اليمن.. الوكالة الأمريكية للتنمية ومنظمات أممية تهدر أموالاً كبيرة في غير أماكنها
معين برس- متابعات:
قالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الثلاثاء 13 يونيو 2023، إنها خصصت 3 ملايين دولار لبرامج جديدة تعتزم تنفيذها مع شركاء في الأمم المتحدة، على أنشطة سبق ومولتها -سابقاً- استجابة لوباء كوفيد-19 في اليمن. وهي الأموال التي تُهدر في برامج هناك ما هو أشد احتياجا إليها في القطاع الصحي، بحسب مصادر طبية.
وذكرت الوكالة، أنها بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ستعمل “على تحويل الدعم الذي توجهه لكوفيد-19 من أنشطة الاستجابة الطارئة إلى الحلول طويلة المدى عبر سعيها لدمج تدخلات رعاية مرضى الفيروس في النظام الصحي ككل”.
وسوف توفر منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، ضمن برنامج الوكالة الجديد بقيمة 1.9 مليون دولار تقريباً، قطع الغيار والإصلاحات والصيانة لثماني محطات أكسجين في المرافق الصحية اليمنية، إضافة إلى تدريب عاملين في 5 مستشفيات على تقديم الرعاية لمرضى (كوفيد-19)، وهي بدلا عن هذا تستطيع أن توفر أجهزة متكاملة بأقل من الكلفة المرصودة التي تذهب نسبة كبيرة منها مقابل عمولات للفرق الأممية.
وتتضح رغبة الاهدار لدى المنظمة الأممية، والوكالة الممولة، في اشارتها إلى ان البرنامج الممول منها، سيشمل (التوعية المجتمعية لزيادة عدد اليمنيين الذين يتلقون التطعيم، في محافظات “أبين، حضرموت، لحج وتعز”). وهي الحملات التي سبق واهدرت فيها مبالغ كبيرة خلال برامجها للعامين الماضيين.
وبينما قال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، الدكتور أرتورو بيسيقان، إن “هذه الشراكة أساسية لتحويل نوعية دعم المنظمة للنظام الصحي اليمني من الإغاثة الطارئة إلى حلول أكثر استدامة”. قالت مصادر طبية يمنية لوكالة “خبر” إن الوكالة والمنظمات الأممية تهدر التمويل في غير مكانه الصحيح، في الوقت الذي هناك برامج صحية أشد احتياجا بينها برامج مكافحة الحميات والاوبئة المتفشية حاضراً.
وخصصت الوكالة الأمريكية، باقي المبلغ المُعلن عنه والبالغ 1.1 مليون دولار لمنظمة اليونيسف، “لتقديم برنامج تدريب 750 عاملا في قطاع الصحة على الخدمات المجتمعية الخاصة بكوفيد-19″، إضافة إلى ما أسمته “حشد المجتمع، والوقاية من العدوى ومكافحتها”. وكذلك “الدعم المالي لـ 1200 عامل صحي مجتمعي على مدى ثلاثة أشهر لتمكينهم من القيام بزيارات منزلية” قالت إنه لغرض “تحسين قدرة العاملين الصحيين على الوقاية من تفشي الوباء والاستجابة له”.
إهدار متعمد
وترى المصادر الطبية، أنه في حال ترى الوكالة أن تمويلها لا بد أن يصب في سياق برامج سبق وعملت عليها خلال العامين الماضين، بحسب ما ذكرت، كان بالإمكان تخصيص نسبة محدودة من التمويل للجوانب الأشد احتياجا في مواجهة (كوفيد-19) -الذي لم يعد له أثر- والمتمثلة بتوفير أجهزة ومعدات طبية في مناطق لم تشملها برامجها خلال تلك الفترة، بينما تخصص بقية التمويل لبرامج أشد احتياجا في هذه المرحلة، ومنها على سبيل المثال مواجهة وباء حمى الضنك الذي انتشر الاسبوع الماضي في محافظة مأرب وسجّل أكثر من 600 إصابة.
واتهمت المصادر، الوكالة والمنظمات الأممية الشريكة، بتعمد اهدار الأموال في غير اماكنها، لا سيما الوكالة بمعية شريكها الأممي وتحديدا اليونيسف، أهدرت في برنامج العامين الماضيين، أموالاً كبيرة على “رسائل ترويج تحث المواطنين على التطعيم ضد وباء كوفيد-19 عبر 25 محطة إذاعية مجتمعية و12 محطة إذاعية مجتمعية تابعة للقطاع الخاص وأربع قنوات تلفزيونية في 133 مقاطعة، وهي الحملة التي استهدفت نحو 4.5 فقط بحسب المنظمة نفسها.
ويتضح الاهدار للأموال في هذه الحملة الاعلامية، لعدم تجاوز ما يمثل 15 في المئة من عدد سكان البلاد في الحملة، لمحدودية انتشار وتغطية هذه الإذاعات داخل مراكز المدن فقط، في الوقت الذي كان يمكن لها تنفيذ الحملة عبر محطات تلفزيونية واذاعية محلية أكثر انتشارا وبكلفة اقل.