضهم ساعد الحوثي وبعضهم تواطئ معه وفي الموقف العام إنبطاح للمليشيا الحوثية الإماميه وخيانة للجمهورية.
وبينما المناضل علي هزاع  ذلك الذي الرجل الشريف الذي حرم من خيراتها وابعد بينه وبين استحقاقاته .

 كان قائدًا عصامي لا يخون قسمه العسكري في الدفاع عن الجمهورية وكان أول من إنبرى للدفاع عنها …

– اتذكر في رمضان يوم قتل الحوثيين الشهيد القائد حميد القشيبي ، شاهدتُ الشهيد القائد اللواء علي هزاع الصيادي في يومه وكأنه أصيب في جلطه من شدة الحزن والغم .
قال: اليوم تم كسر الشرف العسكري
لحق ذلك صمتاً والحزن في عينيه وملامح وجه وفي صدره اكبر, بسبب ذلك الخبر الشؤم الذي تلقاه …

وردد آهات وتناهيد من اعماقه

“مرّةً احزاننا “
لكنها يا عذاب الصبر  أحزان الرجال ”
وأكمل قصيدة
الشاعر الكبير عبدالله البردوني الذي كان  الشهيد يرددها في معظم الأوقات..

– ذات مرة زرت الشهيد اللواء علي هزاع الصيادي  إلى منزله في شهر ياينر  2015م، لقد رأيتُ  الشهيد اللواء علي هزاع الصيادي منهمكًا بقراءة كتاب أدبي رائع يحكي سيرة الثائر اليمني الشيخ الشهيد علي ناصر القردعي الذي قارع الإمامه وقتل الطاغية يحيى حميد الدين بثورة 48م – وحيث سبق لي وان قرأت هذا الكتاب من قبل.

– لقد قرأ الشهيد القائد اللواء علي هزاع الصيادي قصائد ومراسلات ومواقف الشهيد الشيخ الثائر علي ناصر القردعي واطّلع على كل تفاصيل حياته ؛
وكان لشخصية القرادعي ومواقفه الثائرة  بوجه الإمامة أثرٍ كبير على نفس الشهيد اللواء علي هزاع الصيادي وفي تجديد و ترسيخ عقيدته الثورية اليمانية الخالصة بالمقام الأول.

بعد ذلك تحرك الرجل الستيني وكأنه في عنفوان شبابه بروحهُ وهمّتُه  وانطلق شادًا للرحال ليؤسس نواة الجيش الوطني الأولى مع زملائه في منطقة العبر .

وبعد أن درّب وأسس نواة الجيش إنطلق صوب مأرب ودخلت أحد الكتائب التي كان يقودها باللواء 314  فاذا بقائد اللواء ومسؤولين الدعم بالقيادة العامة للجيش الوطني والتحالف اعطوه أمر بأخذ  مصاريف الكتيبة , فرفض الشهيد القائد اللواء علي هزاع الصيادي  أن يستلمها, وقال لأفراده عينوا مندوب منكم لإستلامها, أنا لا أريد أن الوث نفسي بها ؛؛ ففي الوقت الذي يلهث الكثير من القاده وراء المال؛ كان القائد المناضل الصادق  اللواء علي هزاع الصيادي  لا يهم المال ولا المناصب وكل همه وطن وإنتصار قضية وطنية.

– اما عن حب الأفراد والجنود والضباط له فهو حبًا لا يقارن لا لشيء وإنما لأنه كان قريب منهم قدوة في الشجاعة والشرف والنزاهة ، صريح، ما على باله وفي خاطره هو على لسانه شجاع صراحي لا يهادن.

– أما عن أبواق الطغاه وحملة مباخرهم اللذين يزينوا كل قبح بغية الحصول على فتات من المال فكان يتهكم عليهم بالقول:

“قد عرفنا قد عرفنا
أن البقر تأكل علف “

 وهذا القول هو مطلع قصيدة للشاعر اليساري القومي// القرشي عبدالرحيم سلام

– اما  قصائد وزوامل عمه الشاعر الكبير المناضل عبدالجليل مساعد الصيادي فقد كانت مفضلة عنده وكان دائما ما يرددها

“قال المناضل من على كهفه
يا ذا الشوامخ استشهدي واشهدي
قصف المزارع والقرى صاروخ سام

من يد ذي خان اليمن وأصبح عليها المعتدي

 بالنار يحرقها وينصب كرسية فوق الحطام”

قبل أيام ارسل لي صديقي الغالي  سند
نجل الشهيد علي هزاع الصيادي مقطع فيديو لوالده وهو يشرف على  تدريب اللواء الاول قوات خاصة

شاهدتُ الفيديو  وأثر في نفسي وكادت عيني أن تدمع  وانا اسمع الشهيد القائد اللواء علي هزاع الصيادي  يردد شعار بمنتهى الحضور النفسي والوجداني وبصوتٍ رجولي تفوح منه همته المتّقده بالثورية وهو ما يشدّ الأفراد ويقوي عزيمتهم

” يالله يارجال ما بتكون الإجابة

إلا بالنار والمدفع والدبابة

قوة قوة صقعاوية غلابة

ما تحمي العار إلا النار اللهابة “

رحمة الله تعالى تغشى الشهيد البطل القائد اللواء علي هزاع مساعد الصيادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى