مليشيا الحوثي تختطف 170 مدنياً خلال أسبوع
معين برس | متابعات:
صعّدت الميليشيات الحوثية الموالية لإيران من انتهاكاتها ضد المدنيين في مناطق سيطرتها خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر الجاري، وسط اتهامات حقوقية للجماعة باختطاف 170 مدنياً بينهم فتيات قدمن مساعدات إنسانية وإغاثية لضحايا السيول والأمطار.
وأكدت مصادر محلية وحقوقية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الجماعة شنت على مدى الأيام السبعة الماضية حملة اختطاف غير مسبوقة، طالت أكثر 170 مدنياً في صنعاء العاصمة ومدن أخرى، بعد أن وجهت إليهم تهماً مزعومة بـ«الخيانة والعمالة لأميركا وإسرائيل» وعدم الالتزام بأوامر الجماعة، وهي التهم التي اعتادت على تلفيقها كل مرة لمن يعارض فسادها وسياسات التجويع التي تنتهجها.
وذكرت التقارير الحقوقية المحلية أن الميليشيات اختطفت خلال الأسبوع نفسه أكثر من 32 مدنياً في منطقة دمت شمال محافظة الضالع في محاولة منها لانتقام من متظاهرين طالبوا برحيل الجماعة، وذلك بالتزامن من اعتقالها في منطقة الحشاء بذات المحافظة 12 من أئمة المساجد وزجت بهم في سجونها نتيجة امتناعهم عن تنفيذ أوامرها للتحريض على القتال في صفوفها.
وأكدت المصادر الحقوقية أن الميليشيات، اختطفت خلال اليومين الماضيين أكثر من 50 ناشطاً مدنياً بينهم 8 فتيات في العاصمة على خلفية تقديمهم مساعدات لمتضرري الأمطار.
وشنت نهاية الأسبوع الماضي عمليات اختطاف واسعة طالت 15 شخصاً من أطباء وكوادر مستشفى الثورة العام بصنعاء عقب خروجهم أكثر من مرة للتظاهر ضدها والمطالبة بصرف مستحقاتهم، في وقت اختطفت فيه فرقة أمنية حوثية قبلها بأيام نحو 30 مواطناً من أبناء قرية بيت الكبش بمديرية الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء ونقلتهم إلى جهات غير معروفة.
وفي الرابع من سبتمبر الجاري اختطفت الميليشيات اكثر من 11 شخصاً بينهم 5 أطفال بمنطقة القريشية بمحافظة البيضاء، في سياق حملة اعتقالات شنتها بحق أبناء المنطقة والقرى التابعة لها.
وتعرض صحافي رياضي بصنعاء في الخامس من ذات الشهر للاختطاف وسبق ذلك بأيام شن عناصر ما يسمى «الأمن الوقائي» حملة اختطافات واسعة طالت 20 ضابطاً بعد دهم منازلهم ليلاً في العاصمة صنعاء واقتيادهم إلى أماكن مجهولة.
و حذر محامون وحقوقيون يمنيون من استمرار تلك الجرائم الحوثية وسط استمرار صمت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية الأممية. مشيرين في ذات الصدد إلى تعمد الميليشيات عند ارتكابها لجرائم الاختطاف والاعتقال تلفيق تهم جنائية وسياسية.
وكانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات كشفت عن توثيقها أكثر من 12 ألفاً و636 حالة اختطاف وإخفاء قسري، قامت بها ميليشيات الحوثي بحق المدنيين خلال العام الماضي 2019.
كما كشف تقرير حقوقي آخر صادر عن مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة عن ارتكاب المليشيات أكثر من 25 ألف انتهاك ضد المدنيين في العاصمة صنعاء خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام قبل الماضي 2017.
ومنذ انقلاب الميليشيات الحوثية على الدولة بقوة السلاح، تواصل انتهاكها للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بالقتل والاحتجاز التعسفي، والتعذيب، والعنف الجنسي، مستفيدةً من «غياب المساءلة»، وفقاً لخلاصة تقرير الخبراء الدوليين بشأن اليمن الذي شكّله مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.