هل تنتقم الحديدة لنفسها من المحتل الحوثي كما فعلت مع البريطاني؟

معين برس- متابعات:

مدينة هادئة كالبحر الذي يجاورها من الغرب والسكان الذين يملؤونها من الداخل وإن كان الكثير منهم قد أرغمته عزة نفسه على المغادرة والبعض آثر الاستكانة تحت مليشيات طهران والبعض الآخر في داخله بركان لا يهدأ.

قبل حوالي مأئة عام أي في سنة 1918م جرب الانجليز الذين كانوا يحتلون عدن أن يفعلوا بالحديدة نفس الاحتلال ونفس الأفعال الشنيعة لكنهم هزموا من أبناء الحديدة شر هزيمة في أقل من 3 أعوام ، وبعد مائة عام أوقف الانجليز تحرير الحديدة من مليشيات طهران نكاية بأبنائها الذين دحروا قواتهم الغازية وأجبروها على الجلاء وهم أذلاء.

“إن تهامة قدمت كفاكهة للبريطانيين ” هذه العبارة في صدر خطبة بليغة للعلامة محمد بن احمد بحر الاهدل في ذي الحجة من سنة 1919م قد الهبت حماس المقاومة التهامية فانطلقت المقاومة وشنت هجماتها وكانت المواجهة.

وكان أن تحركت نخبة من المقاتلين من أبناء تهامة و جُلّ قصدهم القبض على القنصل البريطاني وبعض التجار في الحديدة أحدهم يدعى أبو ستول اليوناني، فتواجهوا مع جنود الاحتلال بالحديدة وقتل خمسة من الجنود البريطانيين والحرس، وغنمت القبائل اسلحة كثيرة وقاد هذا الهجوم القائد علي باري، والذي عمل وأدار الكثير من الخطط والهجمات وربط بين مقاومة القبائل والمقاومة الشعبية في داخل مدينة الحديدة، واستطاع تهريب كميات من الأسلحة عبر الجنائز والتي كان يدّعي أن أصحابها من الحديدة وماتوا خارجها وأوصوا بالدفن في المدينة، فأدخل الكثير من الأسلحة التي أفادت المقاومة التهامية في شن هجماتها التي أقلقت العدو المحتل.

ويقول المؤرخون أن المقاومة استمرت توجه ضرباتها بعدة طرق ومنها الضربات المباشرة والزحف بعد تحشيد القبائل والمواجهة مع العدو وجهاً لوجه والإغارة على مواقع العدو وفي حالات عديدة تتبع تكتيك حرب العصابات.

وأضاف المؤرخون أنه وفي داخل المدينة نصبت المقاومة الكمائن لقوات ومعدات العدو وتوجيه هجمات خاطفة على مصالحه ورعاياه، بعدها طلبت القوات البريطانية الإمدادات من عدن والهند، وفي ذي الحجة 1337هـ هجم أفراد من قبائل العبسية ومعهم من أهالي المراوعة علي باري الأهدل ومحمد بن أحمد بحر الأهدل على الإنجليز المتواجدين بالحديدة، فقتل عدد منهم واستولوا على اسلحة وغير ذلك ونجوا سالمين”
واستمرت عمليات المقاومة من كافة القبائل التهامية اليمنية والشرائح الاجتماعية بمدن تهامة ضد المستعمر البريطاني وهو ما لم يتوقعه البريطانيون، فقد ظنوا أن التهاميين لا يريدون حكم الإمام الإدريسي ومستحيل أيضاً أن يقبلوا بحكم الإمام يحيى، وأنهم سيرحبون بالإنجليز، إلا أن التهاميين أرادوا تأسيس كيان لهم وتأكيد استقلاليتهم، وحسمت المقاومة التهامية اليمنية في الأخير الامر لصالحها.

واليوم وبعد 100عام على تحرير مدينتهم فإن أبناءها قادرون على تحريرها مرة أخرى من المحتل الإيراني ، وعندما نقول المحتل الإيراني فإننا نعني ما نقول تماما فقد جاؤا لنا بنسخ طبق الاصل منهم في القمع (والإعدامات الجماعية) و(لجان الموت )و(كتائب الموت) وغيرها من مسميات طهران وأخرها اعدام 9 من خيرة أبناء تهامة من مديريتي القناص والزهرة بعد تلفيق تهمة سياسية لهم بالمساعدة بمقتل الصماد.

ويعاود أبناء الحديدة الاشاوس ثورتهم وانتقامهم ممن احتل أرضهم وأعدم أعيانهم ومشايخهم بتهم ملفقة وقصص سياسية تم تأليفها في طهران ونفذها اتباع المجرم الحوثي لإخضاع أبناء تهامة الذين لا يخضعون للذل حتى وإن كان بأبشع طرق وأساليب طهران القمعية الدنيئة.

ففي أول عملية انتقامية من المقاومة التهامية داخل العمق الحوثي تم العثور أمس على قيادي حوثي مقتولا في سيارته وكتب المهاجمون على جثتة ” العين بالعين وباقي ثمانية ” في إشارة إلى الانتقام لمقتل تسعة تهاميين على أيدي مليشيات طهران وإعدامهم أمام الناس رميا بالرصاص.

وأفادت مصاد محلية بمحافظة الحديدة أنه تم العثور على أحد قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية، في شارع صنعاء .المدعو هشام الجلال، مقتولاً في سيارته بمدينة الحديدة، ما أدى إلى استنفار مليشيا الحوثي في شارع صنعاء، بحثًا عن منفذ العملية.

وتوعد عدد من السياسيين والقادة العسكريين من أبناء الحديدة في الساحل الغربي بالانتقام من القتلة الحوثيين وتلقينهم درسا قاسيا نظير ما اقترفته أيديهم الآثمة بحق أبناء تهامة وأبناء اليمن بشكل عام.

وأدان القيادي في المقاومة التهامي العقيد مجدي كمال المجزرة البشعة التي أقدمت عليها مليشيات إيران بحق تسعة من أبناء تهامة وإعدامهم بشكل جماعي بعد تلفيق تهمة مصرع الصماد في العام 2018م.

وتوعد العقيد كمال في تصريح لـ”تهامة 24″ المليشيات الحوثية في الحديدة بأوقات عصيبة في قادم الأيام بالثأر والانتقام لدماء هؤلاء الشهداء وغيرهم من أبناء تهامة.

ويعول المواطنون من القابعين تحت سيطرة المليشيات الإجرامية في ريف ومدينة الحديدة على أبناء المقاومة المسلحة للثأر لهم والسعي الجاد الحثيث باستهداف نوعي و تشكيل خلايا فدائية لشن هجمات مباغتة على القيادات الحوثية المؤثرة في الجماعة بالمحافظة التي أوقف إتفاق السويد عملية عسكرية كبرى لتحريرها وموانئها قبل نحو ثلاثة أعوام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى