نظريات جديدة | من هاجم الناقلة الإيرانية في البحر الأحمر؟
نظريات جديدة | من هاجم الناقلة الإيرانية في البحر الأحمر؟
معين برس – مجلة “ديفينس” العسكرية
تناولت مجلة “ديفينس” العسكرية رواية الناقلة الإيرانية التي زعمت #إيران أنها تعرّضت لهجوم في البحر الأحمر، وقالت إن الكشف عن هويّة الجناة يحتاج إلى ذكاء فائق.
تعرّضت سفينة تجارية إيرانية لهجوم سابق، كما تقول السلطات الايرانية، أثناء إبحارها في البحر الأحمر قبالة سواحل السعودية، ومنذ ذلك الحين كانت هناك محاولة لمعرفة من هاجمها وكيف فعل ذلك. أشارت التقارير إلى أنها تعرّضت للهجوم بالصواريخ، لكن صورها بعد الضربة تطرح المزيد من الاحتمالات. في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة الموافق 11 أكتوبر 2019 ذكرت ناقلة إيرانية اسمها “سبتي” قادمة من إيران أنها أصيبت بصاروخين أطلقا عليها في وسط البحر الأحمر على بعد 100 ميل من جدة السعودية. وفي الأشهر الأخيرة، تعرض عدد من السفن الإيرانية للهجوم.
كانت الضربة الأولى في أوائل شهر مايو من هذا العام، والتي كانت أيضا بالقرب من المدينة الساحلية السعودية، حيث يبدو أن الناقلة الإيرانية أصيبت بلغم. وبعد الحادثة الأولى، وقعت سلسلة من الانفجارات في السفن التجارية بخليج عمان وبالقرب من الخليج.
بعد مضي بضع ساعات من التقرير الأولي، بدأت الأخبار المتضاربة والمختلفة والغريبة تتراكم، ومن بين هذه الأخبار، هناك التقارير الإيرانية التي تحدثت عن حدوث تشويش وأن السفينة لم تصب بالصواريخ، بينما تقول تقارير أخرى إن حريقًا اندلع في بطن السفينة (وفقاً لصور تصاعد الدخان الأسود فوق السفينة)، بينما قال آخرون إن غواصة إسرائيلية يعتقد أنها كانت في المنطقة هي من قامت بإطلاق الصاروخين على الناقلة الإيرانية.
هناك نظرية مؤامرة أخرى تقول إن هذا الفعل ارتكبته قوات الحرس الثوري الإيراني، من أجل خلق استفزازات وإتاحة ذريعة لرد إيراني على العملية، المزعومة، ضد السفينة الإيرانية.
على الرغم من تباين تخمين هوية المهاجمين، فإنه سيكون من الصعب تخمين هويتهم دون ذكاء حقيقي. خلال اليومين الماضيين، بدأت الصور المتراكمة تشير إلى الأضرار التي لحقت بالسفينة، والتي تُظهر “فتحتين” في قاع السفينة، بالقرب من مستوى سطح البحر.
من نظريات المؤامرة إلى الاحتمالات
يمكننا أن نستنتج من هذه الصور، أن السفينة لم تبدُ في حالة استنفار كامل ولم تكن محمّلة بالنفط إلى حد طاقتها القصوى. هذه الاستنتاجات تسمح لنا بطرح عدة احتمالات:
الاحتمال الأول: إن صاروخين ضربا السفينة والتي يمكن إطلاقهما من سفينة (حربية أو مموهة) مبحرة في الجوار، أو يمكن إطلاقهما من خلال قاذفات على الساحلين من البحر. بالنظر إلى عمق الثقوب والأضرار بالنسبية لمستوى المياه، لا يبدو أن صواريخ هي التي ضربت السفينة. كما أن شكل الثقوب على سطح السفينة لا تشير إلى أن صاروخاً قد اخترقها.
إن الصواريخ المخصصة للسفن مصممة لاختراق سطح السفينة (النحيف نسبياً) والانفجار داخله. لو كان الصاروخ قد اخترق سطح المركبة، لكان الضرر الذي لحق بالسفينة أكبر بكثير من الضرر الذي لحق بها بالفعل.
الاحتمال الثاني: إن السفينة ضربت ألغاما بحرية عائمة عندما أبحرت بالقرب منها. لكن يبدو من ارتفاع مكان الضربة بالنسبة لسطح المياه، يستبعد هذا التفسير. واحتمالية الاصطدام بلغمين اثنين قريبين من بعضهما البعض في بحر واسع على جانب السفينة مستبعد جداً.
الاحتمال الثالث: إن الضرر نتج عن إلصاق لغمين اثنين (الألغام اللاصقة) على السفينة. هذه الحالة تتطلب إلصاقهما من خلال قوات كوماندوز تكون انطلقت تجاه السفينة الإيرانية من سفينة قريبة أو شاطئ قريب. اضطرت قوات الكوماندوز للإبحار بالقرب منها لبضع دقائق، وربط الألغام على جانب الناقلة. طالما لم يتم مشاهدة فريق الكوماندوز، مستبعدة مع أنها تعتبر مهمة ليست بمعقدة بالنسبة لفريق ماهر.
الاحتمال الرابع: استخدام مركبتين بحرية بدون قائد أو زورقين متفجرين اصطدما بالسفينة الإيرانية. في منطقة الحادث، يستخدم المتمردون الحوثيون زوارق بدون قائد، وسبق لهم أن استخدموها في السابق ضد السفن السعودية والأميركية. إذا كان هذا ما حدث بالفعل، فالسؤال هو ما سبب قيام المتمردين الحوثيين، الذين يعملون برعاية إيرانية كاملة، بهذا الأمر ضد السفينة الإيرانية الموالية لهم.
الاحتمال الأخير: هو أن الانفجار وقع من داخل السفينة، ولكن الصور توحي عكس ذلك، فالانفجار يبدو أنه قد وقع من الخارج إلى الداخل وليس العكس.
من المحتمل أن الأضرار التي لحقت بالسفينة الإيرانية هي نتيجة لانفجار لغمين لاصقين، تم تثبيتهما على جانب السفينة من قبل قوّات الكوماندوز التي أبحرت بالقرب منها دون أن يتم اكتشافها. ومن المستبعد أن تكتشف هوية الجناة أبداً.