وسط خذلان دولي وأممي.. 2022 عام مثقَل بالإجرام الحوثي بحق تعز

معين برس- خبر للأنباء:

دلف عام جديد بوحشية وإجرام الحوثي نحو محافظة تعز (جنوبي غرب اليمن)، في إضافة ليست بجديدة على سابقيه أو سبع أخرى مضت، كانت قد وثقتها المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية، في تجسيد لكمّية التخاذل الدولي والأممي، لا سيما ونتائج الهدنة الأممية المُعلن عنها مطلع أبريل المنصرم وضعت جميعها في سلّة الحوثيين، ما اعتبرها مراقبون تخادماً صريحاً لمصالح قاسمها المشترك “الملف الإنساني”.

العام 2022م، الذي شهد هدنة أممية خلال الفترة 2 أبريل وحتى 2 أكتوبر، كان يأمل منه المدنيون انفراجة، لا سيما الحصار الخانق والطرقات المغلقة بالثكنات والألغام والعربات العسكرية، إلا أن النتائج كانت عكسية، بل ازدادت توتراً، حيث تعرضت مناطق سكنية واحتفالات فنية ووطنية لاستهدافات مباشرة بالأسلحة الحوثية.

وأبرز تلك الجرائم قصف المليشيا حي الروضة في 23 يوليو (خلال فترة الهدنة)، ما أسفر عن مقتل وإصابة 11 من الأطفال. وفي 30 أكتوبر قتلت أسرة كاملة إثر سقوط قذيفة حوثية على حي المطار القديم غربي مدينة تعز.

هاتان الجريمتان ليستا الوحيدتين، بقدر ما هما نموذج، حيث تؤكد مصادر حقوقية لوكالة خبر، أن التقارير وثقت المئات من عمليات القصف والقنص والانتهاكات التي طالت المدنيين وراح ضحيتها العديد من الأبرياء بينهم نساء وأطفال. وسط مطالب شعبية ومناشدات واستنكار الإهمال الكبير من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بمحاولة الضغط على الحوثيين لرفع الحصار عنهم.

ضحايا الانتهاكات

في السياق، قالت منظمة رايتس رادار، إن ضحايا الحصار الحوثي على تعز منذ منتصف 2015 حتى منتصف 2022 تجاوز عددهم 10 آلاف مدني بينهم 2720 قتيلاً.

وأوضح التقرير المنشور في يوليو/ تموز 2022 “أن هذا العدد من الضحايا الوفيات، إضافة لذوي الأمراض المزمنة المتضررين بشكل مباشر من الحصار والبالغ إجماليهم 3634 حالة”.

وأكدت المنظمة أنها وثقت 285,445 حالة انتهاك، تنوعت بين ضحايا القصف والقنص والألغام والقتل عند الحواجز، إضافة لضحايا انعدام الأوكسجين، وضحايا الحوادث المرورية الناتجة عن سلوك طرق بدائية بديلة، وكذلك وفيات مرضى السرطان والفشل الكلوي الذين تسببت ظروف الحصار في وفاتهم، وسوء التغذية الحاد من الأطفال.

ووصل عدد ضحايا سوء التغذية من أطفال المحافظة بسبب الحصار 274,482 حالة بينهم 12 حالة وفاة، وبلغ عدد قتلى القصف الحوثي على المدنيين 851 غالبيتهم من النساء والأطفال، بينما سجل 669 حالة قنص، و262 قتيلاً بالألغام، بينما بلغ عدد ضحايا الوفيات والقتل عند الحواجز 63 حالة.
 

تقاعس أممي

فتح الطرقات ورفع الحصار المفروض على السكان طيلة 8 سنوات، لم يكن مطلبا شعبيا واستحقاقا انسانيا فحسب، لتخفيف المعاناة عن ملايين المدنيين، بقدر ما بات دوليا، إلا أن جدية الضغط الأممي كانت شبه غائبة، بحسب مراقبين.

وأوضحوا لوكالة خبر، أن المبعوث الأممي إلى اليمن أعلن في 25 مايو/ آيار، بدء المحادثات بين الحكومة والمليشيا تحت رعاية الأمم المتحدة، في العاصمة الأردنية عمّان، للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات، كجزء من البنود الإنسانية للهدنة الأممية لم تثمر بعد، إلا أنه البند الذي طوته المليشيا في جميع مراحل الهدنة والمشاورات، وكانت نتائجه عكسية تماما.

وأشاروا إلى أن التقاعس الأممي كانت نتائجه حاضرة في واقع النتائج الملموسة، لا سيما بعد انتهاء الهدنة دون تنفيذ بند واحد فيما يخص الطرقات المغلقة في تعز وغيرها، إضاقة إلى أن الهدنة منحت الحوثيين فرصة كبيرة في إعادة ترتيب أوراقه العسكرية والاقتصادية وغيرها.

واستمرت المليشيا بالمغالطات والتلكؤ في جميع مراحل الهدنة حتى انتهاء مرحلتها الثالثة في 2 أكتوبر/ تشرين أول (بعد ستة أشهر)، في الوقت الذي نفذت الحكومة من طرفها التزاماتها بينها إعادة تسيير الرحلات إلى مطار صنعاء، واستمرار دخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة لا يزال مستمراً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى