نساء “الدولة الإسلامية” يلجأن إلى الزواج سعيا إلى التحرر
معين برس- متابعات:
حفلت الصحف البريطانية بمواضيع متعددة لامست الشأن الشرق أوسطي؛ من أبرزها تحقيق عن لجوء نساء يرتبطن بتنظيم “الدولة الإسلامية” في مخيم الهول في سوريا إلى الزواج سعيا إلى التحرر والهروب من الحجز في المخيم، فضلا عن مقالات تناولت الانسحاب الأمريكي من أفغانستان واستذكار أثر الحروب التي خاضها دونالد رامسفيلد في الاضطرابات الراهنة في العالم بمناسبة رحيله.
“وسيلة هروب سهلة وشائعة”
نشرت صحيفة الغارديان تحقيقا عن لجوء نساء على صلات بتنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا إلى الزواج سعيا إلى التحرر من أماكن احتجازهن.
وقال التحقيق إن “مئات النساء الأجنبيات اللواتي تربطهن صلات بتنظيم الدولة الإسلامية في مخيم الهول المترامي الأطراف في سوريا تزوجن رجالا قابلنهم عبر الإنترنت، كما جرى تهريب مئات النساء من المخيم باستخدام الرشاوى النقدية التي قدمها أزواجهن الجدد”.
وأكد التحقيق “إرسال مدفوعات بنكية لسكان المخيم يصل مجموعها إلى ما يزيد عن 500 ألف دولار”.
وأشار التحقيق إلى أن “هذه الممارسة تمثل خطرا أمنيا كبيرا داخل سوريا وكذلك بالنسبة للحكومات الأجنبية التي ترفض إعادة مواطنيها إلى بلادهم”.
وأضاف أنه “وفقا للعديد من الأشخاص الذين قابلتهم الصحيفة، فإن الزواج هو وسيلة هروب سهلة وشائعة بشكل متزايد”.
وأوضح أن “ما يقرب من 60 ألف امرأة وطفل هربوا من آخر معقل لداعش في سوريا عندما سقطت الخلافة المزعومة في مارس/ آذار 2019، والنشاء منهم مُحتجزات الآن في مخيم الهول لدى قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي يقودها الأكراد، وتسيطر على شمال شرق البلاد”.
وأشار التحقيق إلى أن “الزواج من إحدى النساء المسجونات – حتى في علاقة بعيدة عبر الإنترنت – بات يمثل ما يشبه وسام شرف على شبكات التواصل الاجتماعي بالنسبة للجهاديين”.
ولاحظت الصحيفة أنه بالنسبة للرجال، “تعد هذه الممارسة وسيلة لرفع مكانتهم الاجتماعية ومساعدة المحتاجين. وأن معظم الأزواج المحتملين لديهم جذور في البلدان الإسلامية لكنهم يعيشون في أوروبا الغربية، حيث يتمتعون بحياة ميسورة نسبيا”.
وقال التحقيق إنه بالنسبة لنساء المخيم، “يعد ذلك طريقة لتأمين دخل يمكن أن يجعل الحياة في مخيم الهول أكثر احتمالا”.
المستقبل الافغاني
وننتقل إلى صحيفة الاندبندنت التي نشرت مقال رأي عن حاجة أفغانستان لدعم دولي على الرغم من أن “التاريخ يقول لنا إن الغرب قد ينصرف عنها مرة أخرى”.
وقال المقال إنه “على الرغم من أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعطى موعدا نهائيا للانسحاب يحمل صبغة رمزية بتزامنه مع 11 سبتمبر/ أيلول، إلا أن القوات الأمريكية والبريطانية والدولية قد غادرت بالفعل”.
وعلى الرغم من أن ثمة مناقشات بشأن بقاء قوات خاصة غربية، إلا أن طالبان ترى أن اتفاق الدوحة مع الأمريكيين ينص على رحيل كل القوى الغربية.
ورأى الكاتب أن “القوات الخاصة وحدها لن تقلب دفة الأمور في ما سيأتي، إذ أن المتمردين سيستمرون في القدوم”.
وقال الكاتب إنه عام 2003 “كانت هناك فرصة كبيرة لتحقيق الاستقرار والبدء في إعادة بناء البلاد”. لكن بدلا من ذلك “غزا جورج دبليو بوش وتوني بلير العراق بذريعة كاذبة بأن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل”.
وأضاف أن الأفغان الآن “يخشون من سيطرة الإسلاميين وفرض – مرة أخرى – أسلوبهم الوحشي وغير المتسامح في الحكم الديني. إنه انقلاب محزن لوقت التفاؤل والأمل في عام 2001 عندما عاد الأفغان من الخارج لإعادة بناء بلدهم بعد سقوط نظام الملا عمر”.
وقال الكاتب إن أفغانستان الآن تواجه مستقبلا غير مؤكد وخطيرا. وكان القائد العسكري الأمريكي المغادر، الجنرال سكوت ميللر، قد حذر من أن البلاد قد تواجه “وقتا عصيبا للغاية… الحرب الأهلية هي بالتأكيد طريق يمكن تخيله إذا استمر هذا الأمر، ويجب أن يكون ذلك مصدر قلق للعالم”. وحض القيادة الأفغانية على ضرورة الاتحاد مع مغادرة قواته.
حروب رامسفيلد
والنهاية مع افتتاحية التايمز التي خصصتها للحديث عن وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد الذي توفي قبل أيام قليلة.
وأشارت الافتتاحية إلى أن “هنري كيسنجر وصف رامسفيلد ذات مرة بأنه أكثر الرجال الذين قابلهم على الإطلاق قسوة”.
وقالت إن رامسفيلد، إلى جانب دائرة ضيقة من كبار المسؤولين الآخرين، كان من الذين أقنعوا الرئيس جورج دبليو بوش بالرد على هجوم 11 سبتمبر على أمريكا بغزو أفغانستان والعراق.
ورأت الافتتاحية أن هذين البلدين على وجه الخصوص ، يواصلان التعايش مع عواقب تلك القرارات.
ولفتت الصحيفة إلى أن رامسفيلد توفي في نفس الأسبوع الذي غادرت فيه آخر القوات البريطانية أفغانستان، بعد حوالي 20 عاما من دخولها لأول مرة للمساعدة في طرد طالبان من السلطة.
وأضافت: “جاءت مغادرتهم قبل أيام من توقع أن تكمل الولايات المتحدة انسحاب قواتها، ما يمهد الطريق لما يبدو أنه سيطرة إسلامية متجددة على البلاد، وما يحولها مرة أخرى إلى أرض رعاية محتملة للإرهابيين”.
في غضون ذلك، تتابع الافتتاحية، “برز العراق، الذي لم يشهد استقراراً منذ غزو عام 2003، كأرض خصبة جديدة للإرهابيين”.
وأشارت إلى أن تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي نشأ من فلول جيش صدام حسين المنحل، تسبب في إحداث فوضى في جميع أنحاء المنطقة وألهم الجهاديين في جميع أنحاء العالم لتنفيذ فظائع في قلب الغرب.
وقالت التايمز إن هناك اعتقادا ساد بعد الحرب الباردة، بإعادة تشكيل النظام العالمي باستخدام القوة العسكرية لتحدي الأنظمة المعادية للقيم والمصالح الأمريكية.
وأشارت إلى أن رامسفيلد أصر حتى النهاية على أن هذه التدخلات “جعلت العالم مكانا أكثر أمانا”.
وأضافت “مع أنه من الصعب النظر إلى الكوكب اليوم من دون رؤية أنه أكثر اضطرابا من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة”.