صالح الشاعر.. ضربة أمريكية قاضية لـ”حارس” الحوثي
معين برس:
بعد نحو أسبوع من عقوبات مجلس الأمن، أدرجت واشنطن القيادي الحوثي صالح الشاعر على لائحة الإرهاب في ضربة جديدة للذراع المالي للمليشيات.
ومن شأن عقوبات الخزانة الأمريكية ومجلس الأمن على “الشاعر”، الذي شيد اقتصاد خفي تحت اسم “الحارس القضائي” بموازنة مالية تصل لـ 100 مليون دولار، أن يوجه ضربة قاضية للمليشيات الحوثية من استغلال عشرات الشركات والمؤسسات التي صادرتها من المناهضين للانقلاب.
وكان القيادي “صالح مسفر الشاعر” لجأ لاستغلال أكثر من 40 شركة منهوبة بينها شركات سعى لاتخاذها غطاء لشراء معدات عسكرية وأمنية من الخارج، أبرزها شركتي “درون شيلد”، و”يمن ارمورد”، فضلا عن مساعدة المليشيات في تهريب شحنات كبيرة من الأسلحة.
والشاعر (55 عاما) هو الصديق المقرب لزعيم المليشيات، وينحدر من رازح في صعدة معقل الانقلاب، وهو المطلوب 35 للتحالف العربي على قائمة الـ40 قياديا حوثيا، بمكافاة تصل لـ5 مليون دولار ويعد من تجار الأسلحة العابرين للحدود.
كما يعد أحد العقول المدبرة لصفقات تهريب الأسلحة من الحرس الإيراني وذراع الاقتصاد الأسود للحوثيين للالتفاف على المواثيق الدولية مستغلا منصبه كمساعد لوزير دفاع الانقلابيين للشؤون اللوجستية، بحسب مصادر خاصة لـ”العين الإخبارية”.
ونص قرار وزارة الخزانة الأمريكية على أن الشاعر هو قائد الدعم اللوجستي العسكري للمليشيات ورئيس الأصول التي سيطر عليها الحوثيون “الحارس القضائي” من المعارضين للانقلاب، وتقدر قيمتها بأكثر من 100 مليون دولار.
وأشار إلى أن صالح مسفر الشاعر هو القيادي العسكري الرئيسي للحوثيين المسؤول عن سرقة الأصول من المواطنين اليمنيين، وتوجيه حملة المصادرة التي تطيل من أمد الحرب باليمن.
ويأتي إدراج واشنطن للقيادي الحوثي دعماً لتصنيف الشاعر من قبل لجنة عقوبات اليمن التابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفقا للبيان.
وأبرز الآثار المترتبة على العقوبات الأمريكية هي حظر جميع ممتلكات الشاعر وتعاملات كيانه “الحارس القضائي” داخل أمريكا، وكذا إخضاع جميع التعاملات الخارجية للكيانات والأشخاص معه تحت المراقبة والمسألة.
لماذا العقوبات ضد الشاعر؟
بحسب الخزانة الأمريكية فإن الشاعر أشرف خلال الأشهر الـ7 الأولى من عام 2019 على ضبط عشرات الشركات التابعة لشخصيات مناهضة للحوثيين تقيم في الخارج، بقيمة تزيد عن 100 مليون دولار.
كما أشرف على تحويل ومصادرة أموال 35 برلمانيًا يمنيًا غير متحالفين مع الحوثيين، بأمر من المحكمة الجزائية المتخصصة لمكافحة الإرهاب التي يسيطر عليها الحوثيون بصنعاء، وفقا لبيان، حصلت “العين الإخبارية” نسخة منه.
واستحوذ الشاعر وأذرعه المالية على نصف عائدات عدة مستشفيات في العاصمة صنعاء، بعد تغير إداراتها وموظفين موالين للمليشيات ضمن نمط الإكراه والابتزاز.
كما أجبر البنوك والشركات وشركات الصرافة بشكل غير قانوني على القيام بإجراءات مثل عمليات السحب وتحديد أصول العملاء واحتجاز مناهضين بزعم أنهم “جواسيس”، طبقا للبيان.
وأشار البيان إلى أن الشاعر، وهو حليف مقرب لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، ويعمل كقائد للدعم اللوجستي العسكري بوزارة دفاع المليشيات ويعد القيادي المسؤول عن تهريب الأسلحة.
علاقة الشاعر بالحوثي؟
تعود علاقة الشاعر الذي تمنحه مليشيات الحوثي المدعومة من إيران رتبة “لواء” بالجماعة ككل إلى زمن حروب الدولة ضد تمرد المليشيات الحوثية في صعدة، شمالي اليمن (2004- 2009).
وبحسب المصادر ، فإن الشاعر الذي يعد من أوائل مناصرين مليشيات الحوثي، عمل ضمن قائمة تجار الأسلحة الذين يتولون تزويد المليشيات بالأسلحة لاسيما تلك الأسلحة المضادة للدروع.
ويعتبر من أصدقاء زعيم المليشيات المقربين، والذي عينه في منصب مساعد وزير الدفاع للموارد البشرية ورئيس هيئة الإسناد اللوجستي، وهو المنصب الفعلي الذي يشغله لدى المليشيات منذ أن تأسست الجماعة في صعدة، بحسب المصادر.
كما يشرف على ما يسمى وحدة التصنيع الحربي للحوثيين وتمويلها (وحدة تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة) (يتم تجميع قطع وصواريخ بالستية إيرانية على أنها تصنع داخل اليمن).
الاقتصاد الأسود
كانت “العين الإخبارية” قد كشفت باكرا دور الشاعر وابتكار مليشيات الحوثي نظام يدعى “الحارس القضائي”، كمسمى للتحايل وإضفاء الشرعية على عمليات غسيل أموال منظمة ونهب ممنهج وواسع لثروات وممتلكات اليمنيين.
و”الحارس القضائي” أنشأته المليشيات منتصف 2017 ويضم الأموال والممتلكات التابعة لمن تتهمهم المليشيات بـ”الخيانة”، ويتحكم بما يزيد عن 60 مليار ريال يمني (قرابة 100 مليون دولار)، إضافة إلى رأس مال آخر للشركات الخاصة وأموال منهوبة.
وسعى “الشاعر” لتحويل “الحارس القضائي” إلى كيان اقتصادي ضخم يحاكي النموذج الإيراني للبنياد أو ما تعرف بالاستثمارات العابرة للحدود التي قامت على أنقاض أصول وعقارات الشاه وأنصاره بعد ثورة 1979، وباتت أكبر رأس مال خفي لخامنئي.
وحسب مبادرة استعادة اليمنية فإن الشاعر أصبح يشرف على استثمارات قيادات الصف الأول للمليشيات الحوثي من إنشاء شركات تجارية إما موالية لهم أو تم السيطرة عليها بالقوة أو إخضاع أصحابها للشراكة التجارية معهم.
ويملك القيادي الحوثي شبكة من أقاربه وأشخاص يثق بهم، يعملون كمساعدين له في أعماله، وخصوصًا الذين توكل لهم مهام خاصة في تزوير المحررات الرسمية ونقل ملكيات الشركات والعقارات المنهوبة ومن ثم يتم توزيعها على قيادات حوثية ومن أسر محددة وقيادات مقربة جدا من الشاعر دون الآخرين.
- المصدر: العين الاخبارية