يوم عالمي لـ”المرأة المؤمنة”.. الحوثيون يثيرون السخرية وشخصيات دينية: لماذا أُسقطت “خديجة وعائشة”؟
معين برس- خبر للأنباء:
أثارت فعالية نسوية استحدثتها مليشيا الحوثي الإرهابية العام الجاري 2023م، حفيظة ملايين اليمنيين، وفجّرت موجة سخرية واسعة لأبعادها ودلالاتها العنصرية، والسعي في منح نسائها حق (التسيّد) تحت شعارات وأغطية دينية، اتخذت لها درعاً ابنة رسول الله (فاطمة)، مثيرين بذلك تساؤلات جمة أبرزها: لماذا أسقطت جميع نساء وبنات رسول الله من حساباتها بمن فيها (خديجة وعائشة) الأحب إلى قلب نبينا؟
وأقامت المليشيا الحوثية أول من أمس، فعالية نسوية في جامعة إب (وسط اليمن)، هي تدشين لمشروع ذي أبعاد، تعتزم تدشينه الفعلي غداً الخميس في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها.
المشروع الطائفي الذي نفذت أول تجاربه في مدينة إب، أطلقته تحت مزاعم (اليوم العالمي للمرأة) ولكنه ليس اليوم المتعارف عليه عالمياً والذي يصادف الثامن من مارس، بقدر ما هو يوم (المرأة السلالية) في حقيقة الأمر، وفقا لمراقبين، وإن ألصقت عليه مسمى (المسلمة) ليصبح (اليوم العالمي للمرأة المسلمة).
العنصرية تتجذر، والنوايا تتضح من زوايا عدة حملها المشروع وشعاراته المزدحمة على طول وعرض يافطات الفعالية، حين أقحمت فيه ابنة رسول الله (فاطمة)، وهي بذلك تجسد أبعاداً عنصرية خفية، بحسب حديث شخصيات دينية لوكالة خبر.
وقالت: كان الأحرى بمليشيا الحوثي أن تختار إحدى زوجات النبي، عليه الصلاة والسلام، وكانت (خديجة وعائشة) أكثر ترجيحاً لهذا، كونهما أحب إلى قلب رسول الله، بدلاً عن الذهاب لما هو أبعد وانتقاء (فاطمة) -تحديداً- من بين جميع بناته وزوجاته.
المليشيا الحوثية لم تتوقف عند هذا الحد والبعد الطائفي، بقدر ما عززت طائفيتها في صلب الشعار المرفوع (بمناسبة يوم المرأة “المؤمنة”)، وهو المعنى المؤنث لمصطلح “المؤمن”، والذي قولبت معناه وحصرته على عناصرها ومن يكنون ولاءً مطلقاً لزعمائها، وهي بذلك ترمي إلى ذات البعد ولكن نسوياً.
ويجمع الكثيرون على أن مليشيا الحوثي تسعى إلى عملية فرز طبقي عنصري أنثوي عبر مصطلح “المرأة المؤمنة”، ربطته بابنة رسول الله (فاطمة)، للتحصين من أي نقد، مثلما اتخذت من النبي عليه الصلاة والسلام، تحصينا لأفكارها ومشاريعها الطائفية والعنصرية.
ومثلما توجه سهام شرها ضد أي نقد وتعرية لفعالياتها الطائفية المغلّفة بالدين على أنها تستهدف رسول الله -حد تسويقها-، هي بذلك تسعى من وراء هذه المناسبة إلى تصدير نسائها المسميات بـ”الزينبيات” إلى واجهة المشهد السياسي، وتحصنهن بابنة الرسول (فاطمة) كرداء، علاوة على أبعادها التطويعية للنسوة اليمنيات في تعزيز مبدأ موالاة نساء المليشيا واصطفائهن على غيرهن.
وظهرت القيادية في المليشيا بشرى بدر الدين الحوثي بشكل علني في إحدى فعالياتها بصنعاء بهذه المناسبة، في الوقت الذي ما يزال شقيقها (عبدالملك الحوثي) يختبئ في أحد كهوف صعدة رغم تشدقه مراراً بالسير على درب وشجاعة الإمام علي بن أبي طالب، غير آبه بأنصاره أو أبناء الشعب الذين يخدرهم بمصطلح “الشعب العظيم”.
وتسعى المليشيا لتسويق شقيقة زعيمها تحت غطاء ديني، وهي الفكرة التي قوبلت بسخرية واسعة لما حملته من تمييز عنصري وتماد في الاستخفاف بعقول الملايين، لا سيما بعد أن باتت تستهدف جميع الصروح العلمية وتفرض عليها إقامة فعاليات وأنشطة جلها طائفية.
ومنذ وطأت العصابة السلالية أرض اليمن، لم تبرأ من فرض عنصريتها الذكورية والانوثية، فبقدر ما أطلقت على ذكورها -سابقا- مصطلح (السادة)، منحت إناثها التفضيل بـ”الشريفات”، حد إطلاقها على مجاميع قرى سكنية برمتها لا يقطنها سواهم مناطق (الاشراف)، وما زالت تحتفظ بهذه التسمية حد اللحظة في بعض المحافظات، من بينها محافظة الجوف.
وهروباً من استحضار الماضي الكهنوتي البغيض في عقول اليمنيين، استبدلت -جزئياً- “سيد” بـ”مؤمن”، و”شريفة” بـ”زينبية”، ولأن الأخيرة ذاع صيت جورها ووحشيتها في مطاردة اليمنيات إلى عقر ديارهن، وتعذيبهن حد الموت في المعتقلات، فتصدرت بيانات الإدانات الدولية قبل المحلية، وجدت أنه لا بد من الهروب إلى حيز آخر أكثر حماية، فارتأت أن في ابنة رسول الله أكثر أمناً لها، غير مدركة أنها بذلك أدانت أبعادها ومرامي عنصريتها.