بريطانيا تلغي صفقة لشراء 100 مليون جرعة لقاح كورونا من شركة فرنسية وتكشف السبب..
معين برس- متابعات:
كشفت شركة فالنيفا الفرنسية المصنعة للقاحات الغاء الحكومة البريطانية صفقة لشراء اللقاح التي تصنعه ضد كورونا المستجد كوفيد-19.
وكانت قد طلبت بريطانيا حوالي 100 مليون جرعة من لقاح فيروس كورونا، بعد أن زادت على طلبها أربعين مليون جرعة في فبراير/ شباط الماضي.
وقالت الشركة إن حكومة المملكة المتحدة سلمتها إخطاراً يتعلق بمزاعم حول خرق الاتفاق، الأمر الذي تنفيه الشركة بشدة، وإن القرار لن يكون له تأثير على إمدادات اللقاح في المملكة المتحدة.
ولم تكن الهيئة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة قد أجازت بعد لقاح فالنيفا.
وقالت شركة فالنيفا في بيان على موقعها الإلكتروني، إن “فالنيفا أس إي”، وهي شركة متخصصة في تصنيع اللقاحات، أعلنت اليوم أنها تلقت إخطار إنهاء من حكومة المملكة المتحدة فيما يتعلق باتفاق توريد اللقاح المرشح الذي تصنعه ضد كوفيد-19، والمعروف باسم “في أل إيه 2001”.
وقالت الشركة إن “العقد يمنح الحكومة البريطانية الحق بإنهاء الاتفاق. وزعمت الحكومة بأن الشركة خرقت التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق التوريد، لكن الشركة تنفي ذلك بشدة.”
وقالت الشركة الاثنين إن نتائج المرحلة الثالثة من تجاربها كان من المقرر أن تظهر في وقت لاحق هذا العام.
وأضافت بأن “فالنيفا عملت بلا كلل، وبذلت أفضل مجهوداتها، فيما يتعلق بالتعاون مع الحكومة البريطانية بما في ذلك استثمار موارد طائلة وجهود من أجل الاستجابة لمطالب الحكومة البريطانية بلقاحات مشتقة من المتحورات.
وتأمل الشركة، استناداً إلى نتائج تجاربها المتواصلة وموافقة الهيئة التنظيمية للأدوية وخدمات الرعاية الصحية، بأن المصادقة المبدئية قد تمنح مع ذلك في 2021.
ويتوقع أن يعطى لقاحها على جرعتين ويحتوي على نسخة ميتة من فيروس كورونا لا يمكنها أن تسبب المرض، لكنها ينبغي أن تمكن جهاز المناعة في الجسم من محاربة الفيروس.
وقال وزير الصحة الاسكتلندي حمزة يوسف، في حديثه لبرنامج “صباح الخيراسكتلندا” على إذاعة بي بي سي: “لدينا إمدادات تكفي حتى لبرنامج التلقيح المعزز. أريد أن أطمئن جميع المستمعين بأننا نملك الامدادات الضرورية لمواصلة عملية التلقيح خاصة في ظل وجود برنامج التطعيم المعزز في الأفق”.
وأضاف سوف بأنه ينتظر معلومات إضافية من حكومة المملكة المتحدة حول الاخفاق المزعوم لشركة فالنيفا في الالتزام بشروط العقد.
وقالت عضوة البرلمان عن الحزب الوطني الاسكتلندي، هانا بارديل، التي تضم دائرتها الانتخابية مصنع فالنيفا، إنها “أصيبت بخيبة أمل كبيرة” بسبب هذه الأخبار.
وتعهدت بأنها “ستعمل مع فالنيفا- التي عملت بلا كلل على هذا اللقاح- وستثير هذا الأمر بشكل عاجل مع حكومة المملكة المتحدة”.
وقالت شركة فالنيفا الاثنين إنها ستبحث أيضاً عن زبائن آخرين محتملين لضمان إمكانية استخدام اللقاحات في الحرب على الجائحة.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد واجه انتقادات في وقت سابق من هذا العام بعد أن فشل في تأمين جرعات من اللقاح من الشركة، التي تقع مقراتها بالقرب من مدينة نانت.
وكان قد تعهد في مارس/ آذار الماضي بأن برنامج التلقيح في فرنسا سيلحق بنظيره البريطاني “في غضون أسابيع” وسط توترات بشأن إمدادات اللقاح، مع أن البلاد وصلت من ذلك الحين إلى أكثر من 90 مليون جرعة تم إعطائها للناس.
ولم تستجب وزارة الصحة على الفور لطلب من بي بي سي التعليق على الموضوع.
تحليل
لورا غودوين – بي بي سي اسكتلندا
تُعتبر فالنيفا شركة فرنسية لكن الترويج للقاح تم على أساس أنه لقاح مصنوع في اسكتلندا.
زرتُ مصنع ليفنغستون، الذي يصنع اللقاح، للمرة الأولى في ديسمبر/ كانون الأول 2020. في تلك المرحلة، كانت الحكومة البريطانية قد حجزت طلبية لـ 60 مليون جرعة من لقاحها الذي يحتوي على فيروس كامل مُعطّل.
تملك الشركة خلفية معرفية في تصنيع اللقاحات لأمراض أخرى وكانت تأمل بأن يمتاز اللقاح الذي تقدمه ضد كوفيد-19 بسجل جيد في مجال السلامة، مما يجعله ربما مناسباً للأطفال أو لأولئك الذين يملكون جهاز مناعة ضعيف.
وبالنظر إلى المشاكل المبكرة التي واجهناها فيما يتعلق بعملية التوريد مع بعض اللقاحات الأخرى، فقد اعتبر وجود لقاح يصنع هنا في المملكة المتحدة ميزة إضافية.
وقد زار رئيس الوزراء المصنع في وقت سابق من هذا العام بتزامن مع بدء الانتاج التجاري وتمت زيادة الطلبية إلى 100 مليون جرعة. عمل المصنع على تعيين مائتي عامل إضافي وعلى بناء مساحة إنتاج إضافية.
وقد أجريت التجارب بالفعل على لقاح فالنيفا باعتباره لقاحاً معززاً محتملاً. وأعلنت الشركة قبل ثلاثة أسابيع أنها بدأت بتقديم الطلبات المتلاحقة لهيئة تنظيم الأدوية وخدمات الرعاية الصحية وتتوقع أن تصدر الموافقة على اللقاح في وقت لاحق من هذا العام.
إذن ماذا الآن؟ تقول الشركة إنها أبلغت خلال نهاية الأسبوع بأن حكومة المملكة المتحدة تنهي الاتفاق بسبب خرق مزعوم في اتفاقية التوريد، وهو أمر تنفيه فالنيفا. وتقول الشركة إن العمل سيستمر من أجل الحصول على الموافقة، لكنها قد تبحث الآن عن دول أخرى.