السياحة العلاجية في حضرموت

معين برس : السياحة العلاجية هي نوع من أنواع السياحة المهمة التي لها دور في تنمية النشاط الاقتصادي والاجتماعي وذلك في جلب العملات الصعبة والمدخولات أكثر من باقي أنواع السياحة, نظراً للإقامة الطويلة في مناطق العلاج السياحية, وهذه الإقامة الطويلة النسبية للسائح تعد مكسباً كبيراً من حيث الإنفاق والشراء على السلع والخدمات.

ينابيع صويبر
ينابيع صويبر

يعد الموقع الفلكي والجغرافي أحد المقومات الجغرافية المهمة التي تؤثر في نشوء وتطور السياحة العلاجية في محافظة حضرموت , وتقع محافظة حضرموت بين دائرتي العرض ( 14,00 _ 19,00 درجة شمالاً ) وبين خطي طول ( 48,00 _ 51,00 درجة شرقاً ) , وبذلك فهي تدخل ضمن المنطقة المدارية الحارة.

الموقع الجغرافي:

يحدها من جهة الشرق محافظة المهرة , ومن جهة الغرب محافظات شبوة ومأرب والجوف , ومن جهة الشمال خط الحدود مع المملكة العربية السعودية, وبهذا الموقع للمحافظة فهي تقع في الركن الجنوب الغربي لشبة الجزيرة العربية التي تطل به على شواطئ البحر الأحمر في الغرب وبحر العرب وخليج عدن في الجنوب .

المناخ:

يمتاز بالتنوع تبعاً لتنوع سطحها , ففي الأجزاء الساحلية غالباً ما يكون المناخ حار صيفاً, ومعتدل شتاءً, أما الأجزاء الهضبة فإن المناخ السائد فيها يكون معتدلاً صيفاً وبارد نسبياً شتاءً , أما في المناطق الداخلية فيسودها المناخ الصحراوي الذي يمتاز بالتطرف ويكون حار جاف على مدار السنة.

تعد محافظة حضرموت من أكثر محافظات الجمهورية امتلاكاً لينابيع العيون الحارة في اليمن , تشير بعض الدراسات أنها تمتلك حوالي (118 ينبوعاً) منها (58) تقع في منطقة غيل باوزير, و (52 ينبوع) تقع في مديرية الشحر , و (8) ينبوعاً يقع في مديرية المكلا.

يعد سبب وجود المياه الحارة في هذه المنطقة يعود إلى وضع بنائي نشط , بالإضافة إلى تدفق المياه , والعيون الحارة تتبع نظام فواصل غائرة ونشطة في شرق المكلاً وتحديداً في السهل الساحلي, كما أن مياه العيون الحارة تحتوي على كبريتات الكالسيوم, وهذا يعود إلى أن المياه الحارة تنتشر وتمر عبر طبقات جبسيه لمجموعة الشحر قبل تدفقها غلى السطح, لكن المياه الأكثر عمقاً في المكمن الحراري ذاته لا يعني بالضرورة أنها تحتوي على كبريتات الكالسيوم.

تشتهر محافظات حضرموت بمياه الينابيع الحارة وتمتاز بدرجات حرارتها المختلفة ويرجع في ذلك إلى تفاوت اعماق الصخور المعدنية للينابيع وإلى طبيعة التفاعلات الكيميائية الجارية تحت الأرض, ومن أهم الينابيع الحارة والكبريتية التي تشتهر بها محافظة حضرموت تتمثل بالأتي :

  • عيون منطقة الحامي (الروضة )

يقع حمام الحامي في الجزء الشرقي من البلاد في مدينة الحامي بمحافظة حضرموت، ويبعد بمسافة 1000 كم تقريبا ً شرق العاصمة صنعاء وحوالي 76 كم شرق مدينة المكلا الواقعة على ساحل البحر العربي, وتمتاز الطبوغرافية العامة لمنطقة حمام الحامي بتضاريس ساحلية مستوية مع وجود بعض التلال والجبال الصغيرة, ويعرف حمام الحامي بتواجد ثلاثة ينابيع طبيعية معدنية حارة على مساحة تقدر بأقل من 1 كم2 وينساب إلى البحر العربي.

الموقع: عبارة عن أرض بيضاء تتدفق منها مياه معدنية حارة طبيعية محاطة بأشجار النخيل وغطاء كثيف من الأشجار الحرجية الخضراء.

    التلة التي ينبثق منها ينابيع منطقة الحامي الحارة وتنساب إلى البحر العربي

الخصائص الكيميائية لعين ( الحامي )المقياس المعياري (ملجم / لتر )
درجة حرارة مياهه توصيله الكهربائي درجة الحموضة PH الأملاح الذائبة
60 درجة مئوية 3395 6,4 3,460

من حيث تركيب عناصر المياه فإنها تفوق غيرها من بقية المواقع الأخرى بنسب عالية وهذا ما يعكس أهمية فوائدها العلاجية ,فالمياه الجوفية حارة تحتوي على كالوريد سلفات الكبريت , وعنصري الكالسيوم والصوديوم ومعدن الفلور وكذلك حمض الميتابور واليود , والبررومين , الأيودين , ويستفاد من مياه هذا العين في علاج الجروح الناتجة عن التحسس الجلدي والروماتيزم ومرض المفاصل عند كبار السن , ويستخدم الكبريت المصاحب للمياه في هذا العين ويتداوى به لعلاج الجروح المزمنة , كما يستخدم في التدليك والشد العضلي وغيرها من الأمراض,

ينبوع الحامي حضرموت
ينبوع الحامي حضرموت

وهذه الينابيع تستخدم من السكان المحليين ومن خارج المنطقة للاستحمام والعلاج من بعض الأمراض كما يعتقد الناس خاصة الأمراض الجلدية.

كما أن تركيب عناصر مياه هذا العين يفوق غيرها من بقية تركيبات عناصر العيون الأخرى وبنسبة عالية نظراُ لفوائدها العجيبة التي أكدتها التجارب وأثبتتها التحاليل المخبرية مؤكدة بأن مياه حمام الروضة ذات مواصفات عالمية , بالإضافة بأنها تمتاز هذه المياه بأنها مياه نقية شفافة لا تنبعث منها أي روائح.

2: عين صويبر

يقع حمام صويبرفي الجزء الشرقي من البلاد بالقرب من مدينة الديس الشرقية بمحافظة حضرموت، ويبعد بمسافة أكثر من 1000 كم شرق العاصمة صنعاء وحوالي 90 كم شرق مدينة المكلا الواقعة على ساحل البحر العربي ,  وتمتاز الطبوغرافية العامة لمنطقة حمام صويبر بتضاريس ساحلية مستوية مع وجود بعض التلال والجبال الصغيرة, ويعرف حمام صويبر بتواجد ينبوعان طبيعيان معدنيان حاران على مساحة تقدر 2 كم2 وينساب إلى البحر العربي, وتتميز عن غيرها ببرودة مياهه الكبريتية وهي عبارة عن نبع مائي من منطقة صخرية تم إخراج المياه من العين عبر قناة إسمنتية إلى مجموعة من الأحواض التي يتم الاستحمام فيها.

 

يمتاز هذا الموقع بأهميته وشهرته في أوساط السكان المحليين والقاصدين إليه من محافظات كثيرة بالرغم من أن هذه المياه في هذا الموقع باردة ولكنها متميزة بعناصر معدنية علاجية نادرة ولكنها متميزة بعناصر معدنية علاجية نادرة أكسبتها شهرة لدى القاصدين إليه بإعداد كبيرة تفوق غيرها بكثير .

الموقع: عبارة عن منخفض تحيطه بالتلال من جميع الجهات ويوجد فيه ينبوع مياه طبيعي للمياه المعدنية العلاجية الباردة التي تبلغ درجة حرارتها 36 درجة حرارة وبجانب ينبوع الماء توجد منشآت سكنية عادية شبة مجانية يبيت فيها القاصدين للموقع لغرض العلاج الطبيعي بواسطة الشرب بدرجة أساسية , وكذلك الاستحمام وكلاً الحالتين تتم بطريقة تقليدية وعشوائية وبالنسبة لمحيط الموقع فهو عبارة عن أراضي زراعية محاطة بأشجار النخيل الكثيفة التي تخلق جواً من الراحة والاطمئنان لدى القاصدين نظراً لحالة الهدوء والسكينة في الموقع البعيد عن كل مصادر الضوضاء, وكانت تستخدم  كمحطة لإناخة الجمال , ثم أدرك الناس قيمتها العلاجية بعد انتشار مرض جلدي في بعض الجمال فاستخدام الجمال مياه تلك العيون الكبريتية لمعالجة جمالهم المريضة , وبالتالي أصبحت مزاراً علاجياً يؤمه العديد من المرضى من داخل البلد وخارجه , ولأهمية هذه المياه فقد تم دراستها وتحليل مياهها من قبل البعثات الطبية الدولية المتخصصة ومن ضمنهم البعثة البلغارية .

الخصائص الكيميائية لعين ( صويبر )المقياس المعياري (ملجم / لتر )
درجة حرارة مياهه توصيله الكهربائي درجة الحموضة PH الأملاح الذائبة
36 درجة مئوية 3091 6,25 3,378

تحتوي نوعية المياه على هيدروكربونات الكبريت والصوديوم والكالسيوم ومعدن الفلور الذي يحتوي على البرومين واليود ( الايودين ) وحامض الميتابور , ووفقاً للدراسات العلمية المنفذة من قبل الخبراء التشيك فإن التركيب الكيمائي لعناصر مياه ينبوع صويبر تتميز عن غيرها من المواقع الأخرى بفوائدها العلاجية , و أظهرت نتائج التحليلات صلاحيتها لعلاج الكثير من الأمراض مثل : الالتهابات الكبدية المزمنة , مرض البنكرياس والسمنة , وأمراض الغدد الدهنية , وعلى الرغم من أهميتها إلا أن استخدامها يتم بطريقة تقليدية وعشوائية بدائية بعيداً عن أي خدمات علاجية سياحية .

كما أثبتت خصائص تركيبات مياه صويبر الكيميائية بأن مياهها نقية وشفافة لا لون لها و تنبغث منه رائحة كبريتيد الهيدروجين والزيت مع وجود بعض الرواسب , أما من الناحية الصحية لا يوجد في المياه أي تلوث .

3: عين ( الصيق )

يقع حمام الصيق في الجزء الشرقي من البلاد بالقرب من مدينة الديس الشرقية بمحافظة حضرموت، ويبعد بمسافة أكثر من 1000 كم شرق العاصمة صنعاء وحوالي93 كم شرق مدينة المكلا الواقعة على ساحل البحر العربي, وتمتاز الطبوغرافية العامة لمنطقة حمام الصيق بتضاريس ساحلية مستوية مع وجود بعض التلال والجبال الصغيرة, وحمام الصيق هو ينبوع طبيعي معدني حار على مساحة تقدر بأقل من 1 كم2 وينساب إلى البحر العربي, وهذه الينابيع تستخدم من السكان المحليين ومن خارج المنطقة للاستحمام والعلاج من بعض الأمراض كما يعتقد الناس خاصة الأمراض الجلدية.

الخصائص الكيميائية لعين ( الصيق )المقياس المعياري (ملجم / لتر )
درجة حرارة مياهه توصيله الكهربائي درجة الحموضة PH الأملاح الذائبة
46,5درجة مئوية 2464 6,42 _

الموقع : عبارة عن أرض مخططة بيضاء , ويتوسط الموقع قناة ري عميقة مرصوفة بالأحجار الغرض منها نقل المياه المعدنية العلاجية الحارة إلى مسافات متباعدة لري المزارع والأشجار ويحيط بالموقع أشجار النخيل بكثافة وممايزيد من أهمية محيط الموقع من شاطئ شرمة , وهو من الأماكن التي يأتي إليها سكان بعض مناطق المحافظة لقضاء إجازة الأسبوع , ولكنها تفتقر لأبسط المقومات , ويمكن استغلالها سياحياً من خلال إقامة  أماكن للإقامة واستراحات وأدراج هذا الموقع ضمن البرامج السياحية لهواة سياحة الاستجمام والترفيه .

 

4:  عيون تبالة

توجد في منطقة تبالة إلى الشمال من مدينة الشحر على بعد حوالي 6 كم تقريباً ويقع هذا الحمام على ارتفاع ( 112,5متر فوق سطح البحر ) , وقوة التدفق (3,38 ل / ث) ,ويعتبر هذا الحمام نقي شفاف لا لون له ولا رائحة , ومياه هذه العيون حارة تحتوي على كلوريد سلفات الكبريت , وعنصري الكالسيوم والصوديوم ومعدن الفلور , وكذلك حامض الميتابور واليود ( الأيودين ) والبرومين , مياه هذه العين نقية لا يوجد فيها تلوث .

الخصائص الكيميائية لعين ( تبالة )المقياس المعياري (ملجم / لتر )
درجة حرارة مياهه توصيله الكهربائي درجة الحموضة PH الأملاح الذائبة
64 درجة مئوية _ 7,08 1,510

5: عين ثوبان : تقع في منطقة ثوبان بالقرب من منطقة صويبر إلى الشرق من مدينة الشحر على بعد حوالي 48 كم , وهي عبارة عن نبع مائي من منطقة صخرية على عمق حوالي ( 5متر ) يتم النزل إليها عبر درج يتم الاستحمام في نفس المكان النبع.

6: عين الحومة : يطلق عليها ( حومة الدولة ) وهي أكبر الحوم الموجودة والتي يبلغ عددها أربع حوم في منطقة القارة إلى الشمال من مدينة غيل باوزير بمسافة 5 كم تقريباً , وهي عبارة عن حوض مائي طبيعي دائري الشكل تقريباً يبلغ قطرها حوالي ( 40 متراً) تنبع المياه من قعرها على عمق 12 متر تقريباً , وقد نحتت فيها قناتان لإيصال المياه إلى الأراضي الزراعية الشاسعة المجاورة لها , ليصل عرض القناة الواحدة بضعة أقدام , طول القناة حوالى ( 5كم ) وطول القناة الثانية ( 2كم ) يعتبر شق القناتين في تلك الأراضي الصخرية جهداً إنسانياً عظيماً مثله مثل إنشاء السدود والقنوات والصهاريج المياه التاريخية التي أبدع في صنعها الإنسان اليمني في مناطق متفرقة من اليمن , ويمكن الاستفادة من هذا الموقع سياحياً من خلال تجهيزه بخدمات حديثة وتنفيذ دراسات علمية للموقع وإدراجه ضمن برامج المجموعات السياحية الوافدة إلى المحافظة.

وهناك ينابيع حارة منتشرة في محافظة حضرموت ومنها: التجار, حسن , عوض, الدنيا , صنعاء , العسال وغيرها… إلخ ) وهذه الحمامات أثبتت نتائج الدراسات الدولية والمحلية التي قامت بدراستها وتحليل مياهها , صلاحيتها للاستخدام العلاجي الطبيعي بالاغتسال, بالإضافة إلى توفر مناطق حمامات الرمل والأعشاب الطبية.

قناة ينبوع الصيق حضرموت
قناة ينبوع الصيق حضرموت

بإمكاننا ان نستخدم مياه الينابيع في اغراض العلاج من بعض الأمراض الجلدية والروماتيزمية والزكام المزمن والجيوب الأنفية وغيرها , ومن المعتاد أن تستغل مياه هذه الينابيع عن طريق الاستحمام أو استنشاق الأبخرة المنبعثة مع الماء أو عن طريق الشرب في حالة احتوائها على عناصر مفيدة لجسم الإنسان وبنسب غير ضارة , حيث يؤمها الكثير من الناس هذه المواقع العلاجية الطبيعية يومياً على مدار العام للاستشفاء من الأمراض من داخل اليمن ومن دول الجوار , ولكنها تستغل بطرق تقليدية عشوائية مع عدم توفر أي وسائل خدمية طبية حديثة , وكذا ضعف خدمات البنية التحتية والتسهيلات السياحية , لذلك فهي بحاجة إلى دراسات جدوى اقتصادية لاستثمارها من خلال تسويقها سياحياً وإقامة منتجعات الاستجمام ومراكز سياحية علاجية ,فضلاً عن ذلك وضع خطط إعلامية وإعلانية تعمل على توعية المجتمع المحلي بأهمية السياحة العلاجية والمحافظة على تلك المواقع من التلوث , كون النظافة غائبة في تلك المواقع مما يضعف المردود النفعي على الفرد والدولة , وبالتالي فأن تلك الموارد الطبيعية تحتاج إلى اهتمام من المجالس المحلية ومكتب السياحة بمحافظة حضرموت بتنمية وتطوير هذه المواقع والحفاظ عليها وادراجها ضمن الخطط العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والخطط السياحية, كما أنها تحتاج إلى إعداد وتجهيز كوادر فنية وإدارية و طبية متخصصة  في العلاج الطبيعي .

من خلال ما ذكر سابقاً نجد أن محافظة حضرموت تتمتع بمقومات طبيعية  و بإمكانات سياحية تؤهلها لإقامة مشاريع سياحية علاجية وبيئية فيها , وتعتبر فرص استثمارية في مجال السياحة العلاجية, بالإضافة يمكننا الاستفادة منها في توليد الطاقة الكهربائية من خلال استغلال الطاقة الحرارية الموجودة في المياه الحارة بالاعتماد على الطرق العلمية المدروسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى