عام على قضية الجاسوس #سكريبال | صمت بريطاني وتجاهل روسي
معين برس | أخبار العالم
يصادف يوم امس الاثنين 4 مارس / آذار 2019م ذكرى مرور عام على تسميم الجاسوس السابق #سيرغي_سكريبال في #بريطانيا ، الا انه حتى اللحظة لم تستطع #لندن تقديم أي أدلة قاطعة تثبت اتهامها لموسكو بمحاولة اغتياله.
قضية تسميم الضابط السابق في الاستخبارات الروسية سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري البريطانية يوم 4 مارس من العام 2018، كانت قد تسببت بتأزم العلاقات بين #موسكو ولندن، لدرجة انها أصبحت ذريعة لفرض عقوبات جديدة ضد #روسيا وطرد دبلوماسيين روس من بريطانيا ودول غربية أخرى دعمت الرواية البريطانية بشأن وقوف الاستخبارات الروسية وراء الحادثة، فيما اتخذ الحكومة الروسية خطوات جوابية.
ومنذ أن استخدمت رئيسة الوزراء البريطانية #تيريزا_ماي في البرلمان عبارة “من المرجح جدا” في منتصف مارس 2018، لتوجيه أصابع الاتهام إلى السلطات الروسية بمحاولة اغتيال سكريبال بواسطة مادة كيميائية تدعى “نوفيتشوك”، لم يتبدد الغموض الذي يحيط بالقضية، فالجانب البريطاني لم يتمكن من توضيح جميع ملابسات الحادثة بصورة لا لبس فيها.
وحتى الآن من غير المعروف ما حدث بالضبط في ذلك اليوم في مدينة سالزبوري ولا يزال مصير سيرغي ويوليا سكريبال ضبابيا. والقضية بأكملها لم تخرج من خانة التخمينات.
وتتخذ بريطانيا موقفا رافضا للكشف عن تفاصيل تحقيقاتها في القضية، وكشف عن معظم المعلومات المتداولة حولها من خلال تسريبات لوسائل إعلام بريطانية وليس عبر تصريحات رسمية. ورفضت لندن جميع مطالب موسكو بمشاركتها المعلومات حول سير التحقيق، كما رفضت مقترحا بإجراء تحقيق مشترك مع موسكو.
ونشرت الشرطة البريطانية صورا للمواطنين الروسيين، “ألكسندر بيتروف” و”روسلان بوشيروف”، وقالت إنهما يعملان في المخابرات الروسية، واتهمتهما بالتورط في هجومي سالزبوري وإمزبوري. لكنهما نفيا في مقابل مع شبكة RT أي صلة لهما بالواقعتين.
وكذب الكرملين مزاعم ضلوع الجهات الرسمية الروسية في القضية.
وزادت الصورة ضبابية حينما تبين أن مختبرا كيميائيا تابعا لوزارة الدفاع البريطانية يقع في المنطقة المحاذية لمدينة سالزبوري.
وبعد مرور شهرين على العثور على سكريبال الأب وابنته فاقدي الوعي على مقعد في إحدى الحدائق العامة في سالزبوري، وقعت في بريطانيا حالة تسمم غاضمة جديدة في مدينة إمزبوري المجاورة لسالزبوري، تسببت بوفاة المواطنة البريطانية دون ستيرجيس.
في غضون ذلك، تراجعت بريطانيا تدريجيا عن استخدام عبارة “من المرجح جدا” في سياق اتهاماتها لروسيا بتسميم سكريبال، لتبدلها بصيغة قاطعة: “استخدام روسيا غير المسؤول للسلاح الكيميائي على الأراضي البريطانية”، وباتت تكررها على المستويات كافة كمبدأ بديهي لا يتطلب إثباتات.
لكن السؤال الرئيس في القضية الذي يدور حول مكان سكريبال الأب وابنته وحالتهما الصحية لا يزال دون جواب، فلم ينشر الجانب البريطاني خلال هذه الفترة أي صورة أو فيديو لسكريبال أو ابنته أثناء وجودهما في المستشفى، ولم يجر الإعلام البريطني أي مقابلة معهما. ومنعت لندن الدبلوماسيين الروس من الوصول القنصلي لهما.
وقد نشرت البعثة الدبلوماسية الروسية في بريطانيا قبيل الذكرى السنوية الأولى لتفجر قضية سكريبال تقريرا تحت عنوان “سالزبوري: أسئلة دون أجوبة”، طرحت فيه تناقضات عديدة تحويها الرواية البريطانية للأحداث.
وأشارت على وجه التحديد إلى أن “السلطات البريطانية تخفي بعناية تفاصيل تحركات سيرغي ويوليا سكريبال صباح 4 مارس 2018، عندما كان هاتفاهما المحمولان خارج الخدمة لمدة أربع ساعات”، وتساءلت “كيف يمكن أن يفقدا الوعي في آن واحد عقب إصابتهما مباشرة بمادة مشلة للأعصاب، رغم فرقهما في السن والجنس والحالة البدنية”.
قضية سكريبال جزء من خطة “بارانويا” لتوحيد الغرب على حساب روسيا
يرى المؤرخ الروسي المتخصص في تاريخ الاستخبارات العالمية، ألكسندر فاسيلييف، أن الفرضية التي تروج لها الحكومة البريطانية لا تصمد أمام حجج العقل السليم، مشددا على أن “قضية سكريبال” جزء من خطة ضخمة قائمة على الكذب والتضليل وضعتها نخب بريطانية ويمكن تسميتها “بارانويا”، وهدفها توحيد المجتمع المنقسم لمواجهة “الخطر الروسي” المفتعل.
وقال: “خطة بارانويا كلها قائمة على أكذوبة كبيرة وقذرة مثل الكذبة الأمريكية بخصوص امتلاك صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل التي أدت إلى مقتل مئات الآلاف من الناس وتدمير العراق، لكن روسيا ليست العراق، والكذبة لن تمر”.
المصدر: معين برس + وكالات