في #الحديدة | دقت طبول الحرب ولاح في الأفق عودة الحسم العسكري
معين برس | الحديدة
على الرغم الرغبة من المساعي الحثيثة لانجاح اتاق السويد, الا انها تتراجع آمال السلام , وبرزت بقوة القناعة بحتمية الحلّ العسكري لإقفال ملف الصراع الذي طال أمده واشتدت وطأته على اليمنيين، وأشاع حالة من القلق في داخل الإقليم وخارجه.
وخلال الأيام الماضية بدا أن #ميليشيا_الحوثي الانقلابية المدعومة من #ايران, تعمل بشكل كثيف وممنهج على الإجهاز على الاتفاق، ما جعل دوائر سياسية يمنية تتحدّث عن تلقيهم أوامر من إيران للتصعيد على أكثر من جبهة.
وكثيرا ما يربط مراقبون تحرّكات الحوثيين في اليمن بالسياسة الإيرانية وأجندة طهران في المنطقة، والتي تقوم على فتح بؤر للتوتر والحفاظ على اشتعالها.
وفتُر التحرّك الأممي لتنفيذ اتفاق السويد، وبدا أن مارتن غريفيث قد وصل إلى نهاية الطريق في محاولاته إقناع المتمرّدين الحوثيين بتنفيذ بنود الاتفاق.
ونعى مصدر في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا اتفاق السويد. وقال ماجد فضائل وكيل وزارة حقوق الإنسان في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي عن الاتفاق “يمكن القول إنه أصبح ميتا بسبب تعنت ميليشيا الحوثي”.
وجاء ذلك بينما أعاد الحوثيون نشر مقاتليهم في المرتفعات شرق مديرية حيس وفي مناطق التماس بمديريات التحيتا والدريهمي وبعض أجزاء من مديرية بيت الفقيه. وزرعوا كميات كبيرة من الألغام والمتفجرات في الطرقات والمزارع.
وقال مأمون المهجمي المتحدث باسم ألوية العمالقة التابعة للجيش اليمني في جبهة الساحل الغربي إن “الميليشيا استغلت الهدنة وتوقّف طائرات تحالف دعم الشرعية عن استهدافها، فاستقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مواقعها في مناطق جنوب الحديدة، حيث حشدت أعدادا كبيرة من المقاتلين والدبابات والأسلحة الثقيلة.
ومن جهته أعلن تحالف دعم الشرعية اليمنية في وقت سابق عن رصده للعشرات من الخروقات لوقف إطلاق النار بالحديدة قام بها الحوثييون تشمل الرماية بمختلف الأسلحة وبقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الثلاثاء، إن الميليشيا الحوثية استهدفت الفريق الحكومي بلجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة بعدة صواريخ كاتيوشا أثناء اجتماع اللجنة بالقادة الميدانيين لغرض الاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار بناء على الاتفاق بين المبعوث الخاص لليمن والحكومة.
وأكد الإرياني في سلسلة تغريدات على تويتر أن الميليشيا تواصل انتهاكها لاتفاق السويد وتحاول التنصل من تنفيذ الاتفاق وتبذل جهودها لإفشاله، مشيرا إلى أن خروقاتها لوقف إطلاق النار في الحديدة بلغت41 خرقا خلال 24 ساعة، وسط صمت من المبعوث الدولي وفريق الرقابة.
ونبّه ماجد فضائل، امس الثلاثاء، إلى أن هناك التفافا واضحا ومستمرا على كل الاتفاقات الدولية “من قبل ميليشيا الحوثي وآخرها اتفاق ستوكهولم”.
وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية في تصريحات صحافية “رفضت ميليشيا الحوثي تنفيذ اتفاق الأسرى والمعتقلين وإطلاق سراح الكل مقابل الكلّ، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تبادلهم في المرحلة السابقة بواقع 2500 معتقل وأسير من الطرفين ومنهم الأربعة المشمولين في قرار مجلس الأمن”.
وأضاف فضائل أن “ميليشيا الحوثي رفضت تنفيذ الاتفاق وأرادت تجزئته والإبقاء على المعتقلين كورقة ابتزاز مستمرة
وبشأن اتفاق #الحديدة قال فضائل “على الرغم من موافقة الحكومة على الانسحاب المرحلي من ميناءي رأس عيسى والصليف، وكان هذا مطلب الميليشيا، إلاّ أنّ الأخيرة عادت ورفضت تماما الانسحاب وبأي شكل كان وهذا هدد الاتفاق برمته”.
واعتبر فضائل أن الحوثيين “يتغذون على الفوضى وغياب الدولة، ولديهم استراتيجية إيرانية تفاوضية يسيرون وفقها باستشارة إيران. وهي استراتيجية رفْض كل ما يعزز وجود الدولة ويدعم سلطة الحكومة وشرعيتها، وعليه سنجدهم يلتفون على كل خطوة نحو الأمام ويفشلون كل مساعي المبعوث الأممي وغيره نحو السلام”.
وقال “ارتكبت ميليشيا الحوثي انتهاكات خطرة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية سواء أثناء حصارها قرى وعزل حجور الذي استمر أكثر من 45 يوما أو بعد اجتياح أغلب المناطق وممارستها انتقاما وتصفية لأهلها في انتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان أو القانون الدولي الإنساني”.
ولفت إلى أن مسلحي الحوثي “شنوا هجمات عشوائية عنيفة على المدارس والمنازل ومزارع المواطنين، واستخدموا كل أنواع الأسلحة الثقيلة”.
وأضاف فضائل “بلغت الإحصائيات الأولية للضحايا بسبب قصف الميليشيات وحصارها لمناطق حجور إلى 61 حالة قتل بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء في حين بلغت الإصابات 217 حالة بينهم ستة طفل و14 امرأة”.
وأفاد بأنه قد تم توثيق حالات تهجير قسري لـ28 قرية بشكل كامل، كما تسبب القصف في موجة نزوح كبيرة خصوصا مناطق كشر وقراها حيث بلغ عدد النازحين 4268 أسرة، لجأ عدد منهم إلى المدارس بينما العدد الأكبر نزح إلى القرى المجاورة.