تقارب سري فضحته زيارة البخيتي.. ما حدود العلاقة بين الحوثيين وإسرائيل؟

معين برس/ القاهرة 24 – أيمن الأمين:

على الرغم من خطاباتهم المتكررة وتهديدهم بضرب إسرائيل، فإن الواقع يبدو غير ذلك، فـ جماعة الحوثي التابعة لإيران لطالما رفعت شعارات أمام الرأي العام اليمني والعربي، توحي بأنهم وجدوا ليقاتلوا أمريكا وإسرائيل؛ لكن ما أعلنه متحدث الحوثيين السابق علي البخيتي بزيارة إسرائيل يدل على غير ذلك، حسب مراقبين.

مراقبون يمنيون كشفوا، لـ القاهرة 24، حقيقة العلاقات الحوثية مع دولة الاحتلال الإسرائيلية، وتحدثوا عن علاقات وطيدة تربط إسرائيل بالحوثيين.

المحلل السياسي اليمني رماح الجبري قال، لـ القاهرة 24، إن القيادي الحوثي علي البخيتي أسهم بشكل فاعل ولعب دورا أساسيا في إسناد ودعم المليشيا الحوثية الإيرانية في حربها على الدولة اليمنية منذ بداية حروبها.

جرائم إرهابية للحوثيين

وأضاف أن الجماعة الحوثية منذ نشأتها وهي ترتكب جرائم الإرهاب بمختلف أنواعها من القتل والتنكيل وتفجير المنازل وتحويل مناطق سيطرتها إلى إقطاعيات خاصة أن البخيتي يظهر في مختلف القنوات يدافع ويبرر لكل جرائم الإرهاب الحوثية ومنها عمليات التهجير للسلفيين اليمنيين بصعدة وكذا عملية تهجير الحوثيين للطائفة اليهودية بمحافظة عمران والإعدامات الميدانية؛ وهو ما ينفي ادعاءاته أن موقفه تغير بعد أن تغير سلوك الحوثيين.

وتابع: التغير في سلوك البخيتي ومهاجمته لجماعته من لندن تدخل في مسارين: الأول شخصيته العاشقة للأضواء وإثارة الجدل ويمتد منها مسار خلافه الشخصي مع الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام الذي منع ظهوره في عام 2014م على قناة المسيرة، وألغى مقابلات كانت سجلت معه ولم تبث كما كشف ذلك البخيتي نفسه.

وأكمل المحلل السياسي اليمني رماح البخيتي حديثه بأن مهاجمة البخيتي لجماعته ونقدها خلال السنوات الماضية لا تنفي عنه العمل في إطار مشروع إيران في اليمن لا سيما أن منازله وعقاراته لم يمسها الحوثيين بسوء في الوقت الذي صادرت المليشيا الحوثية منازل خصومها وقيادات الحكومة الشرعية، ناهيك عن أن أشقاءه لا يزالون يدافعون ويحشدون للقتال في صفوف المليشيا الحوثية.

نظام الأئمة في اليمن وإعادة نظام الدولة العنصري

وتابع: علاقة المليشيا الحوثية التي تعد امتدادا لنظام الأئمة في اليمن قبل عام 1962م وتسعى لإعادة نظام الدولة العنصري قبل ثورة سبتمبر 62 وهي اليوم تدعي في شعارها “الموت لإسرائيل” لها امتداد تاريخي كون إسرائيل دعمت النظام الملكي لمواجهة الثوار الذي كانت تسندهم القوات المصرية، وقدمت إسرائيل 13 رحلة طيران إلى اليمن خلال عامين لدعم الملكيين أجداد الحوثيين وكانت أول رحلة إسرائيلية إلى اليمن بتاريخ 31 مارس 1964، وفق ما ذكرت صحيفة هارتس الإسرائيلية في سبتمبر 2016.

وأضاف: من جانب آخر تاريخ البخيتي ملطخ بإسناده للجرائم والانتهاكات الإرهابية وليس مستغربا أن يقف أو يساند جرائم الإرهاب الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة مهما حاول تغليف زيارته بأنها ليهود يمنيين تم تهجير بعضهم حين كان على المنابر الإعلامية مساندا وداعما لجماعته الإرهابية، ولن نستغرب مستقبلا أن يؤيد القضايا الجدلية التي تجعله في الواجهة مثل المثلية الجنسية أو غيرها.

دور البخيتي أصبح استخباراتيا أكثر منه سياسيا

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني معين الصيادي، قال لـ القاهرة 24، إن القيادي الحوثي السابق علي البخيتي يلعب دورا مشبوها، منذ إعلان استقالته عن جماعة الحوثي التي عينته ناطقا إعلاميا لها والتي أكد فيها عند تقديمه إياها لعبد الملك الحوثي أنها تأتي لضرورة الحاجة إلى لعبه دورا جديدا وصفه بـ “وطني” ولكنه لم يلتحق بأي حزب أو تكوين شبابي أو قبلي مناوئ للحوثيين ليؤكد حقيقة وطنيته.

وأوضح الكاتب الصحفي اليمني معين الصيادي أن الدور الذي يلعبه البخيتي أصبح استخباراتيا أكثر منه سياسيا ووطنيا، على حد زعمه، لا سيما أن أفكاره التي يسوق لها مؤخرا ليس الغرض منها كما يعتقد البعض الإجهار بالإلحاد أو المبالغة في علمانيته، بقدر ما هي قياسات رأي لتقبل الشارع والمتابع لكل ما قد يطرحه مستقبلا، بينها ما سيدور في زيارته القادمة لإسرائيل.

وتابع: جماعة الحوثي التي جندته مبكرا وإيران التي دربته لن ينزعجا كثيرا من زيارته، وأي نقد لكليهما سيكون سطحيا إن لم يصب في صالح إعادة صناعة علي البخيتي بعد أن بدأ نشاطه يخفت، لارتباطات سرية بين جميعهم، تصل حد رغبة إيران والحوثي بتقديمه مستقبلا لاعبا أساسيا في صناعة مستقبل البلاد بزراعته داخل الدولة بين معارضيها.

دور استخباراتي للحوثيين

وأكمل السياسي اليمني حديثه: البعض يعتقد أن بعض انتقادات البخيتي الأخيرة التي استهدف في جزئياتها الحوثيين والشيعة وتسويقه لأفكار تحررية هو غرق في العلمانية، إلا أن المتابع له يرى فيها أدوارا استخباراتية وتضليلية للمهام المؤكلة إليه تصل حد اختراق وإرباك الأطراف المناوئة للحوثيين، لا تقل عمّا لعبته القيادية الإخوانية اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، التي فُضحت، مؤخرًا، بعلاقتها الاستخباراتية مع البيت الأبيض.

وأكد أن التيارات الدينية في الغالب تجنّد العناصر الشبابية النشطة والذكية وتدعمها وتوسّع من دائرة نشاطها عبر عناصرها في بلدان عدّة لتحقيق أهدافها أبرزها تضليل الرأي العام، وخلق قناعات جديدة لأفكار جديدة في مجملها أدوار مشبوهة خفية يصعب إقناع شعوب البلدان النامية بأبعادها إلى أن تنكشف بعد فوات الأوان.

وأكمل الصيادي حديثه أن من يتعمق أكثر في نشاط البخيتي منذ مغادرته صنعاء في عام 2015 يرى أنه لم ينضم حتى اللحظة إلى أي حزب، واكتفى بالتغريد لوحده ليتسنى له العمل وفق ما يُراد منه في غفلة عن المتابع له، حتى إنه لم يتعرض لأي أضرار من الحوثيين في منزله وممتلكاته مثل بقية السياسيين والناشطين والأيام كفيلة بكشف حقيقته.

علي البخيتي | سأعيش مع أسرتي وفقاً لقناعاتي وزوجتي كانت “منقَّبة” ونزعته “صورة”

وقبل ساعات، قال المتحدث السابق باسم الحوثيين، علي البخيتي، إنه سيزور إسرائيل قريبًا، بعد تلقيه دعوة رسمية من قبل وزارة الخارجية الإسرائيلية.

زيارة البخيتي لتل أبيب

وكتب البخيتي المقيم بلندن في تغريدة: “تلقيت في رسالة على الخاص دعوة رسمية لزيارة إسرائيل من وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر المتحدث بالعربية باسمها الصديق حسن كعبية، وقبلت الدعوة، وأبلغت صديقي أن هدفي هو زيارة اليهود اليمنيين الذين هجرهم نظام الإمامة في اليمن، وتبادلنا الأرقام وجار الترتيب”.

وقال في تغريدة سابقة: قريبًا سأكون في إسرائيل لزيارة اليهود اليمنيين لتقديم الاعتذار لهم عما فعله نظام الإمامة بهم في خمسينيات القرن الماضي، ومن أراد معرفة تفاصيل الجريمة عليه البحث في جوجل عن “بساط الريح يهود اليمن”.

ووفق تقارير دولية سابقة، فقد كشفت العلاقة بين الحوثي وتل أبيب قبل سنوات، تحديدا في مارس 2016 حين تمكنت إسرائيل من نقل 19 يهوديا من اليمن في عملية وصفها مسؤولو الهجرة بأنها أحدث عملية سرية لجلب أفراد جالية يهودية يرجع تاريخها في اليمن إلى ألفي عام.

ومع وصول يهود اليمن إلى إسرائيل آنذاك، واستقبالهم من قبل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينها، نشرت صورة لأحد حاخامات اليهود اليمنيين، وهو يقف بجانب نتنياهو، التي كشفت علاقة الحاخام بمليشيا الحوثي.

وفي تقارير سابقة، أكد العديد من الخبراء السياسيين أن إسرائيل دعمت إيران بزرع الحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، لتطويق الخليج العربي؛ بهدف وإجبارهم على إعلان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وثائق سرية تكشف الدعم الإسرائيلي للحوثيين

وبناءً عن الوثائق السرية البريطانية قبل سنوات، أشارت إلى زيادة الدعم الإسرائيلي للحوثيين في اليمن، عسكريًا ومعلوماتيًا في تلك الفترة، بهدف تقويته، ويتزامن ذلك مع انسحاب أمريكي من المنطقة وقتها، لتحل محلها إسرائيل؛ بهدف حماية الخليج من النظام الشيعي الذي يمثله في اليمن الحوثيين، وفقًا للخطة بين إسرائيل والحوثيين والنظام الشيعي ككل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى