رغم تضاعف الايرادات.. عمال موانئ الحديدة يشكون نهب مليشيا الحوثي لمستحقاتهم
معين برس:
شكا عمال ميناء الحديدة من اصرار مليشيات الحوثي على نهب مستحقاتهم وتسريح عدد منهم واستبدالهم باخرين موالين للمليشيات، رغم تضخم موارد الميناء وعودة العمل فيه إلى حالته شبه الطبيعية.
وأكد عاملون في الميناء في تصريحات لوكالة خبر أن عمال الميناء منذ سنوات فقدوا لقمة العيش من اجتاحت المليشيات الحوثية مدينة الحديدة وسيطرت على الميناء واحتكرت موارده ووظائفه، لتلقي بهم إلى رصيف الجوع والبطالة بحثا عن لقمة العيش.
وطيلة سنوات الحرب العبثية ظلت الميليشيا الحوثية تتنصل من حقوق عمال ميناء الحديدة بذريعة الحصار وانعدام الموارد، في سياسة تطفيش متعمدة بغرض استبدال العاملين في الميناء بآخرين من المنتمين للمليشيات والعاملين معها.
وتسببت سياسة الاقصاء الحوثية في مغادرة المئات من العاملين لوظائفهم في الميناء، فيما واصل البعض أعمالهم كمثبتين أو بالاجر اليومي، رغم اصرار المليشيات على قطع مرتباتهم خلال نحو خمس سنوات.
ومنذ بدء الهدنة في ابريل من العام 2022م، علق العمال آمالاً عريضة على الهدنة الراهنة وانتهاء شماعة الحصار الحوثية، غير أن أوضاع العمال لم تتغير كما لم تصرف المليشيات مرتباهم ومستحقاتهم ولم تعد أحد إلى عمله من المسرحين قسرا.
ورغم توقف الحرب ورفع الحصار، وشهدت حركة السفن الواصلة إلى الميناء نموا ملحوظا، ومعها ارتفعت حجم الموارد المحصلة ، إلا أن التعامل مايزال على حاله، فيما إيرادات الميناء تصب إلى جيوب المشرفين القادمين من خارج الحديدة
وأكدت مصادر عاملة في الميناء أنه حين يتقدم العاملون المتضررون بشكوى لإدارة الميناء او المطالبة بزيادات او التعجيل برواتبهم أو التوظيف رسميا يتم سجنه بتهمة تعاونه مع العدوان، في غطرسة حوثية وإدارة عنصرية تتعامل معهم كسُخرة بلا تقدير، وتمنح الحوثة امتيازات خاصة.
وبحسب شكاوى العاملين فانهم باتوا يشعرون بفقدان كيانهم، بعد أن أصبح العامل في الحديدة لا قيمة له ولا حقوق ولا قانون يحميه ولا نقابة، ولا شيء يجدونه سوى سوط وصراخ المليشيا وحديثها عن العدوان، بينما تنتفخ كروش المشرفين والإداريين الذين استقدمتهم من محافظات نفوذها.. حيث قامت المليشيا بإزاحة معظم الكوادر من ابناء الحديدة واستبدلتهم بالقادمين من صعدة وحجه وعمران، وخصتهم بامتيازات كبيرة!
كما يتحدث عمال الميناء عن الزج ببعضهم في خدمات ليلية مشبوهة، لتفريغ شحنات مجهولة المصدر تتم تحت حراسة مشددة.. حيث تأمرهم المليشيا بإفراغ الحاويات من السفن ليلاً في رصيف رقم واحد بالميناء، ونقلها بشكل سري عبر ناقلات مدنية وتتوجه إلى مناطق شمال مدينة الحديدة وشرقها، وترافقها أطقم مسلحة. مؤكدين ان هذه الحركة الليلية تزايدت مؤخرا منذ فتح الميناء ودخول السفن، ورغم هذا يظل مردود العمال من التفريغ والنقل منهوبا، فيما المليشيا تزايد عليهم بأنهم يقومون بواجب وطني.
ويرى العمال أن استمرار إدارة الحوثيين للمؤسسات الحكومية يعني استمراراً لقتل العمال بشكل بطيء، حيث لا قانون ولا دولة تضمن حقوقهم، بل يعملون وفق أهواء المشرفين ومراكز النفوذ، وأية شكوى سرعان ما تموت في الأدراج؛ دون محاسبة أحد!