اسرار البلاط الملكي.. من هم أطراف أزمة الأسرة المالكة في الأردن؟ “تقرير”
معين برس- تقرير:
في الوقت الذي يعتبر الحلفاء الأجانب للمنطقة الأردن وعائلته الحاكمة أحد أعمدة الاستقرار في الشرق الأوسط، إلا أن خلافا حادا لم يسبق له مثيل من قبل نشب الأسبوع الماضي داخل البيت الحاكم، هدد هذه الصورة.
وقامت السلطات الأردنية بتحرك غير معتاد، إذ اتهمت الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك، بالتآمر على العرش.
ونفى الأمير حمزة هذه الاتهاكات كليا.
وقال الأمير حمزة إنه وُضع قيد الإقامة الجبرية، لكن حدة الخلافات بدأت تهدأ بعد أن وضع “نفسه بين يدي الملك” في خطاب موقع باسمه.
جعلت هذه الأزمة من العائلة الحاكمة في الأردن محط أنظار العالم، فمن هم أطراف هذه الأزمة؟
لنبدأ برأس العائلة، الملك عبدالله الثاني. اعتلى الملك عبد الله العرش في فبراير/ شباط 1999، خلفا لأبيه الحسين بن طلال، أحد أفراد الأسرة الهاشمية التي تحكم الأردن منذ عام 1921.
وقبل اعتلاء العرش، درس الملك عبدالله في جامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة. وتولى العديد من المناصب العليا في الجيش الأردني في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
وبدا أن الملك عبدالله سيمضي بقية حياته في الخدمة العسكرية، حتى حدثت مفاجأة غير متوقعة.
وفي يناير/كانون الثاني 1999، سماه والده وليا للعهد قبل أسابيع من وفاته.
وكانت تلك ضربة كبيرة لعمه، الأمير الحسن بن طلال، الذي كان وليا للعهد منذ عام 1965، لكنه واجه انتقادات قبل عزله.
وكانت تلك سابقة لإعادة ترتيب الأوراق لاحقا في البيت الملكي.
وتوجد في الأردن حكومة منتخبة، لكن للملك صلاحيات تنفيذية كبيرة، من بينها وقف العمل بالقوانين.
ومن هذا المنطلق، طالب الكثيرون الملك عبدالله بإجراء إصلاحات سياسية كبيرة، خاصة في فترة الانتفاضات التي هزت العالم العربي في عام 2011.
وحاول الملك ادخال بعض التغييرات السياسية لاحتواء هذه الاحتجاجات، لكن يقول محللون إن هذه الإصلاحات لم تكن كافية.
الأمير حمزة بن الحسين
والآن ننتقل إلى قلب الأزمة الحالية، الأمير حمزة بن الحسين.
ولد في مارس/آذار 1980، وهو أكبر أبناء الملك حسين من زوجته الرابعة الملكة نور، المولودة في الولايات المتحدة.
تخرج في مدرسة هارو في المملكة المتحدة، ثم الأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهيرست. كما درس في جامعة هارفرد في الولايات المتحدة وخدم في صفوف القوات الملسحة الأردنية.
عُين وليا لعهد الأردن في عام 1999، وكان الابن المفضل للملك حسين، حتى أنه كان يقول عنه علنا “قرة عيني”. لكنه كان صغير السن وقليل الخبرة ليكون ولي عهد لأبيه.
واعتلى الأخ الأكبر عبدالله العرش، وقام بتنحية أخيه الأمير حمزة من ولاية العهد لاحقاً في عام 2004، وعين ابنه لاحقا في هذا المنصب.
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني، رد الأمير حمزة على قرار الملك في خطاب قال فيه إنه يمتثل لقرار أخيه الملك، وإنه “سيكون دوما إلى جانب الملك، جنديا وفيا وسندا مخلصا”، وتعهد أن يظل عند حسن ظنه وثقته.
وأنهت هذه الخطوة طموح الملكة نور برؤية ابنها الأكبر وهو على رأس العرش.
وتشير تقارير إلى أن الخلافات ظلت حاضرة في البيت الملكي منذ ذلك الحين.
الملكة نور الحسين
كانت الملكة نور الحسين هي الزوجة المفضلة للملك حسين.
وهي سورية-أمريكية، ولدت في العاصمة الأمريكية واشنطن حيث كان يعمل والدها مسؤولاً حكومياً، وكان اسمها ليزا نجيب حلبي.
عملت في مجال التخطيط العمراني في الولايات المتحدة وأستراليا وإيران، قبل أن تلتقي الملك حسين في سبعينيات القرن الماضي.
وتزوجا في عام 1978، بعد علاقة عاطفية سرية. وعُرفت الملكة نور باهتمامها بالعمل الخيري، وبقيت إلى جانب زوجها حتى وفاته.
وأنجب الزوجان أربعة أبناء، أكبرهم الأمير حمزة.
ومع تفاقم الأزمة التي طالت الأمير حمزة، كتبت الملكة نور، 69 عاما، تغريدة تصف فيها ما حدث بـ “الدسيسة الشريرة”.
وتُعرف الملكة نور بتغريداتها المثيرة للجدل.
وقبل شهر ونصف، عبرت عن خوفها على سلامة الأميرات في الإمارات العربية المتحدة. وفي 21 فبراير/شباط الماضي، أعادت نشر تقرير بي بي سي عن الشيخة لطيفة ابنة حاكم دبي، التي ظهرت في مقطع فيديو مسرب تقول فيه إنها محتجزة منذ محاولتها الفرار عام 2018.
باسم عوض الله
كان باسم عوض الله من بين مجموعة من المسؤولين الذين اعتقلتهم السلطات الأردنية في الثالث من أبريل/نيسان الجاري.
عمل من قبل في مجال الاستثمارات المصرفية، وله صلات قوية بالعائلة الحاكمة.
وشغل العديد من المناصب العليا، وكان مستشارا للحكومة والملك في مجال السياسات الاقتصادية خلال التسعينيات وبداية الألفية الثانية.
وفي عام 2007، عُين عوض الله رئيسا للديوان الملكي، وهو منصب كبير يساعد الملك في أمور الحكم. لكنه استقال بعد عام واحد، في 2008، لأسباب غير معروفة.
وتشير التقارير إلى أن عوض الله عمل مستشارا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في السنوات الأخيرة.
وثمة تكهنات بوجود دور سعودي في الأزمة الأخيرة التي طالت الأمير حمزة.
وتقول الحكومة الأردنية إنها تصدت لمحاولة انقلات مدعومة من قبل قوى خارجية. لكن السعودية أعلنت دعمها للملك الأردني.
الشريف حسن بن زيد
لا يُعرف الكثير عن الشريف حسن بن زيد، إلا أنه أحد أفراد العائلة المالكة الأردنية.
وجاء اسمه ضمن من اعتقلتهم السلطات الأردنية في الثالث من أبريل/نيسان.
وتواترت تقارير عن أن الشريف حسن عمل من قبل مبعوثاً ملكياً خاصاً إلى المملكة العربي السعودية.
وذكر موقع “ميدل إيست آي” أن الشريف حسن على صلة وثيقة بالأمير حمزة، في حين تشير تقارير أخرى إلى مصالحه المالية في السعودية.