مجلة أمريكية تكشف عن لوبي إيراني- حوثي في أمريكا يدعمه أعضاء في الكونغرس
معين بوس- ترجمة خبر للأنباء:
كشفت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية عن لوبي إيراني- حوثي في الولايات المتحدة يدعمه أعضاء بارزون في الكونغرس الأمريكي ومنظمات تمولها إيران.
وقالت المجلة، في تقرير كتبه أستاذ الاقتصاد الأمريكي ويليام هوكينز، والذي عمل ضمن طاقم مهني في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، إن ما تسمى بـ”لجنة التحالف اليمني”، ومقرها كاليفورنيا، و”حركة التحرير اليمنية” ومقرها ديترويت، تتبنيان وجهات نظر حوثية إيرانية وتدعوان لوقف دعم التحالف السعودي في اليمن، لكنها في الوقت ذاته لم تتطرقا إلى العدوان الحوثي أو تسليح إيران للحوثيين.
وقال هوكينز، إن هاتين اللجنتين لم تبدآ دعوتهما من أجل السلام في اليمن بالتزامن مع عدوان الحوثيين على الحكومة اليمنية، بل بدأتا نشاطهما من جانب واحد فقط في عام 2015، عندما تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في أعقاب استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء.
وهاتان اللجنتان -بحسب هوكينز- تلقيان باللوم على الأزمة الإنسانية التي خلقتها الحرب بالكامل على التحالف العربي، وتتجاهلان الحوثيين تماماً الذين هم سبب الحرب والدمار في البلاد.
وقال “إن أولئك الذين يطالبون الولايات المتحدة بوقف كل شحنات الدعم والأسلحة للعرب.. لا يتطرقون لتسليح إيران للحوثيين”.
وتطرق هوكينز إلى ما ذكرته صحيفة “بوليتيكو” في 6 أكتوبر بأن “لجنة التحالف اليمني وحركة التحرير اليمنية قد انضمتا إلى منظمة “كوديبينك وجوست فورين بوليسي” في الدعوة إلى قرار أكثر صرامة من قانون سلطات حرب الأمن القومي المعلق (NSPA). والتشريع، الذي يرعاه أعضاء مجلس الشيوخ بيرني ساندرز، وكريس مورفي، ومايك لي، من شأنه أن يحد من السلطة الرئاسية فيما يتعلق بمشاركة الولايات المتحدة في العمليات العسكرية الخارجية.
وتبدأ الحجج التي قدمتها هذه المجموعات الأربع من نقطة غريبة، حيث يزعمون أن الأمريكيين اليمنيين وغيرهم من الجماعات المهمشة “تم استبعادهم من المجموعة الأمريكية البيضاء ذات الغالبية الساحقة التي قدمت المشورة في عملية الصياغة”.
وكما يؤكد هوكينز، فإن هذه المجموعات الأربع ليست معنية حقا بأي حجج دستورية متضمنة في نقاش صلاحيات الحرب، وهي بالتأكيد ليست مرتبطة بـ”السلام” بأي معنى مجرد. إنهم يعارضون العمل الأمريكي الداعم لمصالحها الوطنية أو مصالح حلفائها ويعملون على التأثير في التغيير السياسي الداخلي لدفع قضايا المصالح الخارجية، ولا سيما تلك المتعلقة بإيران.
وأشار أن ما تسمى بـ”حركة التحرير اليمنية” كانت أكثر عنفاً في لغتها المعادية لأمريكا. ويقع مقر هذه المجموعة في ديترويت وتعلن، “نحن ندرك أن شعبنا في اليمن وفلسطين والعراق وهايتي وفنزويلا والصومال وإثيوبيا ومينيسوتا وجاكسون وشيكاغو وديترويت، على سبيل المثال لا الحصر، هم ضحايا نفس المشروع الإمبريالي الأمريكي قتل أطفالنا هنا وتجويع أطفالنا في اليمن”.
كما اتخذت منظمة “كوديبينك” وجهة نظر أحادية الجانب للسلام. تنص على أن “آلة الحرب الأمريكية تلحق ضررا كبيرا بالكوكب وبشعوب العالم”. وعلى وجه الخصوص، تعارض الجماعة أي ضرر لإيران وشنت حملة “نحن نحب الإيرانيين” لإنهاء جميع العقوبات المفروضة على نظام طهران. كما تريد المجموعة العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، ووضع حد لـ”التخريب” الإسرائيلي للبحوث النووية الإيرانية، ووقف الهجمات على المليشيات المدعومة من إيران في سوريا. وبالطبع لا مزيد من الدعم الأمريكي للتحالف السعودي في اليمن”.
حملتان رئيسيتان من منظمة “كوديبينك” و”جوست فورين بوليسي” هما وقف أي “حرب” أمريكية مع اليمن وفنزويلا”. بحسب الكاتب.
وأكد هوكينز أن الموقع الاستراتيجي لليمن هو من دفع كلا من إدارتي أوباما وترامب إلى تقديم المساعدة اللوجستية والاستخباراتية للتحالف الذي تقوده السعودية، وهو ما يمنع إدارة الرئيس جو بايدن من الابتعاد تماما عن الانخراط في الصراع الذي تشهده البلاد.
يقع اليمن عند منفذ قناة السويس والبحر الأحمر الرابط البحري بين أوروبا والمحيط الهندي والمحيط الهادئ. إنها واحدة من أكثر المواقع الاستراتيجية على الخريطة المهددة من إيران. تقع اليمن أيضًا على حدود المملكة العربية السعودية، وشن الحوثيون العديد من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على منشآت النفط السعودية التي تخدم الأسواق العالمية وعلى الشحن التجاري في البحر الأحمر.
واعتبر هوكينز أن اليمن واحدة من أكثر المواقع الاستراتيجية على الخريطة المهددة من قبل إيران، حيث تقع البلاد عند منفذ قناة السويس والبحر الأحمر الرابط البحري بين أوروبا والمحيط الهندي والمحيط الهادئ. كما تقع اليمن أيضا على حدود السعودية، حيث شن الحوثيون العديد من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على منشآت النفط السعودية التي تمد الأسواق العالمية وعلى الشحن التجاري في البحر الأحمر.
وأشار هوكينز إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تدرك تماما أن الحوثيين يستفيدون من الدعم العسكري السخي من الحكومة الإيرانية لشن هجمات ضد المراكز السكانية المدنية وضد الملاحة التجارية.
وذكر انه في مايو، فرضت عقوبات على اثنين من كبار قادة الحوثيين المتورطين في هجمات عسكرية تفاقم الأزمة الإنسانية، وتشكل تهديدا خطيرا للمدنيين، وتعمل على زعزعة استقرار اليمن، وقد دعا وزير الخارجية أنطوني بلينكين، طهران إلى الضغط على الحوثيين من أجل التفاوض، لكن الموقف استمر في التصعيد لأن إيران على ما يبدو لا تخشى أن تتخذ أمريكا إجراءات فعالة لدعم دبلوماسيتها.
كما اتهمت أمريكا وبريطانيا إيران في هجوم مباشر على ناقلة نفط في بحر العرب قبالة سواحل عمان في 29 يوليو، وقد تضررت السفينة بواسطة طائرات مسيرة مفخخة مع استخدام التكتيكات التي يستخدمها الحوثيون عادة.
وفي 9 مايو، اعترض الأسطول الخامس التابع للقيادة المركزية الامريكية، شحنة أسلحة من إيران إلى المتمردين الحوثيين. وفي 1 يوليو، ناقش نائب الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية والأسطول الخامس، قضايا الأمن البحري مع مسؤولين من اليمن ومجلس التعاون الخليجي والسعودية في الرياض.
وفي 27 يوليو، وصل المبعوث الأمريكي الخاص تيموثي ليندركينغ إلى الرياض ليناقش مع المسؤولين السعوديين واليمنيين استيراد الوقود إلى شمال اليمن للاستخدام المدني، وضرورة إنهاء الحوثيين تلاعبهم بهذه الواردات.
وذكر أنه في ديسمبر 2018، دعا اتفاق بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين بوساطة سويدية الحوثيين إلى الانسحاب من ميناء الحديدة تزامناً مع وقف عام لإطلاق النار في المنطقة للسماح بإيصال المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة، ولكن هذا لم يحدث، إذ لا يزال الحوثيون يسيطرون على الميناء، مما يخاطر بوقوع مجاعة جماعية.
واختتم أستاذ الاقتصاد الامريكي ويليام هوكينز مقاله بالقول: “لقد تبين أن الحراك السياسي ضد التعاون الأمريكي – السعودي هو أكثر من مجرد مسألة اليمن، وذلك عندما كتب السناتور مورفي، رئيس اللجنة الفرعية للشرق الأدنى، مقالاً لمجلة “فورين افيرز” في فبراير، حيث دعا بايدن إلى “التفكير بجدية في تقليص قواعده العسكرية في المنطقة”.