“أبرتهايد”.. التمييز العنصري والحق الإلهي الحوثي المزعوم في اليمن
معين برس- تقرير- متابعات:
يواصل منظرو الفكر العنصري السلالي الحوثي تطبيق ما تشربوه في حوزات ومرافق ومؤسسات إيرانية خلال عقدي التسعينات والألفين في جسد وكيان الدولة والمجتمع اليمني الواقع تحت قبضة المليشيات بكل ما تعنيه معالم نظام حكم “أبرتهايد” العرقي العنصري الذي طبقته أقلية بيضاء من أوربا في جنوب أفريقيا.
وظهرت النزعة السلالية والعصبية المناطقية التي تمارسها مليشيات طهران الحوثية يوما بعد يوم في نسيج المجتمع اليمني من خلال إشاعة وتطبيق نظرية الحق الإلهي في حكم اليمن منذ الأنقلاب الأسود المدعوم إيرانيا عشية 21 سبتمبر 2014م.
كما ظهرت نزعة التجريف الحوثي للجيش والأمن واضحة جلية بعد عام 2011 م وتعيين قيادات سلالية في مناصب عسكرية رفيعة من ضباط الكتائب إلى قادة الأولوية والمناطق العسكرية وصولا إلى قيادة وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة.
لقد حطمت هذه الأساليب الحوثية كل آمال اليمنيين ما عدا السلاليين الذين تصدروا المشهد بكل استعلاء وعنجهية اصطفائية لا تمت للحداثة وروح التعايش بصلة بل وجدوا في الوطن مغنما لكل من هو ( سيد ) مزعوم.
وعبر عن هذه الفضاضة احد الموظفين معهم في مجلس نوابهم غير الشرعي في التعامل القائمة على الاصطفاء والتعالي على كل اليمنيين الذين رأوا فيهم مجرد رعاع وملك حصري لفئة الحوثيين الإيرانيين الفرس الذين كانوا قبل الإسلام يحكمون صنعاء وأرادوا بعد ثورة الخميني العودة إليها باسم ( آل البيت ) البريؤون من أعمالهم الإرهابية للاستحواذ على حكم الناس من أجل ملالي ( قم ) و ( طهران ) .
وقال النائب المستقل في برلمان صنعاء غير المعترف به، أحمد سيف حاشد، إن المليشيات الحوثية، تعمل دون كلل لتجريف التعليم وإفساد القضاء، وتهديم أسس العلم ومعه كل التراكم العلمي والمعرفي، الذي تم بناؤه خلال ستين سنة مضت.
وأوضح أن الهدم والتجريف، الذي تمارسه المليشيا في المناطق التي تسيطر عليها، ينافسان بعض في سباق ماراثوني كارثي، مشيرًا إلى أن الجهل والفساد ( المؤمن ) هو من يسود في صنعاء ويتربع على عرشها بالقوة والغلبة..
وأضاف حاشد، أن الحوثيين أرسلوا بمشروع قانون إلى مجلس النواب بشأن أكاديمية للدراسات العليا دون أن يشترط شهادة الثانوية العامة للقبول، بل حتى ما دونها.. وأكثر منه ما يجري في الواقع العملي حيال المعايير والشروط من عبث وانتعال يشيب له رأس الرضيع، ويغلبه هول العجب.
وأشار في سلسلة تغريدات: “بمنهجية هدامة وعجلة حمقى، يتم إفساد كل ما له علاقة أو صلة بحق المواطنة والمفاضلة والمعايير والشروط العلمية، وتجريف عميق لأسس ومبادئ دستورية وقانونية”
وحذر من ما يحدث من خراب وفساد، والذي ابتدت به المليشيا من دور العلم والمعرفة، ووسعته إلى الوظيفة العامة، ومن ثم القضاء، معتبرا أن ذلك خطرً محدق وماحق على حاضر ومستقبل الشعب اليمني.
وأكد أن القضاء يجري استهدافه اليوم بإمعان من قبل ما اعتبرهم “رعاته الإنتهازين والجهلة والفاسدين وساسة الخراب” الذين دمروا ويدمروا كل شيء جميل ينتمي للمستقبل.
وأوضح أنهم عطّلوا كل المعايير العلمية بل وأبدلوها بالفشل والعنصرية والمناطقية وغيرها من العصبويات المدمرة للشعوب والأوطان..
وكشف أن ما يحدث في المعهد العالي للقضاء، يعد أنموذجا لما يجري من هدم للمبادئ والأسس التعليمية، وتدمير للإنسان، ونسف للعدالة والإجهاز على المواطنة، والإستيلاء والإستحواذ على الوظيفة العامة، والإمعان في تكريس الغلبة والعصبوية على حساب الاستحقاق والأولوية والحقوق الأصيلة..
وبين أن المليشيا الحوثية، أدخلت في الدفعة 22 نحو 30 طالبًا بدون إختبارات، وعلى رأسهم ابن رئيس مجلس القضاء الأعلى، واستبعاد الأوائل، مشيرًا إلى أن من تم إدخالهم “الفاشلين والمناطقيين والعنصريين”، سيتخرجون ليتولوا شؤون القضاء والعدالة.
يذكر أن المليشيات الحوثية قد جعلت على المراكز الحساسة وزراء سلاليين وطائفين أمثال وزير التربية الحوثية يحيى الحوثي وكذلك وزراء من نفس الطائفة العنصرية على معظم الوزارات التي سيطرت عليها إبان الإنقلاب المشؤوم.
وتحولت نحو المجتمع اليمني لإرضاعه عملية الموالاة والطاعة لها بالزج بأعداد مهولة من طلاب المدارس إلى دورات غسيل دماغ معرفي سلالي طائفي مقيت من أجل أن تقول وتعمم على المجتمع اليمني بالقول : (الطاعة عليكم والحكم لنا).