إتفاق اليمن يدخل حيز التنفيذ ومجلس الأمن يصوت على ذلك الأثنين.. تفاصيل هامة
معين برس : عدن
اتفاق سياسي يكاد يكون مخرجا للحرب اليمنية, إلا ان كواليسها لا يضمن ما يطفوا على سطحها..
قال المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، اليوم الجمعة إن اتفاقات السويد بين فرقاء اليمن “دخلت حيز التنفيذ من تاريخ التوقيع عليها، الخميس 13 ديسمبر الجاري”.
جاء ذلك في إفادة المبعوث الأممي التي قدّمها إلى أعضاء المجلس من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة، من العاصمة الأردنية عمّان، في الجلسة المنعقدة حالياً بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك.
وأعرب المبعوث الأممي في بداية إفادته عن تقديره لقادة أطراف الصراع اليمني؛ الذين “اتفقوا معه على ضرورة أن تُكلَّل تلك المشاورات بالنجاح”.
وقال إن تلك المشاورات “أوجدت بعد عامين ونصف العام من الفرص حلاً شاملاً للصراع”.
وأردف قائلاً: “هذا النجاح الذي توّجناه الخميس بالتوقيع على وثائق السويد لم يكن ليحدث لولا دعم العديد من قادة دول العالم”.
وأوضح غريفيث: “لقد أتى الوفدان اليمنيان إلى السويد وهما مستعدان للعمل معاً، وأودّ تأكيد مستوى الثقة بين الطرفين؛ لأن ما شهدناه كان أكثر من مجرد الحضور.. إن أهم اتفاق توصلنا إليه تمثّل في إنهاء المعارك في الحديدة، وهذا الاتفاق دخل حيز التنفيذ، اعتباراً من 13 ديسمبر الجاري”.
وزاد: “هذا الاتفاق يشمل أيضاً انسحاباً متبادلاً وعلى مراحل من القوات من الميناء والمدينة في الحديدة. والأمم المتحدة مطلوب منها أن تنظر في نشر وحدة مراقبة ورصد، وإنني أعتبر ذلك أمراً في غاية الأهمية، وأبلغني كلا الطرفين بموافقتهما على ذلك”.
وتابع قائلاً: “الأمم المتحدة على استعداد للقيام بدور داعم ومعزّز لآليات الرقابة والتفتيش، ولدينا خطة محدَّدة في هذا الأمر”.
وأكّد المبعوث الأممي أن “هناك جانباً مهماً في اتفاقات يوم الخميس؛ وهو ما يتعلّق بمنظومة الحوكمة ووضع جدول زمني وإنقاذ الأرواح، كما أن هناك تفاهمات متبادلة لتهدئة الأوضاع في محافظة تعز، والسماح بالمرور الآمن من وإلى المحافظة”.
وأضاف غريفيث: “نحن نأمل أن نتوصل إلى خطة في أقرب وقت ممكن لمساعدة سكان تعز بعد كل المعاناة التي عاشوها خلال الصراع”.
وأشار إلى أن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، “حثّ الأمم المتحدة على التركيز على ملف إطلاق سراح السجناء”.
وكشف مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن أن “الطرفين لم يتّفقا بعدُ خلال المشاورات على فتح مطار صنعاء الدولي، وكذلك بالنسبة إلى ما يتعلّق بوضع البنك المركزي اليمني ومرتّبات العاملين”.
وشدد على أنه سيعمل على التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد في أقرب وقت ممكن.
وأوضح غريفيث أن “كثيراً من الناس يتساءلون عن الخطوة التالية لاتفاقات استوكهولم، وعما إذا كان هناك ثقة بين الأطراف”. وقال: “نحن أمام مهمة شاقة، ويدرك الجميع أن نهاية المفاوضات تعني بداية العمل.. وأعتقد أن مجلس الأمن سيقوم بدوره هنا.. نحن نثق بشدة بالاتفاقات التي توصلنا إليها، ولدينا ما يدفعنا إلى ذلك، وسوف تكون الأيام القادمة هي الحكم علينا”.
من جانبه توقّع مندوب هولندا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير كارل أوستريم، يوم الجمعة، أن يصوّت مجلس الأمن، يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبلين، على قراره بشأن ما تم الاتفاق عليه في السويد بخصوص الأزمة اليمنية.
وقال أوستريم في تصريحات للصحفيين، قبيل بدء جلسة لمجلس الأمن الدولي حول اليمن: “نحن نريد قراراً بأسرع ما يكون.. حتماً قبل أعياد رأس السنة، ونتوقّع أن يُطرح القرار للتصويت يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبلين”.
وأشار إلى أن بلاده ترغب في اعتماد قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن اتفاقات استوكهولم التي تم التوصل إليها يوم الخميس، “بأسرع ما يمكن”.
وأوضح السفير الهولندي أن أهم البنود التي سوف يتضمّنها القرار “يجب أن تشمل تأكيد وقف إطلاق النار، والوصول الإنساني للمدنيين، وتمويل العمل الإنساني، وتنشيط الاقتصاد اليمني، إضافة إلى تأكيد دعم جهود المبعوث الأممي الخاص (مارتن غريفيث)”.
وبشأن آلية مراقبة ميناء الحديدة، التي أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الخميس، قال مندوب هولندا: “أعتقد أنه يتعيّن على الأمانة العامة للأمم المتحدة أن تقدّم لنا اقتراحات محدّدة في هذا الصدد”.
من جانبه قال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية: إن “اتفاق الحديدة يقرّبنا من وقف حقيقي للأعمال العدائية”. وقال: “نسعى لاعتماد تدابير لمنع المجاعة وتوفير الحماية لإمدادات الغذاء في اليمن”. وأضاف: “يجب رفع القيود على إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين”.
تعليق الكويت
كما أبدى المندوب الكويتي لدى الأمم المتحدة، السفير منصور عياد العتيبي، دعم بلاده لنتائج مشاورات السويد، مشدّداً على أهمية التزام جميع الأطراف بهذا الاتفاق.
وقال العتيبي: “نأمل أن تؤدي إلى اتفاق شامل يُنهي الأزمة التي تشهدها اليمن”، مضيفاً: “نتطلع إلى التزام الأطراف اليمنية باتفاقات السويد لمنع تردي الوضع الإنساني”.
وإثر مشاورات استمرت أسبوعاً، أعلن غوتيريش، يوم الخميس، توصل أطراف النزاع باليمن إلى اتفاق على تبادل أكثر من 16 ألف أسير، واتفاق آخر حول محافظة الحديدة (غرب) يشمل وقفاً لإطلاق النار في كافة المحافظة، وانسحاب جميع القوات المقاتلة من مينائها، الذي يشكّل شريان حياة لملايين المواطنين.
كما توصّلت المشاورات إلى تفاهمات حول التهدئة وفتح المعابر في محافظة تعز (جنوب غرب)، بينما أخفقت في التوصل إلى تفاهمات في ملفي الاقتصاد والبنك المركزي ومطار صنعاء.