صفقات خلف الكواليس.. وفدان سعودي وحوثي يتبادلان الزيارات بين صنعاء والرياض
معين برس- عدن- تقرير:
للمرة الأولى منذ ثمان سنوات، تعود تبادل الزيارات الرفيعة بين صنعاء والرياض، بالتزامن مع احتدام الازمة بين جماعة الحوثي من جهة والتحالف العربي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من جهة ثانية، مع تقديم الحوثيين شروطا تعجيزية امام تجديد الهدنة الأممية التي انتهت في الثاني من أكتوبر الجاري.
ونقلت يومية عدن الغد المستقلة من مدينة عدن (جنوبي اليمن)، عن أربعة مصادر سياسية، قولها: إن وفداً سعوديا وصل يوم الأربعاء الى العاصمة صنعاء للقاء بعدد من اسرى قوات التحالف العربي في اليمن محتجزون لدى جماعة انصار الله الحوثية.
وأشارت المصادر للصحيفة ان وفدا حوثيا مماثلا وصل الى مدينة الطائف للقاء عدد من اسرى جماعة الحوثي لدى السلطات السعودية.
وبحسب المصادر فان هذه الزيارات بهدف إتمام صفقة تبادل اسرى شاملة وكبيرة يتم الاعداد لها.
وأوضحت المصادر إلى ان تفاهمات كبيرة تم ابرامها بخصوص تمديد الهدنة موضحة ان اتفاقا سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القادمة.
وذكر ناشطون، ان المليشيا الحوثية اشترطت على السعودية دفع مبلغ مالي كبير مقابل قبولها بابرام صفقة تبادل اسرى بينهما. وهو الطلب الذي دائما ما توافق عليه الرياض تحاشيا لموجة السخط الشعبي السعودي المتعالي تجاه النظام، واتهامه بعدم الجدية في حسم الحرب، واستخدامها لضغوط تخدمه – أي النظام نفسه.
وقال الناشطون، إن المملكة كانت وعدت إيران في وقت سابق بعدم المشاركة الفاعلة في معركة مأرب الأخيرة، ومنح المليشيا الحوثية فرصة السيطرة عليها، مقابل التوقف عند هذا الحد واثبات حسن النوايا لديها، على أمل ان تفي المليشيا الحوثية وإيران بوعدهما الذي قضى بإيقاف الهجمات الصاروخية على الرياض وايقاف أي تهديد يؤثر على الاقتصاد وامن المملكة، وأيضاً إيقاف تزويد الحوثي بالأسلحة، إلا انه الوعد الذي افشلته مقاومة مأرب لسنوات.
اللقاءات السعودية الحوثية جاءت عقب مساع واضحة للأولى بمحاولتها التخلي عن حليفتها (الحكومة اليمنية)، وسط اتهامات صريحة للاخيرة من سياسيين وناشطين برغبتها الجامحة في تسليم شمالي البلاد للمليشيا الحوثية تحت ضغوطا إيرانية أمريكية.
السعودية، وهي تعلن في كل مرة عدم قبولها بوجود نظام موال لإيران على حدودها، تقول افعالها على الارض عكس ذلك، لا سيما بعد ان نجحت السبع سنوات الماضية بتدمير القدرات العسكرية للجيش الرسمي في الشقين (صنعاء وعدن)، وظهرت العديد من التكوينات البديلة.
السعودية وبحسب مراقبون، وقعت في مصيدة صعب الافلات منها، فمشاركتها في حرب اليمن جاءت بدعوة رسمية من الرئاسة لدعم الشرعية، ومحاولتها الافلات من ذلك بعد كل ما تسببت به، وترك البلاد غارقة في فوضى أشد مما كانت عليه قبل مشاركتها وضعها في ورطة كبيرة. ليس هذا فحسب، بل تورطها بجرائم أخرى عدة نفذتها تحت غطاء الحرب، أبرزها تدمير البنية التحتية، واستهداف القطاع السياحي والتاريخي بشكل مباشر، وضرب أماكن عامة تجمعات ومدارس وغيرها من العمليات التي تتنافى مع قواعد وقوانين الحروب.