عدن على صفيح أزمات خانقة.. زحف وبائي واختفاء مفاجئ للوقود وارتفاع جنوني لأسعار السلع
معين برس- خبر للأنباء- تقرير:
تعاني محافظة عدن وضواحيها (جنوبي اليمن) من انعدام كلي لعدد من الخدمات والمتطلبات الأساسية وجزئي لأخرى، تزامناً مع ارتفاع جنوني لأسعار مختلف السلع والمواد الغذائية والاحتياجات الأساسية التي غالباً ما تضاعف كمية الطلب عليها مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، الذي يعتبره معظم تجار البلاد موسماً لتقديم بضائعهم.
شهدت مدينة عدن وضواحيها، اليوم الجمعة 26 مارس/ آذار 2021م، اختفاءً مفاجئاً للمشتقات النفطية من محطات الوقود، وارتفاعاً جنونياً لأسعارها في السوق السوداء، حيث بلغ سعر الصفيحة عبوة 20 لتراً 14 ألف ريال، و13 ألف ريال لصفيحة الديزل، بالرغم من تواجد الأخيرة في المحطات.
وتوقعت مصادر محلية تصاعد حِدَّة موجة الأزمة التي بدأت تتوسع إلى المحافظات المجاورة، ومضاعفة معاناة المواطنين الذين سبق وبعثوا عدة رسائل للجهات الحكومية المعنية من خلال تنفيذ مسيرات ووقفات احتجاجية شهدتها معظم شوارع وأحياء مديريات عدن.
وأكدت مصادر محلية لوكالة “خبر”، أن معاناة السكّان لم تتوقف عند أزمة الوقود، بعد أن واصلت أسعار الاحتياجات الأساسية والمواد الغذائية، ارتفاعها المستمر، علاوة على معاودة انقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات تزامناً مع دخول فصل الصيف.
وقال سكّان محليون لـ”خبر”، إن أسعار الاحتياجات الأساسية والسلع تشهد ارتفاعا جنونيا، في اقل من اسبوع فقط، بعد ان قفز سعر اسطوانة مادة الغاز المنزلي عبوة 20 لترا إلى 8700 ريال، بفارق 100 بالمئة عن التسعيرة الحكومية الاخيرة التي قضت بارتفاع قارب 30 بالمئة، بينما بلغ سعر كل من القمح والدقيق الأبيض عبوة 50 كيلوجراما، 23 و25 ألف ريال على التوالي، و2500 ريال للتر ونصف من زيت الطبخ، بارتفاع بلغ قرابة 30 بالمئة، ومثلها بقية المواد الغذائية.
وبحسب السكّان، لم يكن الارتفاع الجنوني لأسعار السلع مفاجئا بقدر تصاعده المستمر، بعد ان تجاوز ما يمثل 400 بالمئة خلال الست السنوات الاخيرة التي تمر بها البلاد من حرب أشعلتها المليشيا الحوثية المدعومة إيرانيا أواخر العام 2014م.
تعافٍ طفيف للعملة
إلى ذلك ما زال الريال اليمني يعاني من فقدان قيمته أمام العملات الأجنبية بعد أن شهد تعافيا طفيفا خلال الـ72 ساعة الماضية بنسبة 6 بالمئة.
وتراجعت قيمة الدولار الأمريكي الواحد من 910 ريالات يمني إلى 890 ريالا، وتراجعا للريال السعودي من 240 ريالا يمنيا إلى 231 ريالا، وترنحه عند هذا المستوى، مما دفع معظم التجّار إلى إخفاء السلع وتخزينها في مقدمتها المواد الغذائية، توقعا لمعاودة العملة الوطنية انهيارها.
خروج مرتقب للكهرباء
أزمة الكهرباء في عدن هي الأخرى، ما إن تبارح المغادرة حتى تعود مرّة أخرى، وصولا إلى خروجها كليا.
وكشفت مصادر مطلعة أن كهرباء عدن مهددة بالخروج الكلي خلال الساعات القادمة مع قرب نفاد كمية الوقود المخصصة لها.
وأوضحت أن محطات التوليد استهلكت ما يمثل 80 بالمئة من الشحنة التجارية التي حصلت عليها كهرباء عدن خلال اليومين الماضيين، ما يهدد بتوقف الخدمة كليا.
وبحسب المصادر، غالبا ما تلجأ كهرباء عدن إلى طلب سُلف لمادة الوقود من بعض التجّار مثلما حدث الثلاثاء الماضي، وهذا بحد ذاته لا يحل المشكلة التي يدفع تبعاتها مئات الآلاف من المواطنين معظمهم من المرضى وكبار السن والأطفال.
زحف وبائي
صحيا، تشهد المدينة الساحلية وضواحيها تهديدا جديدا من زحف الموجة الثانية لفيروس كورونا (كوفيد-19)، مع تصاعد أعداد المصابين خلال الأسابيع الأخيرة.
وتقول وزارة الصحة اليمنية، إن الموجة الثانية تشكل خطرا كبيرا على المدنيين، في حين لجنة طوارئها وجهت بتعليق الدراسة الجامعية ومنح كبار السن من الموظفين اجازات مفتوحة والتشديد على حركة المواطنين في الأماكن العامة والأسواق، حد مطالبتها السلطات الحكومية إعلان حظر جزئي في المماطق التي قد تقتضي الحاجة.
فيما أكد رئيس منظمة أطباء بلا حدود الدولية في اليمن، رافائيل فيشت، في بيان له أمس الخميس، أن أعداد المصابين بالفيروس تجاوزوا قدرة المرافق الطبية في البلاد.
وتعاني عدن من حصار متعدد الأوجه، صحيا واقتصاديا، ما ينبئ بحدوث كارثة مرتقبة قد تمتد آثارها إلى الضواحي.