وثائقي بالفيديو | رجل القاعدة اليمني علوي الهياشي وعلاقاته بالنساء وغسيل الاموال
معين برس- تقرير خاص:
من هو علوي الهياشي.. ؟!!
هو علوي حسين محمد الهياشي، المكنّى بـ”أبو حمزه الهياشي”، ولد في 22 يناير 1978م بمديرية الطفة التابعة إداريا لمحافظة البيضاء، (وسط اليمن). وحاصل على جنسية “سانت كيتس نافيس”..
يقيم -حاليا- في دولة الإمارات التي لاذ بالفرار نحوها قبل أن تصدر بحقه أحكاما جزائية أواخر العام 2018م، قضت بادراجه في قائمة الممنوعين من السفر وحجز جميع اصوله العقارية والمنقولة.
موّل عدد من عناصر تنظيم القاعدة في اليمن بنشوة، ونصب الشباك لفرائسه بشراهة دون أن تأخذه بأي منهم رحمة بمن فيهم احدى زوجاته ذات الأصول السعودية، ولعل ذلك يعود إلى عقدة الانتقام التي ولدت داخله مع طفولته البائسة، إثر ترعرعه وسط أسرة يمنية محدودة الدخل، امتهنت زراعة وبيع نبتة البرسيم، أو ما يعرف محليا بـ”القضب”، ودفعته إلى تحمل المسؤولية في وقت مبكر من عمره بعمله مساعدا لوالده في بيع النبتة.
وبحسب خبراء اجتماعيون، نشأته في ذلك الوسط سهّلت عملية تجنيده من قِـبل الجماعات الارهابية المتطرفة، لا سيما مديرية الطفة مسقط رأسه التي اشتهرت بنشاط تلك الجماعات.
أمّا المصادر المحلية فتقول ان كليهما سجلا اعجابهما ببعض وسط حذر شديد، ومع مطلع العقد الثالث من عمره، تطورت علاقتهما وقدمته الى المجتمع بصورة رجل احسان لتسهّل له المهمة، في الوقت الذي وقف وراءه خبراء لدى التنظيم لتوجيهه.
(علوي الهياشي).. طيَّار يمني “مزيَّف” فار من وجه العدالة ومتورِّط بالنصب وغسيل الأموال “وثائق”
كانت شريحة الفقراء والأكثر احتياجا، هي الشرائح الأكثر استهدافا، دونما غفلة عن شريحة الأرامل التي يدرك ذلك التنظيم ان دعمها سيمنحه تعاطف القبيلة اليمنية التي تضع اعتبارات خاصة لها.
نجح بذلك وبدأ بكسب تعاطف المجتمع ورجال خير خليجيون غير مدركا جميعهم ان شبحا يقف أمامهم بصورة رجل دين..
خطوات قدميه التي يضعها وفق دراسات دقيقة، ضمنت له كسب ثقة وتسهيلات الحكومة اليمنية التي منحته لاحقا إعفاءات جمركية لمساعدات عينية خارجية بينها مولد كهربائي قدمته منظمة إماراتية لمنطقة الطفة، في حين اعتمد فاعلي خير خليجيين مساعدات مالية شهرية لمئات الأسر الفقيرة بذات المنطقة، سخّر معظمها لصالحه، بحسب مصدر محلي.
تنشر لأول مرة| “أبو حمزة الهياشي” .. من الجمعيات الاخوانية إلى تمويل تنظيم القاعدة “وثائق”
وفي العام 2009م، رعا اول زواج جماعي لعدد (75) شابا من أبناء مديرية الطفة، بواقع (750) ألف ريال لكل فرد، وبكلفة إجمالية بلغت قرابة (56) مليون ريال، فكان العام الأكثر ابتساما في وجهه، ومنحه ثقة أكثر بالمجتمع وأصبح يتحرك في جوفه دونما قلق، في حين استمرت عشرات ملايين الدولارات تتدفق إلى أرصدته وحساباته المتعددة، تزامنا مع تمويله العديد من العمليات الإرهابية في البلاد.
ومع توسّع دائرة العمليات الإرهابية التي أوكلت إليه مهام تمويلها ماليا، كان يحتاج إلى غطاء إنساني اكبر من السابق، ليرعى في العام 2013م ثاني زواج جماعي في ذات المديرية، ولعدد (288) شابا وفتاة، وبكلفة تجاوزت (160) مليون ريال يمني، بالمقابل موّل عشرات العمليات بمبالغ تفوق أضعاف ذلك، بحسب ما كشفه تقرير لمأمور الضبط القضائي حصلت صحيفة معين برس على نسخة منه.
تقرير مأمور الضبط القضائي، كشف امتلاكه العديد من السيارات والفلل في محافظات البيضاء وصنعاء وإب وغيرها، إضافة الى مزرعة داخلها عدد من المباني ومسبح في الحسينية بمحافظة الحديدة، في الوقت الذي لا يمتلك شركات أو مؤسسات حتى يحصل على كل ذلك الثراء.
تلك المؤشرات دفعت الجهات الحكومية لمزيد من البحث عن تفاصيل الرجل الغامض، وفقا لتقرير مأمور الضبط، ليتضح انه فتح حسابات عدّة في بنوك ومصارف متعددة باليمن، اختلفت في بعضها هويته الشخصية من حساب إلى آخر بالرقم، فيما اخرى اختلفت فيها صورة حامل الهوية والرقم أيضا، إضافة إلى سحب وإيداع مبالغ مالية كبيرة.
وذكر التقرير ان ابرز المبالغ المسحوبة التي زادت الشكوك نحوه- بحسب ما اظهرته مستندات بنكية- تمويل خارجي لأحد المشاريع بتاريخ 5 يناير 2011 بمبلغ (10) ملايين دولار، وإجراء تحويلات مالية يومية بنحو (49) مليون ونصف المليون دولار خلال النصف الثاني من الشهر نفسه إضافة إلى سحب (4) ملايين دولار طلبتها احد البنوك المحلية كضمان بنكي.
كما أجراء سحبيات مالية يومية في فترات اخرى بلغت (63.5) مليون دولار خلال شهر واحد، منها (14) مليون دولار تم سحبها خلال يوم واحد فقط، علاوة على فتح حساب مشترك بالريال اليمني والدولار الأمريكي مع عضو بتنظيم القاعدة وصرف شيكات ومبالغ كبيرة، فضلا عن اعترافات أدلى بها معتقلين متهمين بنشاطهم مع التنظيم وآخرين من ذوي السوابق أفادت بتمويله إياهم ماديا.
جميع تلك الاستدلالات التي وثّقها تقرير مأمور الضبط، قرعت ناقوس الخطر لدى النيابة الجزائية المتخصصة، بحسب ما بينته مذكرة رفعها وكيلها بتاريخ 12 مايو 2018م، إلى رئيس المحكمة الجزائية أوضح فيها انه تم فتح ملف قضية برقم (135) لسنة 2018، باسم “علوي حسين محمد الهياشي” واتهامه بتمويل الإرهاب، داعيا إلى تحديد جلسة للنظر في ذلك.
ولحساسية القضية وخطورة تبعات تأجيلها عقدت المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بأمانة العاصمة جلسة مستعجلة، قررت فيها إيقاع الحجز التحفظي على جميع الأصول العقارية والمنقولة الخاصة بالهياشي في جميع المحافظات، وإدراجه في قائمة الممنوعين من السفر.
إدراك الهياشي مسبقا عواقب ما اقترفت يداه دفعه الى الفرار خارج البلاد بطريقة ما، ليظهر لاحقا في دولة الإمارات..
نجاحه بالإفلات من العقاب دونما رادع، فتح شهيته أكثر، لا سيما تواجده في بيئة تجهل ماضيه ليسهل له ذلك عملية غسيل اموال جمعها من مصادر مشبوهة، ليقدّم نفسه رجل أعمال يمتلك عقارات وأبراج في دبي وغيرها، غير مدركا ان (الجرة لن تسلم هذه مرّة)، وان نهايته ستبدأ على يد احد ضحاياه المقربين منه.
تقول أم صدام، وهي “ثلاثينية سعودية”، انها تعرّفت على “الهياشي” أثناء عرض له بامتلاك عقارات وأبراج في دبي، بعد ذلك طلب يدها وبدورها وافقت دون ان يراودها أدنى شك بأن تقع ضحية رجل أعمال. مستبعدة ان يطمع بثروتها.
وأكدت “أم صدام” انها تفاجأت ذات يوم حينما عثرت في خزانته على عقود زواج بأسماء عدّة نساء، ووثائق وأصول تتعلق بمشاريع وهمية وعمليات ارهابية. محذرة الجميع منه، وتحديدا النساء.
كانت ام صدام واحدة من بين عدّة نسوة ضحايا، حيث تقول مصادر ثانية إن الهياشي استغل فقر يمنيات وتزوج بعدد منهن وأدخلهن الى الإمارات على مراحل، وفي كل مرحلة يقوم بتطليق من ادخل ليتم زواجهن من آخرين، في واحدة لا تقل خطرا عن عمليات الاتجار بالبشر، ان لم تكن ترقى لذات الجريمة.
إلى ذلك، ذكرت مصادر أخرى إحياءه حفلات صاخبة وليال ماجنة برفقة فتيات في كل من سوريا والأردن، وتخصيصه شقتين بإمارة عجمان لممارسة الدعارة مع فتيات بمعية أصدقائه.
من جانب آخر أفادت مصادر متعددة ان “الهياشي” استخدم زوج شقيقته المدعو “أبو شهد” وصديقيه “زايد الظفري، وأبو رائد” كمسوقين له اثناء لقاءاته ومقابلاته مع المستثمرين، من خلال فتحهم نقاشات أمام المستثمرين عن امتلاكه عقارات واستثمارات وينوي تنفيذ مشاريع جديدة، وذلك بهدف إقناعهم والإيقاع بهم.
ويستخدم “الهياشي” مركبتين فاخرتين أثناء تنقلاته لمقابلة رجال الأعمال، ضمانا لتقديم نفسه بثقة امام المستهدفين.
فريق آخر، أيضا، أوكلت إليه مهمة التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما كشفه مقطع فيديو ظهر فيه “الهياشي” يقود طائرة، قال مسوقيه انها خاصة به فيما قال اخرين انه يمتلك شركة طيران ويرغب بشركاء، وفي حقيقة الأمر ان تلك الطائرة وهمية “مشبهة”، يتم استئجارها من إحدى مولات إمارة دبي بـ”200” درهم، ويطلق عليها في تعليم الطيران “محاكة”، وهو ما اكدته مصادر متعدده.
وذكرت انه راح ضحية المشاريع الوهمية للهياشي الكثير من المستثمرين بينهم محمد العرشي، مالك سلسلة مطاعم في إمارة دبي، الذي وقع ضحية التزوير عليه والزج بنجله في السجن. إضافة إلى التزوير على المستثمر السعودي “عبدالعزيز بن عامر بن علي الغامدي”، وغيرهما الكثير بعضهم مازالت قضاياهم حبيسة الوساطات القبلية على امل الخروج منها بحلول وديّة.
لم تنحصر عمليات تزوير الهياشي على شركاءه فقط، بل بلغت به الجرأة حد تزوير وثائق حكومية، وهو ما كشفته القنصلية اليمنية في دبي والامارات الشمالية بخطاب بعثته الى الادارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بدبي في 28 أكتوبر 2019م اكدت تزوير الهياشي وثيقة باسمها لم تحمل توقيع السفير وخاتم السفارة، مطالبة بسرعة إتخاذ الإجراءات القانونية.
وعززت ذلك بخطاب ثان بعثته إلى وزارة الخارجية والتعاون الدولي بدبي أيضا، دعتها إلى توجيه الجهات ذات الاختصاص باتخاذ اللازم بشأن عملية التزوير.
وفي كل المراحل يستخدم الهياشي الضخ الاعلامي لتحسين صورته واخفاء فضائحه حيث سخر ملايين الريالات لمنشدين وشعراء كتبوا فيه القصائد وقالوا فيه العديد من الشيلات الغنائية، مرورا بتقديمه في المدونات ووسائل الاعلام على اعتباره رجل اعمال وجود واحسان.
وعلى خلفية كل ذلك، يظل الهياشي، محل خطرا على الجميع، لا سيما من فشل في شراء ذممهم من العاملين في بلاط السلطة الرابعة، وانتصروا لشكاوى المظلومين التي عجّت بها محركات البحث وقنوات اليوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي..