المنظمات.. تجارة رأس مالها (جياع) #اليمن
معين برس – تقرير
أصبح الوضع الإنساني المفزع في اليمن, أسرع الطرق ربحية لدى المنظمات الإنسانية والإغاثية, حتى صارت تعزف على وتر جياع اليمن معزوفاتها الإنسانية, في الوقت الذي ظاهر معزوفاتها رحمة, وباطنها إتجار وإبتزاز..
أربع سنوات, والمنظمات العالمية تتغنى بجياع, وأطفال وكوارث اليمن, لدرجة انها التهمت عشرات مليارات الدولارات من عدد من دول العالم, في صدارتها دول الخليج, وتحديدا #الإمارات و #السعودية , تحت مسمى مساعدات ومعونات.. إلا ان تلك المليارات تتبخر تحت حرارة طمع المنظمات التي تستنزف أكثر من 50% من المنح المقدمة عبرها كمرتبات لموظفيها, بينما تبقى نسبة كبيرة من الـ50% المتبقية ضحية الباسطين نفوذهم في البلاد.
لعل فساد برنامج الاغذية العالمي ممثلا بصمتها عن ردع الميليشيا الحوثية حيال ما اقترفت من نهب للمساعدات, خير شاهد, بينما الجائع اليمني الذي تتاجر وتتسول بإسمه لا يحصل إلا على الفتات..
موسمية وسنوية
الأمر ليس تهجما, أو ذات عدوانية, بل واقعية وفي صلب الموضوع, وحتى لا نخرج عن الموضوع, دعونا نناقش حجم ونوع المساعدة المقدمة للمواطن اليمني, فبينما تقدم احدى المنظمات معونة غذائية تتمثل بـ” 5 كيلو أرز درجة عاشرة, و2 كيلو سكر, لتر ونصف زيت, 5 كيلو دقيق, 5 علب فاصوليا, 5 علب بازيليا, 4 باكت مكرونة, 5 علب تونا, 2 كيلو حليب” بقيمة إجمالية تبلغ 30 دولار امريكي, تجد منظمة اخرى تقدم مواد إيوائية عبارة عن ” سطل للمياه – 4 فرشات – اربع بطانيات – صحن – ملاعق – شوك – اقلاص بلاستيكية” بقيمة لا تتجاوز 100 دولار.
الفارق بين هذا وذاك ان المعونة الأولى موسمية لا يحصل عليها المواطن إلا كل ثلاثة أو أربعة اشهر, أمّا الاخرى فسنوية.
التاجر الأكبر
المعاناة في اليمن لا حدود لها, إلا انها تتحول من معاناة إلى سلعة إتجار لدى غالبية المنظمات, حينما تتهرب من وضع أصبعها في عين المجرم, لتقول له أخطأت, بدلا من العويل بهدف إبتزاز هذا أو ذاك, لمصلحة تخصها لا أكثر, خصوصا وانه معروف ان أغلب المساعدات أصبحت لا تقدم إلا عبر تخصص تلك المنظمات, والتي أغلبها تابعة للأمم المتحدة, التاجر الأكبر في جياع اليمن.
شفافية وغموض
منظمة الصحة العالمية، إحدى المنظمات التي يكتنف شفافية حديثها الغموض, أكدت الخميس 16 يناير 2019م، إن 24.4 مليون يمني (من أصل نحو 28 مليونا)، بحاجة إلى المساعدة الإنسانية.
وأوضحت المنظمة، في تغريدة نشرتها على حساب مكتبها في اليمن بـ”تويتر”، أن “البلاد تشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، في حين يزداد الوضع صعوبة عاما بعد آخر”.
وأضافت المنظمة الأممية أنه “مع نهاية 2018، وبزيادة 10% عن العام السابق، يعيش 24.4 مليون يمني، أي 80 % من إجمالي عدد السكان، في ظل الحاجة للمساعدة الإنسانية”.
ما الجديد?!
ما الجديد الذي جاء به هذا التصريح?!, هل هي نسبة الزيادة 10% .. أم ماذا?
لعلنا جميعا تابعنا تصريحات لعدد من المنظمات قبل عام ونصف وليس الآن, وهي تتحدث عن شهود اليمن أسوأ مجاعة على مستوى العالم, وان عدد المحتاجين لمساعدات إنسانية يزيد عددهم عن 22 مليون نسمة, ناهيك عن إنقطاع مرتبات الموظفين لما يزيد عن عام..?”
ماذا يعني لنا كيمنيين العزف على وتر الجوع دون سد رمق الجوع?
ماذا يعني لنا ان تنعق هذه المنظمة او تلك بإسم احتياج الشعب اليمني إلى مساعدات, في الوقت الذي تمتص أكثر منه, وتضع النصف الآخر على طاولة الجلاد ليبيعها في السوق, بينما الضحية ينام على أنين الجوع, ويصحو على نواح أم أفزعها إختطاف الموت إحدى فراخها الجائعة?!
قتلة وسفاحين
كم هو العالم قبيح حين يصمت دهرا, ثم ينطق كفرا بتصريح ” ميليشيا الحوثي لم توزع المساعدات على المستهدفين.. ميليشيا الحوثي سبب احراق مخازن القمح في الحديدة… الخ”..
ألم نقل لك أيها المتاجر بجوع أبناء شعبي ان ميليشيا الحوثي عبارة عن طاعون قادم من عصور الإمامة البائدة والمستبدة, وأنت تقول يجب ان يتم حوارها ند لند.. ?!
كيف يتم حوار القتلة والسفاحين, ومغتصبي الحقوق?
أكــبر أزمــة
لنعود إلى منظمة الصحة العالمية ونتابع ما تبقى من تصريحها لعل ضميرها يصحو وتكشف اسباب هذه الجرائم الإنسانية..
“وأكدت المنظمة ذاتها يوم الأحد المنصرم أن الملايين من أطفال اليمن، يعيشون تحت وطأة أكبر أزمة إنسانية على الإطلاق.”
وأشارت إلى أن 45% من المرافق الصحية في البلاد، خارجة عن الخدمة، وأن 16.6 مليون شخص، يفتقرون إلى خدمات المياه والصرف الصحي”.
بعد عام لا جديد
ألم أقل لكم انها لم تأت بجديد من عام ونصف?!
أو لم يكن لديها معرفة ان هناك آلاف اليمنيين لحقو حتفهم بسبب تفشي وباء الكوليراء الذي تسببت به تكدس القمائم في معظم شوارع المدن التي تقع تحت سيطرة حكم الميليشيا, تتصدرها العاصمة المحتلة صنعاء? “, والتي بسببها أطلقت وزارة الصحة في حكومة الميليشيا نداء إستغاثة..
ألم تقرأ إحصائيات موتى مجاعة الحديدة, وسوء التغذية في أزارق الضالع, وتعز, ولحج, وعدن..?!
ألم تسمع وتشاهد عن أبناء القرى بشمال صنعاء, الذين أصبحوا يعيشوا على أكل أوراق الشجر, بمشاهد تعيدنا للوراء عشرات القرون.
جـوع ومــرض
هل أصيبت أذن العالم بالصمم, حتى أصبحت لا تسمع أصوات الجياع, والمرضى, وغيرهم? ”
هل فقأ الحوثي عينيها حتى أصبحت غير قادرة على مشاهدة تفجير المنازل والمستشفيات والمؤسسات الحكومية وغيرها?!
ألم تسمع دوي إنفجارات الألغام التي زرعتها الميليشيا في كل شبر من البلاد?
الشعب اليمني شعب عزيز, كريم, قد يجبره الجوع ان يمد يده, لكنه لن يمدها طويلا, ولن يقبل بالذل والحكم بالسوط والقيد أطول من ذلك, وهو ما يجب ان تتنبه له الدول والمنظمات الراعية للسلام, حتى لا تنصدم حين يخرج الوضع عن السيطرة وتتفجر ثورة شعبية لا يستطيع ان يفاوضها مارتن غريفث, او يشرف على تسليمها كامرت, ويصبح اليمن فعلا خطرا محليا ودوليا وإقليميا.
* المصدر : صحيفة ميديا سنتر العدد (13)