الإمارات والسعودية وغيرها تقدم مليارات الدولارات لإغاثة اليمن في 2018.. ماذا قدمت إيران؟.. تقرير
تقرير : معين الصيادي – معين برس
حرب طاحنة تسببت بها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران منذ إنقلابها على الشرعية في اليمن في العام 2014م, وإشعالها فتيل الحرب على الشعب والجيش الرافض لمثل هكذا ممارسات خارجة عن إطار النظام والقانون والدستور اليمني, ما حدى برئيس الجمهورية دعوة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي للتدخل عسكريا, وفي مارس 2015م, أعلنت الرياض وتحت قيادتها, التدخل عبر قوات التحالف العربي عسكريا للتدخل , وإنطلاق عاصفة الحزم, لاستعادة الشرعية, وإيقاف الهمجية الحوثية المسنودة من إيران.
دخلت اليمن في حرب مفتوحة لم تخمد نيرانها حتى اللحظة, سقط خلالها آلاف القتلى والجرحى, صاحبها إيقاف لمرتبات الموظفين وغيره, ليدخل أكثر من 22 مليون يمني مرحلة الحاجة الماسة إلى مساعدات إنسانية, وهو الرقم الذي يعادل 75% من السكان, منهم 8.4 ملايين يعانون من الجوع في أكثر من نصف محافظات البلاد – حسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة مطلع يناير للعام الجاري- اي قبل عام ينقصه بضع ايام فقط.
التقرير الذي كان قد أعده مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للمنظمة الدولية, أشار في حينه إلى ارتفاع أعداد المحتاجين للمساعدات الغذائية بأكثر من 1.5 مليون شخص خلال الأشهر الستة الماضية – اي الستة اشهر للعام الماضي 2017م.
طيش يمثل أصحابه
الوضع الانساني والصحي والتعليمي والامني وغيره الناتج عن طيش الميليشيا الحوثية المدعومة ايرانيا جعل اليمن يشهد “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”, بشهادة منظمات دولية, والطيش الحوثي لا يمثل الشعب اليمني بقدر ما يمثل الجماعة ذاتها, وأي التفاف حولها, ماهو إلا أمر واقع , لدى الشعب وا تبقى من المحافظات التي كان ابرزها تعز, مأرب, عدن, وعدد آخر, بعد ان وضعت الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية, تحت الإقامة الجبرية, واحتلت المعسكرات ومقرات الدولة, ليكون فرار الرئيس من قبضتها الى محافظة عدن جنوبي البلاد اشبه بالإعجوبة, وهو ما ازعج الميليشيا, لأنها وجدت بذلك إجهاض لمشروعها الإنقلابي, حيث سارعت بتحريك مقاتلاتها, بعد ان كانت قد سيطرت على جميع مفاصل الدولة بما فيها الدفاع, وشنت عدة طلعات جوية على القصر الرئاسي بمنطقة المعاشيق بعدن الذي يتواجد فيه الرئيس, وتحريك الجيش الذي تسيطر عليه لمحاولة احكام قبضتها على المحافظة , ليطلب حينها الرئيس هادي من الاشقاء الخليجيين في مقدمتهم الرياض, التدخل عسكريا وانقاذ الشعب اليمني والمنطقة من سرطان هذه الجماعة التي ستجتث كل من يعارضها, وهو ما أكد للرئيس وللعالم وللجيران ان هذه الجماعة مارقة.
مواجهات مسلحة ومجاعة
عودة للوضع الإنساني الذي يمثل مرتكز حديثا, اتسعت رقعت الحرب, وتدخلت قوات التحالف بقيادة السعودية والبدء بإخماد نيران الفتنة الايرانية, إلا ان التضاريس اليمنية الجبلية اسهمت بإطالة مدة الحرب, ومعها زادت المعاناة, ودقت نواقيس المجاعة في الحديدة بدرجة اولى وعدن ثانيا, وهكذا بذأ سرطان الجوع يستشري في اليمن, وظهرت الأمراض والأوبئة, فحصد وباء الكوليرا ارواح المئات, واكتضت المعتقلات بأصوات كل من يقول للميليشيا “يجب ان توقفي فتنتك”, أكبرهم وزراء وقادات عسكريين واصغرهم ناشطون.
كان هناك انزالات جوية تحوي مساعدات غذائية للأشقاء في دول الخليج, وحجر الزاوية في التحالف المساند للشرعية اليمنية, الا ان ذلك لم يكن كافيا في ظل طول عمر الميليشيا في السيطرة لمعظم الارض والدولة , وقد قالت الأمم المتحدة – يناير من العام الجاري “قبل عام”- ان معظم السكان في ايمن باتوا لا يعرفون من اين سيحصلون على وجبتهم القادمة.
مناطق متضررة
كانت المنظمات العاملة في اليمن شبه مشلولة, اما لعجز في امكاناتها المادية, او لعدم قدرة بعضها على الوصول الى المناطق المتضررة بسبب سيطرة الميليشيا على معظم البلاد, ووقوع الكثير منها في مربع المواجهات المسلحة, هذا بالاضافة إلى تشديد الخناق عليها من قبل الميليشيا والتدخل بسياستها, وكانت لا تستطع الوصول إلا إلى المناطق التي تسمح بها الميليشيا, هو الوضع الذي استمرت عليه حتى اللحظة, فيما يخص التحرك على الأرض التي تحت سيطرتها, بإستثناء بعض المنظمات التي استفادت لاحقا من عملية تحرير عدد من المحافظات جنوب البلاد, واستقرت فيها بصورة ثابتة وبدأت حينها التكثيف من نشاطها والوصول لكل شبر تم تحريرة, والدخول بمرحلة العمل الانساني الشامل, ليس في مجال الاغاثة الغذائية فقط, بل التعليمية والصحية والثقافية وغيرها, وهنا برزت هئية الهلال الأحمر الإماراتي بقوة, وصاحبها مركز الملك سلمان, ليشكلان ثنائيان جسدا حقيقة الانسانية والعروبة وحق الجوار.
الحديث لا يقتصر هنا عن هاتان الجهتان, بل لعبت الكويت أيضا دورا هاما بجوار شقيقاتها, الرياض, وأبوظبي, كلاعبين اساسين على ملعب الإغاثة, مع ان هناك الكثير من المنظمات العربية والدولية, ولكن وللانصاف الدور البارز كان خليجيا بإمتياز, ولعل اعلان الرياض وابو ظبي لشهر المنصرم عن تقديم مساعدات بقيمة 500 مليون دولار لسد الاحتياج الانساني في اليمن خير دليل, بعد ان شاهد الجميع حجم العطاء على الارض لهاتان الجارتان العظيمتان, سواء غذائيا او صحيا او علميا.
أين هي إيران? “
كل ذلك السخاء “السعودي الاماراتي”, صاحبه اعلان دولة الكويت تقديم مساعدات بقيمة 500 ألف دولار في الإجتماع الـ28 الذي عقد امس مكتب تنيسق المساعدات الاغاثية والإنسانية المقدمة من دول مجلس التعاون لليمن. وكأنها تقول “هنا الكويت”, وهو ما أعتاده الشعب اليمني منها, منذ زمن طويل. فأين الدور الايراني الاغاثي المقدم للشعب اليمني الذي لم يشاهد منه سوى باخرة محملة بالمياه وصلت المساه الاقليمية اليمنية قبل اربعة اعوام وانتهى الامر هنا.
هل اكتفت ايرات بدعمها للميليسيا بالخبراء والسلاح في قتل الشعب اليمني معتقدة انها بذلك ستكسب ود الشعب, او ستحجب الحقيقة عن جرائمها بمجرد نشرها تقارير كاذبة على شاشات تلفزتها وصحفها الصفراء عن الاشقاء في الخليج?! قد تنجح لحظيا في مغالطاتها, لكنها لن تطول في زمن التكنولوجيا والرقابة الدولية لكل ما يدور على الارض.
هذا هو الدور الخليجي
تأكيدا للدور الذي تلعبه وتصدرت مشهده السعودية والإمارات بعد حصول الاخيرة على المرتبة الاولى في تنفيذ خطة الاستجابة الانسانية التي اعلنت عنها الامم المتحدة, تصدرت السعودية والامارات والولايات المتحدة قائمة الدول المانحة لخطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن لعام 2018، في حين اقتصرت مساهمات النظام الإيراني في هذا البلد على إرسال الأسلحة لميليشيا الحوثي لتعميق أزمة اليمنيين.
وفي تغريدة على تويتر، قال فريق التواصل بوزارة الخارجية الأميركية “قدمت الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ودول عربية وغربية أخرى مليارات الدولارات لدعم خطة الاستجابة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن. فماذا قدمت إيران سوى الصواريخ والأسلحة والعتاد، التي أطالت أمد الصراع وعرضت الشعب اليمني لأسوأ معاناة انسانية؟”.
وميليشيا الحوثي التي تنفذ أجندة إيران في اليمن القائمة على نشر الفوضى والدمار، عمدت إلى الانقلاب على الشرعية عام 2014، مما أدخل البلاد في دوامة من الحرب وتسبب في كارثة إنسانية.
إحتياج إنساني
وفي حين دأبت إيران على إرسال الأسلحة لميليشياتها لتطيل أمد النزاع وتعمق جراح ومعاناة اليمنيين، كانت دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية تحرص على مد الشعب اليمني بالمساعدات الإنسانية وإقامة المشاريع التنموية.
وكانت الأمم المتحدة ناشدت المجتمع الدولي لتقديم ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار أميركي من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية لعام 2018. ومن المقرر أن تطالب بأربعة مليارات للعام المقبل، لدعم خطة الاستجابة الإنسانية.
وسارعت السعودية والإمارات إلى تلبية النداء الإنسانية كما دأبتا منذ بداية النزاع، حيث أظهر رسم بياني مرفق بتغريدة الخارجية الأميركية أن الدولتين قدمتا نصف المبلغ المطلوب، تليهما الولايات المتحدة والكويت وبريطانيا.
وبحسب رسم بياني، يوضح الدول الداعمة لخطةالاستجابة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة فياليمن، جاءت ألمانيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة واليابان وكندا في المراكز التالية.
وتسلم أموال الدول المانحة لعشرات الوكالات التابعة للأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، والمؤسسات غير الحكومية المحلية.
ومن بين أكبر المنظمات التي تلقت هذه الأموال: برنامج الغذاء العالمي، وصندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، والمفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.