هل تم تصوير نسوة قيادات مؤتمرية لإبتزاز أسرهن?! .. (قراءة وتفاصيل من واقع الهاشميين)
معين برس – قراءة خاصة
في التاريخ اليمني, ماض وحاضر, وفي مجتمع قبلي كاليمن, يعتبر إعتداء الرجل على المرأة, أو إعتقالها عيبا أسودا.
كما ان التاريخ اليمني لم يشهد حملة مداهمات للمنازل والمتنفسات العامة, وإعتقالات للنساء , مهما كانت التهم, أو الأدلة دامغة, بنفس الصورة التي ظهرت فيها ميليشيا الحوثي التي تدعي إنحدارها إلى الهاشمية, بالرغم من ان الهاشمية ان كانت بهذا القبح والسقوط فهي لا تعني أي مجتمع, ولا يعني أيضا ان الهاشمية ديانة لتعتنقها الشعوب بقدر ما هي سلالة يتأطر إحترامها بقدر ما تحترم الآخرين, لا اكثر.
في العام 2011م, شهدت عدد من البلدان العربية بينها اليمن, أحداث ما يسمى بثورات “الربيع العربي” , وكانت المرأة حاضرة وبقوة في مقدمة الصفوف القيادية لتحريك الشارع اليمني, ومن ابرز تلك النسوة, القيادية في حزب التجمع اليمني للاصلاح والحاصلة على جائزة نوبل للسلام, توكل كرمان, ومع ذلك لم يقم النظام حينها بإعتقالها, أو غيرها, بنفس صورة اليوم.
في العام 2011م, وخلال اعتصامات ومسيرات ما اطلق عليها ثورة الشباب المطالبة باسقاط النظام الذي كان يتربع عرشه الرئيس اليمني الاسبق رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام #علي_عبدالله_صالح – الذي قتل على ايدي الحوثي على في 2 ديسمبر 2017م, بعد دعوته لانتفاضه ضدهم- كانت اعتقالات النساء حالات شاذه ونادرة , ان حصلت, تحصل في لحظة مسيرة معينة, وسرعان ما يتم الافراج عنهن في اقل من 24 ساعة, باعتبار ذلك عيبا قانونيا وقبليا, حتى انه حين استشهدت آنذاك فتاة بتعز , لقي ذلك استهجانا واسعا.
عجز معيب
اليوم تقوم دعاة “المسيرة القرانية” التي يتزعمها عبدالملك الحوثي, بحملة مداهمات للمنازل والمتنفسات العامة وامام بوابات الجامعات, واعتقالات بالجملة للفتيات والنساء, وردعا للاصوات المدينة والمستنكرة لتلك الاعمال المنبوذه, تصدر جماعة الحوثي الانقلابية تهم فسق ودعاره بحقهن, ما يجعل اهاليهن في حالة عجز معيب عن المتابعة أو الإستعانة بوسطاء, ومن ثم تبدأ “الجماعة” بتقديم قائمة شروط مالية, مضافا لذلك الامضاء والابهام على التزام بعدم التكرار, أو ممارسة اي نشاط سياسي أو حقوقي.
الغريق يتعلق بقشة, والهارب من وصمة العار يقبل بدون ادنى مساومة أي شيء, رغم ايمانه بأن جميع تلك التهم عارية من الصحة, وبهذا تكون الجماعة قد حققت انتصارين, الاول يتضمن إبتزاز الاهالي ماليا وردعهم من أية محاولات ثورية خصوصا وسبق ان قادت النساء ثوة الجياع في قلب صنعاء في السادس من اكتوبر 2018م, وثانيا, إخراس كل من يعارض سياستهم أو يسعى للمطالبة بحقوقه خصوصا بعد تعالي عدد من الأصوات بصرف المرتبات التي مضى على إيقافها أكثر من عامين, وإستعادة الدولة من يد الإنقلاب الحوثي, وغيره.
الأمر لا يتوفف هنا, بل سعت الجماعة إلى ابعد من ذلك في مراحل عدة, وما خطوة الاعتقالات الجماعية والسجون النسوية الخادشة لحياء الانظمة التي نشات مؤخرا بصنعاء الا لاستهاف شريحة العوام, والعوام جدا, أمّا شريحة سياسية معينة فقد قامت الجماعة بإستخدام طرق أكثر خطرا, وهي طرق تصوير نساء معارضيهم أو قريباتهم, في حفلات زفاف, وجلسات وغيرها, وإستخدام ذلك واحدة من أوراق الضغط على شريحة السياسيين والناشطين من الدرجة الأولى والرفيعة, وهو ما كشفته قيادية مؤتمرية كبيرة مازالت متواجدة في صنعاء.
الضحية مؤتمري
وتقول الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام, الاستاذة فائقة السيد, في تغريده لها على شبكة #تويتر : ” #الحوثيون بارعون في هتك الأعراض وخصوصاً إذا كان الضحية مٶتمري من العيار الثقيل وتعتبر سياسة لي الذراع من أقبح وساٸلهم للابتزاز والتشهير”.
السيد تضيف: “يدفعون بنسائهم إلى صالات الأعراس ليتم تصوير نساء معارضيهم على غفلة منهن ومن ثم يبدءون مسلسل الابتزاز السياسيّ فإن لم تكن معنا فأنت ضدنا”.
هذه الجرأة التي ظهرت بها السيد, من العاصمة صنعاء, تؤكد حجم الخطر الكبير الذي أصبح يحدّق بالمرأة اليمنية المناهضة لسياسة الميليشيا بصورة عامة, والمرأة المؤتمرية بشكل خاص, خصوصا وقد سبق ان كانت أول النساء اللاتي تعرضن للضرب والإعتقال من جماعة الحوثي في احدى الوقفات التي دعت لها نساء المؤتمر أمام منزل رئيس حزب المؤتمر, الرئيس اليمني الاسبق, الشهيد على عبدالله صالح. بينما رجالاته الذين ما زالوا بالعاصمة صنعاء مرتمون بين احضان الجماعة.
إعتقال وتشهير
خنوع رجال المؤتمر, وبعد تفجير الاستاذة السيد لهذه القنبلة الإعلامية يجعلنا نضع اكثر من خط, تحت كلمة صمت قيادات مؤتمر صنعاء, حيال ما تتعرض له النساء من اعتقال وتعذيب, وتلفيق تهم ممارسة الدعارة وغيره, كقمع للحزب والقبيلة وكل من يعارض الجماعة, خصوصا وقيادات المؤتمر تضم عدد من كبار الشخصيات القبلية والسياسية في اليمن امثال الشيخ والسياسي فيصل أمين أبو راس- رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام “فرع صنعاء”- والشيخ اللواء يحيى الراعي – رئيس مجلس النواب.
ولعل إعتقال المرأة فقط, بطرق مخلة للاداب إما عن طريق الهجوم على متنفسات وكافيهات عائلية, أو من أمام الاسواق التجارية, والجامعات, وغيره, يعتبر في عرف القبيلة اليمنية “عيبا أسودا”, فما بالك حين يصاحب الاعتفال التشهير بها تلفيق تهم إباحية, وإبتزاز, وتعذيب حتى الموت, كما حصل لعدة حالات كان آخرها امرأة تدعى “عاتكة”, من منطقة بني مطر, غرب العاصمة صنعاء – حسب ما نشره الاعلامي وعضو اللجنة الدائمة بحزب المؤتمر الشعبي العام عبدالكريم المدي.
مشاهد مخلة بالآداب
بعض المحللون والمراقبون للوضع يعتقدون انه ليس من المستبعد نهائيا ان تكون جماعة الحوثي, قد قامت بتوثيق مشاهد مخلة بالآداب لنساء تضم كبار قيادات المؤتمر أمثال أبو راس والراعي, وغيرهم, وخلال فترة المداهمات الكبيرة التي شنتها على منازل قيادات واعضاء بحزب المؤتمر وحلفاؤهم ومناصري الرئيس السابق علي صالح, بعد إستشهاد “صالح” في الثاني من ديسمبر, برصاص الحوثيون, وأدا للإنتفاضة الشعبية التي دعا لها والتي اسفر عنها سقوط نصف العاصمة صنعاء, ومحافظات ” حجة – ريمه – المحويت” وغيرها, في أقل من 6 ساعات, نتيجة الغليان الشعبي ضد الجماعة الحوثية. بيننا هناك جانب من المحللون يستبعدون ذلك, وعزوا أحد الاسباب إلى هشاشة في (الشرعية – قبائل الطوق), وعدم قدرة تلك القيادات على الوثوق بأي منهما.
طرف ثالث يجد الأمر أبعد من ذلك, ويرى ان كبار قيادات المؤتمر أصبحت متهالكة مجتمعيا وإقتصاديا, نتيجة السنوات الثلاث العجاف, لإستبعادها عن مركز الحكم في اليمن, منذ العام 2011م, وهذان العاملان شكلا تراجع كبير لتلك القيادات التي أصبحت صورية, وحدود جغرافيتها محدودة, لافتا إلى عامل آخر أكثر حساسية وهو تفريخ قيادات المؤتمر إلى ثلاث “سلل” هي “صنعاء – الرياض – القاهرة”. مؤكدا ان التنسيق الدقيق مفقود تماما, لان الطمع على تربع عرش رئاسة الحزب أصبح كبيرا بعد مقتل صالح, حتى ان الذين كانوا يداهنوا الرجل على تصعيد نجله أو أحد اقاربه إلى رئاسة الحزب, ذابت فكرتهم أمام العوز المادي الذي تسببت به حرب اربعة اعوام, سبقتها ازمة ثلاث سنوات.
إذا.. أي انتفاضة يعزي عليها تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية, لتحرير صنعاء وباقي المدن الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي?! .. فبعد كان هو الآخر حزب التجمع اليمني للإصلاح ” الأخوان المسلمون فرع اليمن”, حاصد المركز الأول بميدالية ذهبية في اختراق ضاحية الفرار من المواجهة – بقيادة زعيم الجناح العسكري للتنظيم , الجنرال علي محسن, نائب رئيس جمهورية البلاد حاليا-, ظهر التنظيم والقيادات العسكرية المحسوبة عليه أكثر فشلا في المناطق التي قاتلوا فيها سواء في تعز أو نهم أو غيرها.
نشاط إستخباراتي
تقول احدى الناشطات, هناك نشاط إستخباراتي كبير للميليشيا الحوثية في الوسط النسوي, في الحارات والمدارس والجامعات, والحدائق العامة وصالات الاعراس, وفي كل مكان, وكل من تنتقد سياسة الميليشيا تصبح عرضة للإعتقال عاجلا أم آجلا, ولذلك تقوم الجماعة بتلفيق تهم للمعتقلات وفق مكان وزمان الاعتقال, تتنوع التهم بين “دعارة – رصد آحداثيات “للعدوان”- تخابر – نشاط سياسي- تحريض – …الخ”.
هذا ما زاد من مخاوف النساء بالعاصمة صنعاء, وأسهم في إقلال فرص انفجار الغليان الشعبي الذي معول عليه ان يشكّل جناحا هاما في معركة تحرير صنعاء, لتبقى المهمة حصرية على عاتق التخالف العربي الداعم للشرعية بقيادة السعودية, والحكومة الشرعية اليمنية, خصوصا في ظل الجنوح الدولي نحو الجماعة بهدف إطالة الحرب والاستفادة أكثر من مخرجاتها.