تقرير| المقاومة الوطنية تطوي 2024 بتحقيق نهضة تنموية في الساحل الغربي تمهد لاستعادة الدولة
معين برس- وكالة 2 ديسمبر:
شهد العام 2024 تحولًا ملحوظًا في مناطق الساحل الغربي، حيث قادت المقاومة الوطنية بقيادة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح وبدعم سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة، سلسلة من المشاريع التنموية التي طالت مختلف القطاعات الحيوية التي تهيئ لاستعادة الدولة.
هذه المشاريع، التي تم تنفيذها في الساحل الغربي بمحافظتي تعز والحديدة، ساهمت في تحسين الظروف المعيشية للسكان وتخفيف وطأة الآثار الناجمة عن حرب مليشيا الحوثي الإرهابية، فغيرت من وجه الساحل الغربي، الذي دخل آفاق التنمية والبناء من أوسع أبوابها ضمن خطة شاملة ورؤية ثاقبة لما ينبغي تحقيقه للحفاظ على الحاضنة الشعبية والتهيئة لاستعادة الدولة بمعركة لا يمكنها إلا أن تمضي بمسارين: التنمية والبندقية.
شبكة طرق حديثة تكسر حصار تعز
شكّل قطاع الطرق أولوية قصوى لنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي طارق صالح، حيث تم إنجاز حزمة مشاريع بوتيرة متسارعة ساهمت في كسر الحصار الجزئي الذي تفرضه مليشيا الحوثي على مدينة تعز، فضلًا عن صيانة شبكة النقل الداخلي في مدينة المخا، حاضرة مدن الساحل الغربي التي تنمو وتزدهر بشكل متسارع.
منتصف العام 2024، تم الانتهاء من المرحلة الأولى لطريق الكدحة- البيرين (14 كيلو مترًا)، تبعها إطلاق المرحلة الثانية (38 كيلو مترًا) التي تربط المخا بموزع وصولًا إلى الكدحة، وفقًا لمواصفات عالية الجودة.
طريق الساحل الغربي (المخا- باب المندب) هي الأخرى، يجري العمل على المرحلة الأخيرة من إعادة تأهيل هذا الطريق الحيوي (57 كيلو مترًا)، استكمالًا للمرحلة الأولى (باب المندب- ذو باب) التي تم إنجازها سابقًا، كما شملت المشاريع أيضًا رصف طريق برداد في مديرية صبر الموادم بتعز، ويجري العمل بوتيرة عالية في توسعة شوارع مدينة المخا، مع خطط لإعادة تأهيل طريق المخا- الخوخة.
كهرباء متجددة تُضيء الساحل
في قطاع الكهرباء، تم تشغيل محطة طاقة شمسية بقدرة 20 ميجاوات في المخا، ما ساهم في توفير الكهرباء بشكل مستمر لمعظم أحياء المدينة، بينما يجري العمل لمحطة إضافة بقدرة 40 ميجاوات لتشمل أرياف المخا.
وفي محافظة الحديدة، يجري العمل على تركيب محطتي طاقة شمسية مماثلتين في الخوخة وحيس بمحافظة الحديدة بقدرة 10 ميجا وات لكل مديرية وبدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتشكل هذه المشاريع خطوة هامة نحو تعزيز استدامة الطاقة في المناطق الساحلية المحررة، حيث توفر مصدرًا مستدامًا وموثوقًا للكهرباء بعيدًا عن الأزمات التي يعاني منها قطاع الطاقة التقليدية.
خدمات صحية مُحسّنة
شهد القطاع الصحي تطورًا ملحوظًا مع قرب افتتاح مستشفى الشيخ محمد بن زايد في الخوخة، المجهز بأحدث المعدات الطبية، كما تم افتتاح مركز غسيل كلوي في المدينة ذاتها، ما خفف معاناة المرضى، حيث تُضاف هذه المشاريع إلى 15 مشروعًا صحيًا تم إنجازها في الأعوام السابقة، من بينها مستشفى 2 ديسمبر والمستشفى السعودي الميداني في المخا، ومستوصف قبول الخيري في الشمايتين بتعز.
وتُعتبر هذه المشاريع الصحية بمثابة خطوة محورية نحو تعزيز البنية التحتية الصحية في المناطق المحررة، كما تساهم بشكل مباشر في تحسين خدمات الرعاية الطبية للعديد من المرضى، الذين كانوا يعانون من صعوبة الوصول إلى العلاج المناسب في محافظات أخرى؛ نظرًا لافتقار المنطقة للبنية التحتية الصحية الحديثة.
ومن شأن هذه المشاريع الواعدة في قطاع الصحة أن تعزز من قدرة المجتمعات المحلية على مواجهة الأمراض والأوبئة، وتغنيهم عن عبء السفر خارج مناطقهم؛ في ظل توفر الخدمات الصحية كافة بمعايير عالية الجودة.
التعليم يحظى باهتمام كبير
تم تشييد ثلاثة مجمعات تربوية نموذجية في المخا والخوخة وحيس، بالإضافة إلى افتتاح مدرسة البداية الحديثة في ريف مديرية ذُو باب المندب، لتضاف هذه المشاريع إلى جهود سابقة في بناء وتأهيل عدد من المدارس.
وتعد هذه المجمعات والمدارس بمثابة حجر الزاوية في تعزيز التعليم، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة للأطفال والشباب بعيدًا عن تأثيرات الفكر الحوثي المدمر.
ومن خلال توفير التعليم الجيد في هذه المناطق، يُضمن تحصين الأجيال القادمة من محاولات الاستقطاب الحوثي فكريًا وتجنيدها في صفوف المليشيا، كما أن هذه المشاريع تساهم في تعزيز الثقافة الوطنية، وغرس القيم الإنسانية والإيجابية، ما يساهم في بناء مجتمع قوي قادر على مواجهة التحديات المستقبلية.
مياه نظيفة
وكان لقطاع المياه نصيب من الاهتمام والدعم، حيث تم تنفيذ مشروع مياه المخا، بالشراكة مع منظمة الهجرة الدولية، الذي يتكون من أربعة آبار وخزان وشبكة أنابيب، ما يوفر المياه النظيفة لأكثر من 120 ألف شخص، كما تم افتتاح مشروع مياه في مديرية ذو باب المندب، يخدم 16 ألف نسمة.
تترافق هذه المشاريع مع تدخلات إنسانية مستمرة من قِبل المقاومة الوطنية، واستجابتها الطارئة لاحتياجات السكان، خاصة خلال الكوارث الطبيعية، بشكل فاعل ومجدٍ أظهر التزام المقاومة الوطنية بتحسين الظروف المعيشية في الساحل الغربي، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للمنطقة الى جانب دورها الرئيس في معركة استعادة الدولة.
يشار إلى أن حجم الاهتمام بمعركة التنمية في الساحل الغربي يقابله اهتمام أكبر للجبهة العسكرية.