تجريف ممنهج للهوية اليمنية.. مليشيا الحوثي تستبدل تسمية مدرسة “نشوان الحميري” بأحد صرعاها “وثيقة”
معين برس- صنعاء- تقرير:
تواصل مليشيا الحوثي الارهابية، المدعومة إيرانيا، مساعيها الرامية إلى استكمال طمس الهوية اليمنية، واستبدالها بالعصوبية والسلالية، حيث اقدمت على تغيير اسم مدرسة “نشوان الحميري”، في مدينة صنعاء القديمة بالعاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرتها.
وبحسب وثيقة حصلنا على نسخة منها، اصدر مدير مكتب التربية والتعليم بالمديرية، القيادي الحوثي المدعو “زياد الرقيق” يوم الاحد 27 يونيو/ حزيران 2021م، قرارا إداريا قضى بتغيير تسمية مدرسة “نشوان الحميري” إلى “هاني طومر” المكنى “ابو فاضل”.
القرار الحوثي استند الى قرار رئيس المجلس السياسي الحوثي رقم (56) لسنة 2016م الذي قضى بتشكيل حكومة خاضعة لسيطرة المليشيا نفسها وخوّل لها صلاحيات تسهّل لها مهام استكمال الاستيلاء على ما تبقى من مرافق حكومية وتسخيرها فيما يصب لمصلحة فكرها الطائفي والعقائدي.
وذكرت مصادر مطلعة ان “هاني طومر” هو احد قيادات المليشيا الحوثية، ولقي مصرعه في جبهات القتال التي خسر الحوثيون فيها عشرات الآلاف من عناصرهم بينهم قيادات بارزة تنتحل رتبا عسكرية رفيعة، منذ اشعالها فتيل الحرب في البلاد وانقلابها علي النظام الجمهوري في 21 سبتمبر/ ايلول 2014م.
وأكد مراقبون ان القرار الحوثي يأتي في اطار منهجية المليشيا المدعومة ايرانيا باستكمال تجريف الهوية اليمنية، بعد ان اعادت تسمية عشرات المدارس والمساجد والشوارع وغيرها.
وسبق أن امتدت يد التجريف والتخريب الحوثية إلى معالم ومواقع إثرية وتاريخية، في حين تعمَّدت اهمال صيانة معظمها أبرزها مدينة صنعاء القديمة وغيرها من المدن الاثرية، وتحويل اخرى إلى ثكنات عسكرية ومواقع لتخزين الاسلحة والذخائر، علاوة على استيلاءها مواقع تاريخية مع حرمها واستخدمتها مقرات لقياداتها.
لماذا ازعجت المليشيا من تسمية “نشوان الحميري”؟
تقول المراجع التاريخية، إن “نشوان بن سعيد الحميري”، كان قاض، سياسي، لغوي، مؤرخ وأديب يمني، اقترب في فكره من فكر المعتزلة وكتب في تاريخ ملوك حمير والدين واللغة، كان له طموح سياسي وحكم في بعض سنين عمره، اشتهر بفخره بيمنيته وإنكار حصر الإمامة في البطنين أو في قريش والرد عليها وله في ذلك الكثير من النقاشات مع الأئمة الزيدية في عهده، وهذه احد الاسباب التي ترى المليشيا فيها تقويض لاستكمال نشر فكرها الطائفي والعنصري، الذي تسعى بموجبة الى الاستحواذ على السلطة والثروة، وفق منهجية “الامامة” التي تحاول استمدادها من مزاعم ما تسميه بـ “الولاية”.
ومضمون رأي “الحميري” في مسألة الامامة، أنه لا يجوز حصرها الإِمامة في قريش، ومن ثم وبالأولى لا يجوز حصرها في بني هاشم، لا في الفرع العباسي منهم، ولا في الفرع العلوي.
وذكرت المصادر التاريخية إنه كان لتجربة نشوان الذاتية، في محيطه اليمني الذي عاش فيه، أثرها في تكوين رأيه القائل بأن “الإِمامة تكون في الأفضل من خلق الله كائناً من كان”.