17 يوليو … ميلاد وطن وقائد وزعيم تجسدت فيه إرادة اليمنيين
معين برس – متابعات:
لم يكن يوم الـ17 من يوليو يوماً عاديا شهدت لحظاته وصول رئيس جديد يضاف إلى قائمة من سبقوه من الرؤساء، بقدر ما كان يوم ميلاد وطن وكيان سياسي ودولة ومؤسسات وقائد وزعيم تجسدت فيه إرادة اليمنيين الذين استلهم من واقعهم المرير رؤيته في التغيير والانتقال باليمن إلى الغد الأفضل.
الرئيس علي عبدالله صالح ومنذ اليوم الأول أثبت أن الدولة ليست قبيلة مختلفة أو كياناً غريبا يمثل تهديداً أو عدواً ليخشى الشعب سطوته وإنما مؤسسة يمتلكها الشعب ومنه تستمد بقاءها وديمومتها ونجاحاتها، عندما قدم انموذجا وصورة لم تشهدها اليمن من قبل تمثلت في احتكامه لإرادة الشعب في الوصول إلى سدة الحكم من خلال مجلس الشعب التأسيسي، لتشهد اليمن بانتخابه رئيسا للجمهورية أول انتخابات رئاسية في تاريخها، الأمر الذي أشار إلى أن الرئيس القادم من قلب المؤسسة العسكرية أختار الديمقراطية نهجا ووسيلة وأسقط الدبابة من سيناريوهات الوصول إلى السلطة وبذلك صنع أول انجازين تاريخيين في يوم واحد.
وإنطلاقا من يوم الـ17 من يوليو توالت الأيام والانجازات التي قهرت المستحيلات وانتقلت باليمن من عصر الدولة المنكمشة على ذاتها في صنعاء إلى عصر الدولة الممتدة على كامل الخارطة اليمنية، ليس بقوة السلاح وانما بقوة الانجازات والمشاريع الخدمية التي وصلت إلى كل مدينة وقرية ومثلت الطريق والمدرسة والمستوصف عنوان رسالتها التي قرأها اليمنيون في السهول والوديان وقمم الجبال.
كثيرة هي الانجازات التي تحققت في عهد الزعيم صالح وكثيرة هي الأيام التي مثل يوم الـ17 من يوليو ميلادها الأول والتي يبقى يوم الـ22 من مايو وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية تاجها واكتملت بتحقيقها أهداف الثورة اليمنية الخالدة سبـتمبر واكتوبر ومثلت انتصاراً لإرادة اليمنيين ونضالاتهم لعقود طويلة.
الأيام العظيمة لا تقترن بحدثٍ يتيم لا يفتح آفقاً جديداً يدعو لتكراره في أكثر من مجال، ولا تصنعها ضربة حظ عقيمة لا تلد الأيام سواها.. الأيام العظيمة للشعوب والأمم هي الأيام التي تولد من رحم المستحيل وتفاجئ الناس بحدثٍ استثنائي يؤسس لسلسلة من الأحداث والانجازات التي تجعل من اللاممكن ممكنا وتحول الأحلام والتطلعات إلى حقيقةٍ ملموسة تنتصر لإرادة الشعوب.
وإذا ما قيست عظمة الأيام بحجم ما تلاها من أحداث وانجازات فسنجد أن يوم الـ17 من يوليو مثل يوم عبور اليمن إلى المستقبل وطي صفحات الماضي والانتقال باليمنيين من متاريس الصراع والاقتتال على السلطة إلى ميادين العمل والبناء والتنمية والانتاج والاسهام الفاعل في العمل السياسي والاقتصادي والثقافي والفني والاعلامي، كتوجه عام فجر الطاقات ومثل بحد ذاته ثورة ثانية.