مطار المخا نموذجًا.. بين رسائل قائدٍ لمشروع وطن وخطاب مليشيا الارتهان والموت
معين برس- تقرير:
في الذكرى الثامنة للنكبة المشؤومة، كانت مشاريع الموت والبناء ماثلة أمام اليمنيين الذين شاهدوا قيادة المقاومة الوطنية تهدي البلاد مطارًا في مدينة المخا، كما شاهدوا، في الوقت نفسه، مليشيا الحوثي الإرهابية تواصل خطاب الموت وتستعرض أدواته.
رسالة العميد طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، في ذكرى النكبة كانت قوية وكشفت الفارق بين ابن اليمن الأصيل المحب لشعبه ووطنه، وبين المرتهنين للفرس ومشاريع استهداف اليمن والعرب بشكل عام.
من يحمل همّ الشعب واحتياجاته يعمل بكل جهده لتوفير ما يستطيع من خدمات، ويقدّم حسب المتاح مشاريع إنسانية للشرائح المستحقة.. أما من يمتص دماء الشعب وينهب حقوقه وممتلكاته باسم الاصطفاء الإلهي وادعاء التمييز ويقتل ويشرد ويحاصر وينهب فلا يمكنه أن يتحدث باسم الشعب وحقوقه.
في المخا، ينفّذ قائد المقاومة الوطنية، مدينة طبية لخدمة الناس، وفي صنعاء دمر الحوثي مستشفى الثورة أكبر مشافي اليمن ونهب مرتبات الأطباء والكادر الصحي وأوقف الموازنة التشغيلية وأغلق المراكز المتخصصة التي كانت قبل نكبة الحوثي تُجري عمليات جراحة متقدمة مثل كل مشافي العالم.
يقدّم العميد طارق محمد عبدالله صالح نموذجًا متفردًا في وطنيته وإنسانيته وتفانيه في خدمة الناس وتوفير ما يحتاجون إليه من خدمات، وهذا إلى جانب حضوره كقائد مهاب أصبح يُنظر إليه كخيار لليمنيين وقائد لمعركة الخلاص من عصابة الشر والإمامة الحوثية، سِلمًا أو حربًا.
يعمل العميد طارق صالح على توفير خدمات طبية لحماية أرواح الناس وتخفيف أوجاعهم؛ بينما ومنذ اليوم الأول للنكبة وبعد 8 أعوام منها، لا زال اليمنيون يحصون عدد قتلاهم من ضحايا الحرب والتعذيب والألغام والفوضى التي تعصف بالبلاد بفعل الانقلاب الحوثي المدعوم من طهران التي حوّلت اليمن إلى ورقة ابتزاز لصالح نفوذها ومشاريعها الإقليمية والدولية.
وقد جاء الإعلان عن جاهزية مطار المخا، وتكليف الحكومة لوزارة النقل بإدارته، ليخلق تفاعلًا واسعًا حتى من الذين نصبوا أنفسهم خصومًا للمقاومة الوطنية منذ نشأتها، ويؤكد أن قيادة المقاومة الوطنية جديرة بأن تنال كل هذا التقدير والثناء، وأن تمثل ملاذًا لكل الوطنيين الذين ينتظرون ظهور قائد يتكفل بقيادة المشروع الوطني وإنهاء حكم الإمامة الباغية.
في المقابل، حملت النكبة الحوثية لليمنيين صنوفًا شتى من أسباب الموت كان أبشعها الألغام التي تزرعها المليشيات في كل حدب وصوب؛ إذ تشير التقارير الأممية والحقوقية إلى أن الألغام الأرضية الحوثية خلّفت أكثر من 9 آلاف و500 قتيل وجريح في صفوف المدنيين منذ نكبة 21 سبتمبر 2014.
كما تعمل المليشيات الحوثية على تصعيد خطاب الموت والكراهية والارتهان لمشروع طائفي مذهبي وتزج بآلاف الأطفال والشباب في محارق الموت دفاعًا عن مشروعها التدميري في اليمن، وخدمةً لطهران ومصالحها في المنطقة، رغم كلفة الحرب الثقيلة التي دفعها اليمنيون خلال 8 أعوام.
وتمضي مليشيا الانقلاب الحوثية في تنفيذ سياسة التجويع بحق أبناء الشعب اليمني، هذه السياسة التي بدأتها مع انقلابها عام 2014م، صادرت كافة موارد البلاد وإيراداتها، ونتج عنها واقع معيشي صعب، وصفته المنظمات الأممية والدولية بأنه الأسوأ عالميًا.
إلى جانب ذلك، شرّدت المليشيا المدعومة إيرانيًا، وهجّرت آلاف الأسر، ووفقًا لآخر التقارير الحكومية فإن هناك 445 ألفاً و410 أسر بما يعادل مليونين و827 ألفاً و686 نازحاً، فروا من مناطق مليشيا الحوثي إلى المناطق المحررة، يتواجد منهم نحو 78 ألفاً و668 أسرة في المخيمات.
ولأول مرة منذ عقود، يُحرم الموظف اليمني من مرتبه الشهري حيث تنهب المليشيات مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها لتمول حربها ضد اليمنيين، الأمر الذي جعل موظفي الدولة يلاحقون منظمات العون الإغاثي للحصول على حصة من الطحين والزيت.
هذا الواقع المزري الذي يرزح تحته الملايين من اليمنيين بسبب المشروع الحوثي الإيراني، يؤكد في ذكرى الانقلاب الثامنة أن اليمنيين أمام خيار وحيد لا رجعة عنه، يتمثل في توحيد اتجاه فوهات البنادق صوب متارس المليشيات لانتزاع صنعاء وكل محافظات اليمن من سيطرتها والعودة إلى زمن السِّلم والتنمية والبناء.