الاعتراف بالدولة الفلسطينية يسبب أزمة أوروبية إسرائيلية
معين برس:
ماذا بعد اعتراف النرويج وإسبانيا وأيرلندا بالدولة الفلسطينية؟.. سؤالٌ يُطرح بقوة اليوم خصوصا مع دعوتها لبقية الدول الأوروبية إلى الانضمام إليها.
أمر قوبل بترحيب من الرئاسة الفلسطينية والدول العربية، مع استمرار الجهود الرامية لوقف حرب غزة، والدفع باتجاه حل الدولتين لحل الصراع بشكل مستدام.
وعلى الرغم من تأكيد واشنطن على أن إدارة بايدن تدعم حل الدولتين إلا أنها انتقدت قرارَ الدول الأوروبية ولو ضِمْنِيا بالقول إن تأسيس دولة فلسطينية يجب أن يتمَّ بالمحادثات والمفاوضات وليس بالاعتراف بها بشكل أحادي. أما الموقف الإسرائيلي، فكان غاضبا وساخطا كما هو متوقع.
أول الردود كان من وزير الدفاع يوآف غالانت الذي أعلن إلغاء قانون “فك الارتباط” للمستوطنات التي تم إخلاؤها شمالي الضفة الغربية، إضافة لتوعد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بإجراءات عقابية ضد الفلسطينيين.
وأبرز خافيير فرنانديز أريباس، مدير تحرير مجلة “أتالايار”، في حواره مع غرفة الأخبار على قناة “سكاي نيوز عربية”، أهمية هذه المبادرة في تعزيز فرص رئيس الوزراء الإسباني وقيادته للحزب بعد سلسلة من الأزمات التي واجهها.
كما شدد على ضرورة مراعاة توصيات الشركات والمواطنين نظراً للأهمية البالغة للقضية الفلسطينية بالنسبة لهم، مضيفا:
- تعد اسبانيا من المبادرين بالحديث عن القضية الفلسطينية.
- إعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز استعداد بلاده للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع مراعاة جميع الاعتبارات المتصلة بهذا القرار.
- تخضع الحكومة الاسبانية إلى ضغوطات عديدة من ناخبيها.
- وفقًا للرأي العام الإسباني، يجب عدم الوقوع في خطأ المزج بين حركة حماس والشعب الفلسطيني، حيث أن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني.
- إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيؤدي إلى تعزيز مكانتها كمفاوض شرعي يمثل الشعب الفلسطيني، مما سينتج عنه استبعاد حركة حماس أو أي من الحركات الأخرى من طاولة المفاوضات.
- اعتماد مواقف مؤيدة للقضية الفلسطينية يمكن أن يجذب دعم الناخبين من التيار اليساري، لا سيما في ظل اقتراب موعد انتخابات البرلمان الأوروبي.
- الاعتراف بإنشاء دولة فلسطينية يُعد خطوة إيجابية للشعب الفلسطيني، ولن يتحقق ذلك بشكل كامل إلا بدعم من الدول الأوروبية الرئيسية مثل فرنسا، بريطانيا، ألمانيا وإيطاليا.
- حان الوقت ليتنحى بنيامين نتنياهو عن منصبه، نظرًا للإخفاقات الواضحة في تحقيق أمن الشعب الإسرائيلي.
- ثمة إمكانية لحدوث تخفيض في مستوى التعاون التكنولوجي والاقتصادي بين إسرائيل والدول الأوروبية.
- قد تشهد العلاقات بين الدول الأوروبية وإسرائيل نوعا من الهدوء والاستقرار اثر الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقررة في 9 يونيو.
فشل الخطط الأمريكية
وفي سياق متصل، أشار الدبلوماسي السابق مائير كوهين خلال حديثه إلى وجود موقف عدائي من قِبَل الدول الأوروبية التي تدعم الاعتراف بدولة فلسطينية تجاه إسرائيل.
- تعرض الدول الأوروبية لضغوط مكثفة من قبل الإسلاميين المتطرفين الذين يعيشون في هذه الدول وهذا ما دفعهم إلى تبني هذا الخيار.
- لا يمكن للدولة الفلسطينية أن تُقام إلا عبر المفاوضات.
- لا يمكن إنشاء دولة فلسطينية بشكل أحادي الجانب، لارتباطها بإسرائيل في جميع جوانبها الاقتصادية.
- أثار القرار الثلاثي للدول الأوروبية قلقًا في إسرائيل، وذلك بالنظر إلى توقيته غير المناسب وسط التحديات الخارجية التي تواجهها من قبل إيران وأذرعها المنتشرة في المنطقة.
- المسؤولية الكاملة عن الأحداث الجارية في القطاع تقع على عاتق حركة حماس، التي تعمل وفقاً للأجندة الإيرانية على حساب الشعب الفلسطيني.
- لن يكون هناك استقرار وأمن في المنطقة إلا بالقضاء على حركة حماس.
- الخطط الأميركية الرامية إلى تحقيق اتفاق مع المملكة العربية السعودية أو تشكيل قوة عربية لإدارة المنطقة لن تكون قابلة للتنفيذ، ولن يكون هناك إعادة إعمار طالما أن حركة حماس تسعى للعودة إلى السلطة.
- لا يمكن تمرير أي قرار يتعلق بإقامة دولة فلسطين نظراً لوجود انقسام داخل الاتحاد الأوروبي حول هذا الموضوع وعدم تحقيق توافق عام استناداً إلى القوانين السارية في إطار الاتحاد الأوروبي.
- يجب أن يكون الرأي العام الإسرائيلي والشعب الإسرائيلي هما الجهتان الوحيدتان المخولة بتحديد موعد تنحي بينايمن نتنياهو عن السلطة، ولا يقبل أي تدخل خارجي في هذا الشأن.
- تعتبر قضية إعادة الاستيطان استجابة للضغوط الدولية، وقد أرادت إسرائيل أن توضح من خلالها أن مثل هذه الضغوط ستؤدي إلى نتائج عكسية.