سياسيون لـ”معين برس”: السعودية تسعى لتقديم “العطاس” بديلا لـ”هادي”.. وحربها للحوثيين وراءها اطماع نفطية

معين برس- تقرير خاص:

كشف سياسي رفيع عن نوايا الرياض في الاطاحة بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي دعاها إلى قيادة حرب في اليمن لاستعادة عرش السلطة الذي فقده بفعل الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م، وتقديم شخصية جنوبية كبديل له، بحيث تضمن من وراءها استمرار استكمالها المشروع التمددي لا سيما السيطرة على المناطق الغنية بـ”النفط والغاز”.

وقال عضو المكتب السياسي في حزب الشعب الديمقراطي “حشد”، ناجي بابكر، لـ”معين برس”، إن المملكة العربية السعودية تعتزم الاطاحة بالرئيس هادي، الذي تقلد منصب الرئيس عقب احداث 2011، بموجب مبادرة خليجية رعتها المملكة، على ان يبقى في المنصب لمدة عامين، يليها اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، في حين عملت من باطنها على افشالها لنواياها المبيتة سلفا بتمزيق البلاد، وبدأتـبدعم التحرك الحوثي من صعدة وحتى خمر وعمران وصولا إلى صنعاء.

وتنوي الرياض الاطاحة بالرئيس هادي، الذي يصفه سياسيون بـ”الاكثر اخلاصا للملكة” لما منحته من فرصة مقابل الولاء المطلق، إيمانا منها بوصية مؤسس المملكة السعودية بان “استقرار وازدهار اليمن بداية نهاية المملكة”، وهي الوصية التي باتت عقدة لديها، تعود إلى بداية قيام الدولة على انقاض جماجم المجازر الجماعية والغزوات الوحشية.

وبحسب بابكر، كان “هادي” الأكثر اخلاصا للملكة، وهو أول رئيس يمني يدعوها رسميا لشن حرب عسكرية في البلاد بعد ان اطاح به الحوثيين الذين استغلوا تفكيكه للجيش اليمني تحت اشراف خبراء دوليين وسعوديين، إلا ان الرياض بعد سبع سنوات من الحرب التي دعاها “هادي” في اليمن التي نجحت فيها “كخطوة أولى” بتدمير كامل البنية التحتية للبلاد والاقتصاد الوطني، وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وجدت انه انتهى الدور في استخدامه ضمن لعبتها، وازاحته بات ضروريا، ولكن بعد تسويق لا تقل عنه في التغييب السابق والولاء المطلق الحالي.

ذهب الرياض بعيدا هذه المرة، وبدلا عن “جناح أبين” اتجهت شرقا نحو الصحراء الغنية بالنفط والغاز، ووجدت ضالتها في شخصية الدكتور حيدر ابو بكر العطاس الذي ينحدر من محافظة حضرموت التفطية.

واستشهد “بابكر” على تسويق السعودية شخصية العطاس بديلا عن “هادي” من خلال تقديمه المتكرر عبر قناة “العربية” واستحضارها إياه في مهاجمته شخصيات وطنية من الذاكرة السياسية المثقوبة لكليهما، لا سيما حين اختارت مثل هكذا التوقيت الحساس.

واكد أن الرياض كثّفت من استحضار “العطاس” في قناة “العربية” الفضائية، ومهاجمة العديد من الشخصيات الوطنية في تقديمها إياه على انه اكثر الشخصيات السياسية التي تركت بصمات هامة خلال فترات الخلافات التي عانت منها البلاد -بفعل المملكة نفسها- ويجب الاستفادة منه مجددا في قيادة البلاد.

ولا يستبعد “بابكر”، خلال حديث لـ”معين برس”، ان تفرض الرياض شخص “العطاس” مستخدمة شتي ضغوطها.

واعتبر المساعي السعودية تأكيدا لمدى رغبة الملكة في عدم خروج اليمن من دائرة الاحتراب، واستمرارها في استنزاف خيراتها وتمزيق نسيجها اكثر، مما قد يتطلب معالجته عقود طويلة.

تدمير البنية التحتية

وكانت قد فشلت الرياض في تفتيت النسيج الاجتماعي اليمني مرات عدة خلال العقدين الماضيين، ولذلك وجدت في دعوة “هادي” لقيادتها حرب في اليمن “فرصة ذهبية” التقطتها سريعا وشنت حرب هستيرية بطائرات F16 والصواريخ والقنابل الحديثة بينها محرمة دوليا، حتى ان “هادي” نفسه الذي بعث اليه بطلب رسمي للتدخل عسكري تفاجأ بسرعة تلبية الدعوة وشن الهجمات في اقل من 24 ساعة على تلقيها الدعوة، تفاجئ بالضربات مثل ملايين اليمنيين، بحسب “بابكر”.

واتهم “بابكر”، الرياض، باضعاف القوات العسكرية المناوئة للحوثيين في جميع جبهات البلاد، من خلال عدم رفدها بالاسلحة والمعدات العسكرية الحديثة واللازمة في الحروب الهجومية، وعلى اقل تقدير ان تكن موازية للطرف الآخر “الحوثي” الذي يقاتل ويهاجم بسلاح الدبابات وعربات BMB والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وغيرها.

وذكر بابكر، ان آلاف الغارات الجوية للتحالف استهدفت درجة اساسية المنشآت العامة والخاصة “مدارس، وزارات، جسور، مباني سكنية، مصانع ومزارع وغيرها”، في حين الغارات التي استهدفت بواسطتها اهداف وقيادات عسكرية وحققت فيها خسائر للحوثيين لا تقارن بذلك.

ويقول “بابكر”، حرب السعودية في اليمن لا صلة لها بالشرعية في حقيقة الامر، بدلالة اللقاءات التي عُقدت اليومين الماضيين في العراق بين قيادات رفيعية سعودية وإيرانية، تتزامن مع الهجوم العسكري الواسع المستمر لمليشيا الحوثي على مأرب وشبوة، وكأنهما يخططان على مقايضات.

حضرموت والاطماع السعودية

ويتفق محللون سياسيون مع حديث “بابكر”، في نوايا بسط النفوذ السعودي على اراضي النفط والغاز في اليمن، فهي قبل اشهر سلمت للحوثيين محافظة الجوف، واجزاء واسعة من غربي مأرب.

ووفق تعبيرهم، تستخدم السعودية جماعتي الحوثي والاخوان المسلمين غطاء لتمددها حينا، وضرب البنية التحتية والاقتصاد الوطني حينا آخر، فبعد ان استخدمت نفوذها وضغوطها بالتوقيع على اتفاق “ستكهولم” اواخر 2018م بين الحوثيين والحكومة الشرعية، الذي قضي بايقاف الميناء تحت سيطرة الحوثيين وتوريد ضرائب الميناء الى حساب خاص في البنك المركزي بالحديدة لصرف مرتبات الموظفيين في مناطق سيطرتها، علاوة على تضمن الاتفاق اطلاق سراح الاسرى من الطرفين وفتح معابر تعز وغيرها، لم يتم اي من ذلك، وبقت المليشيا تغذي عملياتها العسكرية والقمعية في البلاد من ثروة الشعب نفسه.. فأي تحالف تقوده السعودية..؟!

ويرى المراقبون ان الاطماع السعودية في حضرموت باتت واضحة، فهي لم تعد متمسكة بـ”هادي” أو أي من جناحه، بقدر استمرارها باحكام قبضتها على منابع النفط التي اغلقت انابيبها ظاهريا منذ اول ايام عاصفتها في البلاد، إلا انها تضخها من الخلف الى الاسواق العالمية السوداء عبر اذرع لها في الحكومة نفسها قبلوا لانفسهم ذلك على حساب وطنهم مقابل حزمة اوراق نقدية. في ذات الوقت تقدم نفسها صاحبة فضل كبير على الشعب بتغذية محطات الطاقة الكهربائية بالوقود، لا تعمل سوى ساعات محدودة في اليوم.

المخاوف الشعبية من خطر المشروع السعودي باتت لا تقل شأنا عن خطر المشروع الحوثي، ومفارقات عجيبة ان يتوقع اليمنيين ذات النظام الجمهوري من الرياض ذات النظام الملكي دعمهم للتحرر من نظام هي من دعمته في ستينيات القرن الماضي واحتضنت المئات من عناصره حتى اليوم ومنحتهم القصور والاموال الطائلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى