عريس وعروس أحرقتهما مليشيا الحوثي في تعز.. “تفاصيل الجريمة”
معين برس:
لم تكمل أنيسة شهرها الأول منذ زفافها، لتموت حرقا اثر قصف لمليشيا الحوثي استهدف منزلهم في حي الشماسي بمدينة تعز، المدينة الواقعة تحت حصار المليشيات منذ نحو سبع سنوات.
لم يمض على زواج أنيسة أكثر من شهر، تم زفافها من قريتها المراكب، بمنطقة السيف مديرية ذي السفال محافظة إب، هي الزوجة الثانية لـ عبدالله سعيد شميس الذي توفي في الجريمة الحوثية ذاتها وأصيب عدد من أبنائه.
يقول أحد أبناء المنطقة قبل ستة أشهر توفيت، نور، الزوجة الأولى لـ عبدالله شميس، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان استمر نحو 10 سنوات، وهي من ذات القرية التي تنتمي إليها أنيسة.
يعمل عبدالله في مدينة تعز ويسكن في المدينة منذ 20عاما، ينتمي إلى قرية “العقام”، ذات المنطقة ذي سفال إب، لديه من زوجته نور ثلاثة أولاد وبنتان، أحد أولاده انخرط في القتال ضد مليشيا الحوثي، واستشهد قبل نحو سنتين في معركة تحرير القصر الجمهوري بالمدينة.
قبل نحو شهر عاد الرجل إلى منطقته يزور أهله ويبحث عن زوجة له وأم لأبنائه لتتحمل معه المسؤولية في تربية الأولاد بعد فقدهم لوالدتهم، ووقع اختياره على أنيسة.
ولأن الرجل ترك بيته وأطفاله دون راع، وقع العرس على عجل لم يتم التجهيز الكامل، وتعاطفت معه أسرة العروس، على أن يكملا متطلبات العروس بعد الزفاف، وتتولى العروس بنفسها شراء كل ما يخصها من مدينة تعز.
في مدينة إب قضيا أسبوعا، ثم عادا إلى القرية لتزور العروس أسرتها وصديقاتها كونها ستغادر إلى مدينة محاصرة وقد تطول فترة غيابها عن القرية والأهل.
بحسب أهالي المنطقة فإنه قبل ثلاثة أيام فقط من الجريمة، اتصلت أنيسة بوالدتها، تخبرها أنها أكلمت شراء ملابس العرس وكل ما تحتاجه، أبلغت عدد من صديقاتها أيضا.
لم تكن تعلم حينها أنها لن تتمكن من لبس تلك الثياب، بل أنها ستموت حرقا بفعل قصف همجي لمليشيا تترصد المدنيين بالموت من على قمم الجبال والتباب المحيطة بالمدينة.
منتصف ليل الثلاثاء الماضي، قصفت مليشيا الحوثي، المتمركزة بـ “تبة السلال” شرق المدينة، منزل عبدالله سعيد، اندلع حريق هائل جراء القصف التهم كل محتويات المنزل، أسطوانة الغاز زادت من مضاعفة الجريمة والحريق، خلال دقائق تحول البيت إلى ساحة شواء.
سارع الأهالي لإخماد الحريق، لكن الوقت كان قد فاتهم، احترقت أنيسة حد التفحم، واحترق زوجها أيضا كانت اصاباته خطيرة، أُسعف إلى المستشفى، ليلتحق بزوجته، الجمعة، بعد ثلاثة أيام، وأصيب عدد من الأولاد بحروق، أجزاء واسعة من البيت دُمر.
جريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فالمليشيات تترصد اليمنيين بالموت في أساليب متعددة وتقتل المدنيين دون رادع من عقاب أو حياء من ملامة، موقنة أن لا منظمات حقوقية ولا مبعوث أممي، ولا ناشطون سيفضحون تلك الممارسات، لا أحد سيفعل شيء تجاه تلك الممارسات ما يزيدها تطاولا وجرأة على قتل المزيد من النساء والأطفال ولو حرقا.