#دمت : معارك تتسع.. نزوح يرتفع .. ومنازل تنهب وتدمّر

معين برس – ميديا سنتر : تقرير

سيطرت قوات الجيش الوطني اليمني في 5 نوفمبر الماضي، على قرى ومواقع عسكرية كانت تسيطر عليها الميليشيا الحوثية الإنقلابية المدعومة من ايران, جنوبي مديرية دمت شمالي محافظة الضالع.

وكانت قوات الجيش الوطني قد حررت عدد من المواقع الإستراتيجية والقرى بينها جبل ناصة الإستراتيجي, جبل الشامي, رمة, العرفاف, نجد القرين, الحقب, والاطراف الجنوبية من بيت اليزيدي, جنوبي دمت.
وانتقلت المواجهات إلى الأطراف الجنوبية لمدينة دمت، مركز المديرية؛ ما دفع بالآلاف من السكان إلى النزوح من مساكنهم إلى مناطق شبه آمنة بعيدًا عن المواجهات، التي تعد الأشرس في اليمن حاليا.

مصرع قيادات ميدانية

عملية الهجمات في محاولة الميليشيا لاستعادة ما حررته قوات الجيش الوطني, كانت ومازالت تندلع بين الفينة والأخرى, بالمقابل تحرك مدروس لقوات الجيش التي وصلتها تعزيزات وإسناد عسكري من الحزام الامني, والشرطة العسكرية, وكتائب متخصصة في الحسم السريع من اللواء 30 مدرع, بالاضافة إلى دعم من معسكر القوات الخاصة.
وعلى خلفية التعزيزات للطرفين تتجدد المواجهات, الا ان الميليشيا كانت تفقد من الارض التي تسيطر عليها, بالاضافة إلى خسائر بشرية من قواتها وقياداتها, حيث قتل قائد الميليشيا في جبهة دمت ومشرفها الامني بمحافظة الضالع القيادي هشام الغرباني في ثالث أيام المواجهة , خلال معركة محاولة إستعادة جبل ناصة وغيره, حيث ارتفعت نسبت الخسائر الحوثية بشريا وعلى الارض لتفقد جبل الحريوه وحمي وغيرها.

إتساع دائرة المعركة

اتسعت دائرة المواجهات وصولا إلى قرى, كولة الزقري والمعرش , والاثلة, وحيد كنة, وغيرها, في الحدود الغربية التي تفصل مديرية دمت بمحافظة الضالع, عن مديرية النادرة بمحافظة إب, في عملية تدميرية تنفذها الميليشيا الحوثية, صاحبها زراعة ألغام جنوب وغرب دمت, وتدمير للمنازل بواسطة القذائف الحوثية, ناهيك عن مصرع عشرات الميليشيا بينهم قيادات ميدانية, وأسر وجرح آخرين.

ألغــام حوثية

واستخدمت الميليشيا الحوثية كل الطرق الإجرامية في إستهداف البشر خلال مواجهتها مع الجيش الوطني, حيث زرعت الألغام على الطرقات والمواقع الجبلية وغيرها.
ونقل شهود عيان ان الألغام التي زرعتها الميليشيا الحوثية جنوب وغرب دمت شكلت خطرا على المدنيين بدرجة اساسية, حيث انفجر لغم دبابة بسيارة المواطن شرقي محمد عبدالرب الصيادي , في قرية نجد القرين جنوبي دمت, اثناء عودته هو وأولاده الى منزلهم.
وأوضحت المصادر ان ضحايا الألغام الحوثية يزداد يوميا سواء في مدينة دمت بمحافظة الضالع او اقي المناطق اليمنية, وهو ما حذرت منه منظمات دولية.

#دمت : معارك تتسع.. نزوح يرتفع .. ومنازل تنهب وتدمّر
#دمت : معارك تتسع.. نزوح يرتفع .. ومنازل تنهب وتدمّر

تصعيد ومشاورات

التصعيد الذي كان قد توقف جزئيا في أغلب جبهات القتال الأخرى في اليمن مثل جبهة الحديدة, جبهة البيضاء, جبهة صعدة, وغيرها، بالتزامن مع جولة مشاروات جديدة بدأت في السويد، الخميس الماضي، بين الحكومة الشرعية والميليشيا، برعاية الأمم المتحدة, لم تشهده جبهة دمت بمحافظة الضالع, بعد ان واصلت الميليشيا الحوثية عملية الحشد والتصعيد واستقدام مقاتلين من محافظات ومديريات, عمران وصعدة, ورداع, والرضمة, وذمار , وشن الهجمات المتتالية, وتوسيع دائرة المعركة وامتدادها الى غرب مدينة دمت.
ويقاتل الحوثيون بشراسة وانتقام في محاولة للإحتفاظ بمحافظات يسيطرون عليها بالقوة، منها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.

11 مدنيا، بينهم 3 نساء

وتعرضت عدد من القرى لقصف كثيف, ومن أكثر القرى تعرضا للقصف هي قرية الحقب، وهي من أكبر قرى مديرية دمت.
ووفق مصادر محلية, نزح سكان القرية بشكل كلي منذ الأيام الأولى للمواجهات، بداية الشهر الماضي، بعدما قتل القصف 11 مدنيا، بينهم 3 نساء.
ويقول لـ” معين برس ” انه للجمعة الخامسة على التوالي، لم تقام صلاة الجمعة في مسجد القرية يوم 7 ديسمبر الجاري.
وحدث هذا للمرة الأولى في عمر القرية البالغ أكثر من 600 سنة، حسب ما قال نازحون لمراسل الأناضول.

أكثر من 1000 نسمة

منظمة “سام” للحقوق والحريات، التي تتخذ من جنيف، كانت قد وثقت نزوح أكثر من ألف نسمة من الحقب، وتدمير 3 منازل من جانب مسلحين الميليشيا، حسب تقرير أصدرته الشهر الماضي.
وحاصرت الميليشيا القرية، ومنعت الجرحى من الوصول إلى مراكز العلاج خارج القرية, مستخدمة إياهم دروعا بشرية بعد ان وجدت زحف مكثف لقوات الجيش الوطني, وتساقط مستمر للمواقع والقرى التي تخت سيطرة الميليشيا.

قنص المدنيين

ويقول شهود عيان ان الميليشيا استهدفت السكان العزل بالقنص؛ ما دفعهم إلى النزوح بشكل جماعي، تاركين بيوتهم وثرواتهم الحيوانية، التي يعتمدون عليها.
ويقول شهود عيان من القرية إن عناصر الميليشيا تمركزت في الجبال الخلفية للقرية وبدأت محاصرتها، وقطع الطريق عنها لعزلها عن مدينة دمت المجاورة، والتي تعد السوق التجارية للمديرية وفيها المستشفى.
وما يزال عدد من أبناء القرية، معتقلين لدى الميليشيا، عقب اقتحام منازلهم، منذ 10 نوفمبر الماضي.

إختطـــــافات

وقالت مصادر محلية، طلبت عدم نشر أسمائها لدواعٍ أمنية، لمراسل الأناضول، إن أهلي المعتقلين لا يعرفون شيئًا عن مصيرهم.
وافاد سكان محليون ان الميليشيا الحوثية اختطفت عشرات المدنيون من ابناء المنطقة واودعتهم سجنوها, حيث لا يعرف مصيرهم حتى اللحظة, ومن بين المعتقلين: محمد علي جراب (65 سنة)، وضاح الفقيه (38 سنة)، وأمين الأشرف (42 سنة)، ومصلح الظاهري (55 سنة)، ومانع الدبيلي (60 سنة)، وشقيقه ناصر (50 سنة).

#دمت : معارك تتسع.. نزوح يرتفع .. ومنازل تنهب وتدمّر
#دمت : معارك تتسع.. نزوح يرتفع .. ومنازل تنهب وتدمّر

نهب المنازل

بدورها، وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، تضم 11 منظمة يمنية غير حكومية، انتهاكات ارتكبها الحوثيون بحق سكان الحقب.
وأفادت بأن الانتهاكات شملت: قصف منازل بقذائف الهاون، وقنص مدنيين في الشوارع وتهجير سكان تحت النيران، ما لم يتح لهم حمل ما يحتاجونه، فضلًا عن اعتقال مواطنين.
ونقلت الشبكة، في بيان صدر الأسبوع الماضي، عن أحد النازحين قوله إن الميليشيا الحوثية كسرت أبواب المنازل، واقتحمتها ونهبت كل ما تحتويه من مال ومقتنيات وذهب وأجهزة إلكترونية.

قصف مدفعي متواصل

لم تتوقف المواجهات عند هذا الحد، إذ اتسعت رقعتها جنوب مدينة دمت، لتشمل عددًا من القرى والمناطق السكنية، وفقًا لمصادر عسكرية في القوات الحكومية وسكان محليين, ومن هذه القرى: بيت اليزيدي، الرباط، خاب، الرحبة، كرش، إضافة إلى قرى جبل كنـّة الأربع، وقريتي المعرش والأثلة.
واستكمل أهالي قرى الرباط و بيت اليزيدي و خاب، خلال الأسبوعين الماضيين، النزوح بشكل كلي، بعدما استهدف القصف العشوائي عددًا من المنازل.
وقبل أيام، بدأ بعض سكان جنوبي مدينة دمت النزوح إلى مناطق بعيدة، عقب تمدد المواجهات شمالا باتجاه المدينة.

مواقع جديدة

وقال سكان في قرية كرش، شرق قرية الحقب، للأناضول، إن القرية أصبحت شبه محاصرة بعد اقتراب المواجهات منها، واستحداث الحوثيون مواقع جديدة في المرتفعات المطلة على القرية.
وأضافوا أن هذا الوضع منع السكان من الحركة، لا سيما بعد إصابة 3 منهم برصاص المسلحين الحوثيين، الذين يتهمون أبناء قرية كرش بالتعاون مع القوات الحكومية.
ومع استمرار المعارك يُضاف يوميًا نازحون جدد إلى 2.3 مليون نازح في اليمن، الذي يواجه نصف سكانه، أي حوالي 14 مليون نسمة، خطر مجاعة وشيكة، في ظل احتياج أكثر من 22 مليون نسمة لمساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى