تقرير يرصد ادعاءات #طهران سرقة #واشنطن ناقلة النفط.. والأخيرة تؤكد: تواجد قواتنا بالخليج سيستمر
معين برس- تقرير:
في تصعيد عسكري أكثر من كونه سياسي، وجهت #طهران اتهامات مباشرة لواشنطن بسرقتها ناقلة نافط خاصة بها من مياهها الاقليمية، في حين نفت الاخيرة تلك المزاعم جملة وتفصيلا..
نفت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون”، الأربعاء، ادعاء إيران بأن سفينة تابعة للبحرية الأميركية حاولت “سرقة” ناقلة نفط، في حين أكد جون كيربي المتحدث باسم “البنتاجون” أن وجود القوات الأميركية في الخليج العربي سيستمر لـ”ردع إيران”.
وفي وقت سابق الأربعاء، زعمت وسائل إعلام إيرانية حكومية أن الجيش الإيراني أحبط محاولة سفينة أميركية “سرقة” ناقلة نفط إيرانية، أثناء عبورها خليج عُمان.
وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي، في تصريحات للصحافيين خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، إن “الادعاءات الإيرانية (بأننا حاولنا الاستيلاء على سفينة إيرانية) كاذبة تماماً وغير صحيحة. لم تبذل الولايات المتحدة أي جهد لاحتجاز أي شيء، هذا ادعاء كاذب”.
وأكد أن “الاستيلاء الوحيد الذي تم، قامت به إيران”، مشيراً إلى أنه في واقع الأمر، احتجزت القوات الإيرانية ناقلة نفط ترفع العلم الفيتنامي الشهر الماضي، والقوات البحرية الأمريكية كانت تراقب الموقف فقط.
وأوضح أن الواقعة التي يشار إليها، “حدثت في 24 أكتوبر الماضي، عندما رصدت سفن تابعة للبحرية الأميركية قوات إيرانية تصعد بشكل غير قانوني على متن سفينة تجارية وتحتجزها في المياه الدولية في خليج عمان.
وأضاف: “وجه الأسطول الأميركي الخامس سفينتين ومعدات جوية لمراقبة هذا الوضع عن كثب. ولم تحاول القوات الأميركية في أي وقت استعادة السيطرة على الوضع أو التدخل فيه، تصرفنا بتوافق تام مع القانون، لذا فهو ادعاء كاذب”.
وزاد: “لقد تصرفنا بموجب القانون الدولي، خلافاً للإيرانيين. ونعتقد أن وجودنا في ذلك الجزء من العالم (الخليج)، سيستمر في العمل كرادع لإيران والحرس الثوري الإيراني.. نحن هناك للمساعدة في دعم حرية الملاحة والتجارة، نراقب الكثير من الأنشطة في ذلك الجزء من العالم. وهذا هو أحد أسباب وجودنا البحري هناك، وكذلك العديد من حلفائنا وشركائنا. لقد تصرفنا بما يتفق مع القانون الدولي”.
وفي حديث إلى شبكة “سي بي إس نيوز” الإخبارية الأميركية، قال مسؤولون في البنتاجون، إن حادثاً وقع الأسبوع الماضي، أُرسل خلاله مدمرتان تابعتان للبحرية الأميركية لمراقبة سفينة ترفع العلم الفيتنامي، احتجزها “الحرس الثوري” الإيراني، لكن لم تحدث أي محاولة للتدخل أو الاستيلاء على الشحنة.
ووفقاً للشبكة الأميركية، يُسلط الحادث الضوء على الأجواء المتوترة بشكل متزايد في كل من الممرات المائية التي تمر عبرها معظم إمدادات النفط في العالم، والمواجهة السياسية بين طهران والغرب بشأن البرنامج النووي للبلاد.
رواية إيران للأحداث، نفاها أيضاً مسؤولان أميركيان، قالا لوكالة “أسوشيتد برس”، إن قوات “الحرس الثوري” احتجزت ناقلة نفط ترفع العلم الفيتنامي في خليج عمان الشهر الماضي، ولا تزال تحتجزها قبالة سواحل مدينة بندر عباس.
وقال أحد المسؤولين اللذان طلبا عدم الكشف عن هوياتهما، إن قوات الحرس الثوري الإيراني سيطرت على الناقلة “إم في ثاوثيس” (MV Southys) في 24 أكتوبر الماضي تحت تهديد السلاح، والقوات الأميركية راقبت عملية الاستيلاء، لكنها في نهاية المطاف لم تتخذ أي إجراء، لأن السفينة دخلت المياه الإيرانية.
تلفيق إيراني”
كما أكد مسؤول عسكري أميركي لمجلة “نيوزويك”، أن القوات الإيرانية احتجزت ناقلة نفط في بحر عمان الأسبوع الماضي، لكنه قال إن القوات الأمريكية راقبت الحادث فقط، ولم تواجه “الحرس الثوري”.
وقال المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته: “نحن ندحض المزاعم الإيرانية بأنهم منعونا من استرجاع هذه السفينة. خلاصة القول. حدث هذا الأسبوع الماضي. القوات البحرية الأميركية في خليج عمان رصدت قوات بحرية إيرانية تستولي على ناقلة النفط هذه”.
ووصف المسؤول ما شاهدته القوات الأميركية في الموقع، قائلاً: “كان يوجد أكثر من 10 زوارق إيرانية سريعة تجمعت حولها. وكانت هناك مروحية شوهدت تحلق حولها، وفي نهاية الأمر، استجابت قواتنا لمراقبة الوضع”.
وأشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة رفضت الكشف عن تفاصيل الحادث الأسبوع الماضي “بسبب عدد من الحساسيات”، مضيفاً: أن “إيران في الوقت الراهن تلفق هذا الأمر ضدنا، ويقولون إنهم منعونا من استرجاع هذه السفينة، في حين أنه من الواضح تماماً أن قواتنا كانت هناك تراقب ببساطة”.
وأكد المسؤول العسكري، الذي تحدثت معه مجلة “نيوزويك”، أن الناقلة المشار إليها موجودة حالياً في المياه الإيرانية، وأن مواقع التتبع البحري تظهر أنها في بندر عباس.
رواية إيران
وقالت وسائل إعلام إيرانية، في وقت سابق الأربعاء، إن طهران أحبطت محاولة من جانب الولايات المتحدة “لسرقة” نفط في خليج عُمان، دون تحديد تاريخ لذلك.
وذكرت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء أن الأمر “يتعلق بمواجهة بين زوارق سريعة تابعة للحرس الثوري الإيراني وسفينة أميركية غادرت الموقع”، في حين أشار التلفزيون الإيراني الرسمي إلى أن لقطات مصورة “ستذاع قريباً”.
وأوضح التلفزيون الإيراني أن “الولايات المتحدة صادرت ناقلة تحمل نفطاً إيرانياً معداً للتصدير ونقلت حمولتها إلى ناقلة أخرى، وقادتها إلى جهة مجهولة”، قبل أن تقوم بحرية الحرس الثوري الإيراني “بعملية إنزال” على متن الناقلة الثانية ومصادرتها، مشيراً إلى أنها “باتت حالياً في المياه الإقليمية الإيرانية”، من دون تحديد جنسية الناقلتين.
دافع مجهول
وأظهرت بيانات لتتبع السفن من موقع “مارين ترافيك” حللتها وكالة “أسوشيتد برس”، أن السفينة كانت لا تزال قبالة سواحل مدينة بندر عباس الإيرانية الثلاثاء.
ولا يزال الدافع وراء عملية الاحتجاز غير واضح، كما لم يرد مسؤولون في السفارة الفيتنامية بواشنطن على الفور على طلب للتعليق.
ولم تقدم طهران أي تفاصيل عن اسم السفينة أو أي تفسير لسبب استهداف البحرية لها، ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على طلب للتعليق.
يُشار إلى أن البحرية الإيرانية تنفذ دوريات مراقبة منذ عام 2008 في هذه المنطقة، لحماية ناقلات النفط وسفن الشحن، سواء التابعة لإيران أو دول أخرى، كما وسّعت نطاق انتشارها في الأعوام الماضية، ونشرت سفناً في المحيط الهندي وخليج عدن، لحماية سفنها.
وسبق للبحريتين الإيرانية والأميركية، أن تواجهتا مراراً في مياه منطقة الخليج. ويتخذ الأسطول الأميركي الخامس من البحرين مقراً له.
وتوجد البحرية الأميركية بشكل منتظم في الخليج. وغالباً ما اتهمت واشنطن طهران بنشاطات “استفزازية”، خصوصاً في مضيق هرمز الذي يمر عبره نحو خمس إنتاج النفط العالمي