اعتقال مغترب ومصادرة جواله.. عدسات الكاميرا تثير مخاوف الحوثيين

معين برس- إب:

شهدت محافظة إب صباح الخميس حادثة تعكس أجواء القمع الذي يمارسه الحوثيون في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حيث أقدمت مجموعة مسلحة على اعتقال صلاح الزوقري، وهو مغترب يمني يقيم في الولايات المتحدة، خلال قضائه إجازة في مديرية الشعر بالمحافظة. الحادثة بدأت باعتداءٍ على الزوقري ومصادرة هاتفه بعد أن كان يصور مشاهد طبيعية في المنطقة.

صلاح، الذي عاد إلى وطنه لقضاء وقت مع أسرته واستكشاف قريته، خرج برفقة صديقه في جولة لتوثيق الجبال والقرى المحيطة. إلا أن هذه الرحلة الهادئة تحولت إلى مشهد قمعي عندما اعترضته عناصر حوثية، ومنعته من التصوير قبل أن تعتدي عليه جسديًا وتقتاده إلى جهة مجهولة.

المثير للدهشة أن المكان الذي صور فيه الزوقري لم يكن منطقة عسكرية أو منشأة استراتيجية قد تشكل تهديدًا أمنيًا، بل كان مجرد طريق تم رصفه بمبادرة مجتمعية من أبناء المنطقة، محاطًا بمظاهر طبيعية لا تحمل أي دلالات حساسة. ومع ذلك، كان رد الحوثيين عنيفًا، في دلالة على الخوف المتزايد من أي عدسة قد تنقل الواقع الحقيقي.

مصادر محلية أشارت إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث تتكرر اعتداءات الحوثيين على المواطنين لمجرد استخدامهم الكاميرات أو وسائل التواصل الاجتماعي. يُنظر إلى هذه التصرفات على أنها محاولة لإخفاء ممارساتهم وممارسات فسادهم عن أعين العالم.

يرى مراقبون أن تصرف الحوثيين يعكس حالة من الهلع تجاه الإعلام والتوثيق، خاصة مع تزايد انتقادات المجتمع الدولي لتعاملهم مع السكان المحليين. فكل صورة أو مقطع فيديو قد يتحول إلى دليل يفضح انتهاكاتهم لحقوق الإنسان والحرية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

حادثة الزوقري تثير تساؤلات حول مستقبل الحريات في اليمن، حيث أصبحت الكاميرا أداة تثير الذعر لدى من يمارسون القمع. يبقى الأمل معقودًا على المجتمع المحلي والدولي للوقوف في وجه هذه الانتهاكات وإعادة الاعتبار لحق الأفراد في التعبير عن أنفسهم دون خوف أو ترهيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى