إرهاب الحوثي يفتك بالعُزّل في قفة رداع

معين برس:

تصاعدت أعمدة الدخان من بين منازل المواطنين في قرية حنكة آل مسعود التابعة لمديرية القريشة في قيفة رداع بمحافظة البيضاء، ممزوجة بأصوات عويل النساء وبكائهن وإطلاق الرصاص من قبل مليشيا الحوثي، في مشاهد قاسية تذكر بما يحدث في قطاع غزة من قبل العدوان الإسرائيلي، لتجسد النزعة الإرهابية لهذه المليشيا التي لم تتوقف يوماً عن استهداف الآمنين وقتلهم في منازلهم.

استخدمت ميليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة في قصف منازل المواطنين في هذه القرية الصغيرة، ما تسبب في احتراق العديد من المنازل ونزوح العشرات من سكانها إلى العراء، تاركةً عشرات العائلات بلا مأوى في وقت تفرض المليشيا ذاتها طوق حصار خانقاً على القرية.

وتمنع المليشيا الحوثية دخول الطعام والغذاء والماء، كما تمنع خروج المرضى من القرية للوصول إلى المراكز الصحية، في سياسة عقاب جماعي تعودت المليشيا الحوثية على ممارستها في الكثير من المناطق، في محاولة لتركيع الناس ومعاقبتهم في حقوقهم الأساسية.

وقالت مصادر حقوقية، إن قصف مليشيا الحوثي الإرهابية المستمر على حنكة آل مسعود تسبب أيضاً في استشهاد امرأة وإصابة 13 آخرين بينهم 3 نساء، مشيرة إلى أن العدد مرشح للارتفاع على ضوء استمرار القصف ومنع اسعاف المصابين.

وتشبه المشاهد في منطقة حنكة آل مسعود ما يحدث في قطاع غزة، حيث لا يختلف الإرهاب الحوثي عن الإرهاب الإسرائيلي، لكن المفارقة تكمن في أن مليشيا الحوثي تزعم أنها تناصر الفلسطينيين، لكنها في الوقت نفسه تستنسخ الممارسات التي يتعرضون لها وتمارسها بحق اليمنيين، كما هو حاصل اليوم في هذه القرية المنكوبة.

وشهدت محافظة البيضاء، وبالتحديد رداع، خلال الفترة الماضية جرائم حوثية مستمرة استهدفت الآمنين، فلا يكاد يمضي عام إلا ويشهد سلسلة جرائم مروعة تمارسها مليشيا الحوثي بنفس الأساليب التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وكأنهما وجهان لعملة واحدة باختلاف الشعارات التي يرفعها كل منهما.

ولطالما زعمت ميليشيا الحوثي أنها تقصف إسرائيل لأنها تحاصر الفلسطينيين وتقتلهم وتمنع عنهم الغذاء والدواء والماء، لكن هذه الممارسات هي نفسها التي تمارسها ميليشيا الحوثي في اليمن، فتقتل الآمنين في بيوتهم وتفتك بهم في كل مكان، حتى إنها ملأت بيوت اليمنيين كافة بالأحزان والآلام بسبب ممارساتها الإرهابية.

وفي مارس من العام الماضي، فجرت مليشيا الحوثي منازل على رؤوس ساكنيها في حي الحفرة بمدينة رداع نفسها، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من السكان بينهم نساء وأطفال، وها هي تعود مرة أخرى لفتح صفحة دموية جديدة هذه المرة في “حنكة آل مسعود”، لتثبت مجدداً وحشية ممارساتها وتناقض ادعاءاتها.
المصدر: وكالة 2 ديسمبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى