الركراكي يصلح إفساد خليلوزيتش ويقود المغرب للمجد

معين برس- كووورة – عمرو عزام:

قيل قديمًا أن زمن المعجزات قد ولى، ولكن رغم ذلك فإن معجزات كرة القدم تتوالى وتستمر، وما يجعلها أكثر إثارة حينما تتحقق عبر سيناريوهات درامية لا يمكن أن تتصورها العقول.

وعبر الخطط البديلة، لطالما تحققت بطولات وإنجازات مدهشة وغير متوقعة، حينما يفكر من حققها أو كان جزءًا منها، قد يقول لنفسه متعجبًا “ربما لم تكن تحدث هذه المعجزات من خلال الخطط الأساسية”.. لذلك تركت لنا “الخطة ب” دائما القصص والنوادر ليحكيها ويتحاكى بها عشاق الساحرة المستديرة.

ومن أجمل وأغرب قصص المستطيل الأخضر، التي تحققت عبر خطة بديلة، كانت رحلة المنتخب المغربي الاستثنائية خلال كأس العالم 2022 في قطر، والتي انتهت بحصول أسود الأطلس على المركز الرابع، في إنجاز عربي وأفريقي غير مسبوق.

وقدم الأسود في هذه البطولة أداءً استثنائيا تحت قيادة مدربهم الوطني وليد الركراكي، الذي تولى المسؤولية قبل قرابة 100 يوم فقط على انطلاق المونديال، عقب إقالة المدير الفني السابق وحيد خليلوزيتش.

بداية الحلم

وكان المدرب البوسني قد واجه انتقادات واسعة منذ كأس الأمم الأفريقية، التي سبقت كأس العالم، وودع الأسود منافساتها من دور الثمانية إثر الخسارة من المنتخب المصري.

وزاد الغضب الجماهيري وارتفع صوت الشارع الرياضي في المغرب، بشأن طريقة خليلوزيتش في إدارة الفريق، واختياراته الفنية وتعامله مع اللاعبين، كما شهدت الفترة الأخيرة تصاعد الخلاف بينه وبين رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع.

وخرج قائد المنتخب رومان سايس، وانتقد علانية الفلسفة التي يدير بها المدرب البوسني الأسود. فكانت كلها إشارات على قرب انتهاء العلاقة بين وحيد والفريق.

قائد الإنجاز

بالفعل أعلن الاتحاد المغربي، قبل نحو 100 يوم من انطلاق مونديال قطر، إقالة خليلوزيتش، بعد 3 سنوات قضاها على رأس القيادة الفنية لمنتخب أسود الأطلس.

وصرح لقجع عقب الإقالة: “كان من الضروري أن نوضح له أن اليأس قد تسرب إلى المغاربة بسبب فلسفته، وإقالته جاءت بسبب ميله إلى استبعاد لاعبين بارزين، ومهمين من قائمة المنتخب”.

وقرر بعدها الاتحاد تعيين وليد الركراكي، المدرب السابق للوداد، والذي قاد الفريق المغربي لتحقيق لقب دوري أبطال أفريقيا على حساب الأهلي المصري.

بداية الإنجاز

على الفور، بدأ الركراكي المهمة بإعادة نجوم المنتخب المغربي الذين كانوا على خلاف كبير مع المدرب السابق وحيد خليلوزيتش، وعلى رأسهم بالتأكيد النجم حكيم زياش، الذي كان قد أعلن أنه لن يلعب دوليا لأسود الأطلس طوال فترة تواجد البوسني في الإدارة الفنية.

ووصل الفريق إلى أعلى قدر من الجاهزية خلال 90 يوما تقريبا، ليبدأ مشواره التاريخي في الدوحة.

واستهل منتخب المغرب مشواره في كأس العالم بالتعادل سلبيًا مع كرواتيا، ثم الفوز على بلجيكا بهدفين نظيفين، والفوز على كندا بهدفين مقابل هدف ليتصدر مجموعته برصيد 7 نقاط.

وحقق إنجازا كبيرا بالفوز على إسبانيا في دور الـ16 بركلات الترجيح بنتيجة 3/0، وذلك بعد انتهاء المباراة والأشواط الإضافية بالتعادل السلبي، وفي ربع النهائي فاز على البرتغال بهدف نظيف، قبل أن يخسر في نصف النهائي من فرنسا بهدفين نظيفين، ويلعب على المركزين الثالث والرابع أمام كرواتيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى