كشفتها وثائق رسمية.. الداخلية الحوثية تحرّض اعلاميا ضد نازحي مأرب وتستبيح دمائهم
معين برس- خبر للأنباء:
نفذ الاعلام الحوثي وقيادات الصف الاول لدى الجماعة الارهابية، توجيهات وزير داخلية المليشيا التي قضت بقلب الحقائق ونشر الشائعات ضد مخيمات النازحين في محافظة مأرب، (شمال شرقي اليمن).
وكشفت وثيقة رسمية – حصلنا على نسخة منها- صادرة عن وزارة داخلية الانقلاب الحوثي التي يترأسها عبدالكريم الحوثي “عم زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي”، قضت بتوجيه اعلام المليشيا بمختلفه بالتضليل ونشر اخبار وشائعات حول مخيمات النازحين في مأرب، وتقديمها على انها تضم عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش الارهابيين.
ولجأت المليشيا الى استخدام تلك الطريقة لتبرير عمليات قصفها المكثف لمخيمات النازحين شمال وغرب مأرب.
واعترفت الوثيقة التي أورخت في 28 مارس 2021م، بتعرض مليشيا الحوثي لضغوط دولية نتيجة ما تضمنته تقارير المنظمات الانسانية الاممية جراء استهدافها الممنهج لمخيمات النازحين.
وسارعت الاخلية الحوثية باصدار تلك التوجيهات التي شددت على تكثيف الحملات الاعلامية وتضليل الرأي العام وتقديم “جرائم المليشيا” على اعتبارها عمليات مشروعة كون تلك المخيمات مأوى للجماعات الارهابية، بحسب الوثيقة.
واستخدمت الداخلية الحوثية تلك التوجيهات العاجلة غطاء لجرائمها التي فضحتها تقارير المنظمات الانسانية الاممية بسبب هجمات العسكرية المتكررة على مخيمات النازحين، والتي تسببت بسقوط مئات الضحايا معظمهم من النساء والاطفال، علاوة على تهجير عشرات الالاف الى العراء.
وبناء على تلك التوجيهات، اصدر مدير عام التوجيه المعنوي بذات الوزارة توجيها في 31 مارس الماضي إلى مدراء الاعلام والعلاقات بالمحافظات، ومسؤولي واعضاء الاعلام الامني بالوزارة قضى بتسريب اخبار عن تواجد عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش بين اوساط النازحين، مشددا على سرعة التنفيذ وفورا.
الاعلام الحوثي المرئي والرقمي والمطبوع سارع على الفور بالتنفيذ وكثف من تقاريره الاخبارية عبر مختلف وسائله وتسويق المخيمات على انها مأوى للعناصر الارهابية واعتبارها -اي المخيمات- هدفا عسكريا لنيران المليشيا.
التوجيهات الحوثية المرتبكة اضهرت اضطرابا كبيرا بين صفوف المليشيا من خلال دخول قيادات الصف الاول مضمار التضليل الاعلامي لذات الجرائم.
ورصد محرر “خبر” تغريدة للارهابي محمد علي الحوثي رئيس ما تسمى “اللجنة الثورية العليا”، على موقع “تويتر” جاء فيها: “قال انه هرب خوفا من الحرب من بيته فكيف يهرب ويبقى في خيم في خلفيات خطوط النار باسم نازح؟”.. متجاهلا ان عدد الذين تم تهجيرهم قسرا وطوعا من منازلهم في مختلف مناطق المليشيا تجاوز 2 مليون نسمة، معظمهم نفذوا بجلودهم من بطش المليشيا التي اكتضت معتقلاتها بالاف المدنيين من الجنسين.
ويستمر الارهابي محمد علي الحوثي بالتمادي والتضليل المعهود لدى المليشيا مضيفا: “ولماذا لم تخطرهم الأمم المتحدة بعدم البقاء أن كانوا محسوبين فعلا نازحين وهم في خطوط تماس؟”، غير مدركا ان اؤلئك النازحين اغلبهم من مناطق المواجهات بمديريات الجوف ومأرب التي ترزح تحت نيران القصف العشوائي لصواريخهم الباليستية وطائراتهم المسيرة “المفخخة” منذ اواخر العام 2014م، عقب الانقلاب على النظام الجمهوري وزحف المليشيا عسكريا باتجاه مختلف مناطق البلاد. فضلا من ان القوانين الدولية تكفل حماية النازحين من مناطق الصراعات، وشددت عليه مرارا منظمات اممية طيلة سنوات حرب اليمن.
وفي حين طفت على السطح جرائم الارهاب الحوثي في مخيمات النازحين بمأرب، أكدت مصادر حقوقية ان جرائم مماثلة واشد يواجهها السكان في مختلف المناطق السكنية المحاذية لجبهات القتال بمحافظات الضالع والبيضاء والحديدة وتعز وصعدة وغيرها.
وذكرت مصادر مطلعة لـ”خبر” ان جرائم المليشيا بلغت حد احراق المزارع والمساكن بعد ان امتنع السكان عن ترك منازلهم واللجوء الى العراء في ظل الغياب الفاعل لدور المنظمات الاممية التي غالبا ما يطول صمتها إزاء تلك الجرائم.
واشارت الى المليشيا احرقت خلال النصف الاخير من مارس الماي عشرات المزارع في مناطق الخرازة جنوبي قطاع الفاخر، بمديرية قعطبة، محافظة الضالع، في حين ساد الصمت اروقة المنظمات الدولية لتمتد يد الارهاب الحوثي الى منازل المدنيين شمالي القطاع نفسه.