منظمة الاتجار بالبشر تصدر بيانا بشأن مدونة السلوك الوظيفي الحوثية
معين برس:
تتابع المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر بقلق كبير ، ما اعدته مليشيات الحوثي وثيقة تحت مسمى ” مدونة السلوك الوظيفي ” والتي اتضح من خلال الاطلاع عليها ومراجعتها وفحص بنودها ، انها امتداد لمشروعهم الكهنوتي العنصري الخارج من اقبية الجهل والتخلف.
ان ما يسمى “مدونة السلوك الوظيفي” تؤكد ان النظرة الإستعلائية السلالية ومحاولة استبعاد الآخرين، وهي فكر اصيل ومتجذر في مشروع مليشيا الحوثي , وتكشف حقيقة مشروعها الطبقي المخالف للدين والأعراف والقيم والمواثيق الإنسانية , بما يحمل من تضليل كبير وتزوير وتجريف للهوية الوطنية.
كما ان هذه الوثيقة الخطيرة تمثل اعتداء صارخا على الحقوق والحريات والكرامة ومحاولة شرعنة ثقافة العبودية والاسترقاق الذي تمارسها تحت مسميات وشعارات مختلفة, ولن تكون آخرها استهداف شريحة موظفي الدولة ومثقفيها وكوادرها , بعد ان حرمتهم عمدا من رواتبهم ومستحقاتهم واجبرتهم على العمل الجبري بدون رواتب قرابة خمس سنوات تحت مبررات ومسميات واعذار واهية تدحضها تصرفاتها ، باعطاء الامتيازات والحوافز لموظفيها الجدد في كافة المرافق وفق معايير سلالية مقيتة حيث تمنحهم رواتب ومستحقات ومكافآت بشكل دوري ومنتظم دون غيرهم من منتسبي القطاعات من ابناء الشعب اليمني.
وان هذه المليشيا السلالية لم تكتف بحرمان شريحة الموظفين من مستحقاتهم ورواتبهم القانونية ووضع هذه الشريحة المهمة عرضة للفاقة والذل فقط بل تمادت في إجرامها وتجبرها , بوضع مدونة استعبادية , مستبقة أي انفراجة في مسألة صرف الرواتب مستخدمة سلاح الجوع لترهيب أبناء الشعب اليمني وتساوم الموظفين بشكل رخيص وسافر بين الجوع والعبودية.
ان ما تتضمنه تلك الوثيقة العنصرية من بنود تعد امتهان لكرامة الموظف وتعد على حقوقه الشرعية والقانونية والدستورية الذي كفلها له القانون والدستور اليمني والمواثيق والعهود الدولية الانسانية والتوقيع عليها يعد اقرارا وشرعنة لاشكال العبودية والاتجار بالبشر.
لقد جاءت هذه الوثيقة المزرية وفي الوقت الذي اصبح العالم يحتفل ويتفاخر منذ قرون طويلة بالقضاء على العبودية وكافة اشكال الرق والعنصرية ويتسابق في تعزيز الحريات وحماية حقوق الانسان , لتأتي هذه العصابة المارقة لتكريس ثقافة العبودية والاسترقاق والشرعنة لها واعادة بلادنا الى زمن الظلم والظلام بمنهجيه إرهابية من خلال تفخيخ المناهج التعليمية وتنظيم الدورات الطائفية وسلسلة طويلة من الممارسات الإستعبادية ولن تكون مدونة السلوك الشيطانية اخر هذه السياسات لهذه الجماعة التي لم يسبقها احد في التاريخ في ممارسة العنصرية والاستعباد.
ان ما تقوم به المليشيا الحوثية من ترويج لافكار طائفية ومذهبية مأفونة ومنها ما يسمى يوم الولاية وانفاق المليارات من أموال الشعب اليمني لاقامة الاحتفالات لتسويق هذه المناسبة، هي افتراء وتلفيق مفضوح على الدين الاسلامي وروحه السمحاء التي جاءت للقضاء على العبودية والمساواة بين الاجناس.
ان فكرة احقية سلالة معينة عن غيرها للاستثار بالحكم وحصولها على إمتيازات تقاسم المواطن ماله باسم الخمس وغيرها ، لايمكن ان يصدقها عقل ولا تنسجم مع منطق وتعليم ديننا الحنيف كما انها تعد احد اشكال الاسترقاق والاتجار بالبشر المجرمة في القوانين المحلية والدولية.
ان خزعبلات الإدعاء بأحقية فئة دون غيرها بالحكم والامتيازات المفبركة ، لا يمكن ان تنطلي على شعبنا اليمني الحر الذي لا يمكن ان يقبل الانتقاص من حريته وكرامته , وما تقوم بها المليشيا من ترويج أفكار تجاوزها الزمن وضخ المليارات لاقناع العامة بمعتقداتها البالية والسمجة التي تقدس سلالتها المزعومة في أكبر عملية تزوير واساءة للدين الاسلامي تفضح المشروع العنصري المثير للاشمئزاز.
ان المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر اذ تدين وتستهجن ما تقوم به المليشيا الحوثية من سياسات للاستعباد والاستراق ،والتمييز العنصري وما يترتب عليها من ممارسات تمس بحقوق المواطنين في مناطق سيطرتها ، فإنها تطالب المنظمات الدولية بإدانة هذه السياسات ووضع المليشيا في القوائم السوداء التي تمارس اسوا اشكال الاستعباد والاسترقاق والتمييز العنصري والاتجار بالبشر.
كما تدعو هيئات علماء المسلمين والمركز الإسلامية لتحديد موقف واضح من تلك الخرفات المسيئة للدين الإسلامي.
ونطالب مجلس النواب اليمني بإصدار تشريع يجرم مثل هذه الإدعاءات والممارسات القائمة عليها.
وندعو كافة الحقوقيين واحرار العالم لممارسة الضغوط امام الهيئات الدولية وعلى رأسها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة لإدراج نمط ما يسمى “الولاية” ضمن أنماط العبودية والإتجار بالبشر.