آثار كارثية.. ارتفاع عدد القتلى ونزوح عشرات الآلاف في أسوأ فيضانات تجتاح #ماليزيا منذ عقود
معين برس:
لقي 14 شخصا على الأقل مصرعهم ونزح عشرات الآلاف في أعقاب واحدة من أسوأ الفيضانات في ماليزيا منذ عقود.
وتسبب هطول الأمطار الغزير، الذي استمر ثلاثة أيام خلال عطلة نهاية الأسبوع، في حدوث فيضانات شديدة في ثماني ولايات، مما أدى إلى غرق مدن وقرى جزئيا في المياه.
ووُجهت انتقادات شديدة للحكومة بسبب تأخر تعاملها مع الكارثة.
وأُبلغ عن فقد العديد من الأشخاص، وتتزايد المخاوف من ارتفاع عدد القتلى بشكل حاد.
وأجلت السلطات، حتى يوم الإثنين، نحو 51 ألف شخص من منازلهم، معظمهم من ولاية باهانغ، الواقعة على الساحل الشرقي لماليزيا، وهي إحدى الولايات الأشد تضررا.
كما تضررت بشدة سيلانغور، الولاية المزدهرة والمكتظة بالسكان، التي تقع بها العاصمة كوالالمبور.
وأظهرت صور، تداولها مستخدمون على الإنترنت، مناطق في وسط مدينة كوالالمبور غارقة في المياه خلال عطلة نهاية الأسبوع، وبلغ منسوب المياه مستويات لم تشهدها البلاد منذ فيضانات شديدة حدثت في عام 1971.
وشهد يوم الإثنين تراجع حدة هطول الأمطار إلى حد كبير، وعاد بعض السكان إلى منازلهم المتضررة في ظل انحسار مياه الفيضانات.
وقال سازواتو ريمي، أحد ضحايا الفيضانات: “غادرنا فقط بملابسنا ووثائق مهمة مثل شهادات ميلاد أطفالنا. هذا كل ما أحضرناه معنا”.
وتعرضت الحكومة الماليزية لغضب عام بسبب طريقة تعاملها مع الكارثة، وشكا كثيرون من أن السلطات لم تهتم كما يجب بإطلاق التحذيرات، وأن جهود الإنقاذ كانت بطيئة للغاية.
وقال عامل إنقاذ مدني لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”: “ما أثار غضبي هو الاستجابة البطيئة. لم تصل قوة الدفاع المدني إلا هذا الصباح، بعد ثلاثة أيام (تفاقمت الفيضانات)، يهتمون بقواربهم بينما يموت الناس في المنطقة”.
ونظم اثنان من أكبر الأحزاب السياسية في البلاد اجتماعاتهما السنوية حتى مع ارتفاع منسوب مياه الفيضانات في سيلانغور.
ووصف النائب المعارض تشارلز سانتياغو، من إحدى المناطق الأكثر تضررا في كلانغ، استجابة الحكومة الفيدرالية بأنها “غير كافية للغاية” و”ضعيفة”، كما انتشر هاشتاغ على موقع تويتر بعنوان “الحكومة القاتلة”.
كما ظهرت حسابات، على منصات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، لماليزيين تجمعوا معا لتقديم المساعدة في عمليات الإنقاذ، واشترى بعضهم معدات مثل القوارب وسترات النجاة، بينما عرض آخرون منازلهم لإيواء النازحين.
وقال مواطن يدعى أديب حارث، لوسائل إعلام محلية: “أولئك الذين كانوا يعملون معي هم مجموعة من الأشخاص الذين تعرفت عليهم عن طريق تويتر، ولديهم النية نفسها لمساعدة الآخرين”. وكان حارث قد اشترى قوارب ومعدات إنقاذ أخرى لمساعدة المحاصرين في منازلهم.
وأضاف: “نجحنا معا في نقل نحو 200 شخص من العالقين (بسبب الفيضانات)”.
وتتعرض مناطق من ماليزيا للفيضانات، لاسيما خلال موسم الرياح الموسمية في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني إلى فبراير/شباط.