عمليات الساحل العسكرية.. كشفت الوجه الآخر للمجتمع الدولي وافقدت الميليشيا توازنها الاقتصادي والعسكري “تقرير”
معين برس : الحديدة
كشفت معركة تحرير #الساحل_الغربي في #اليمن من قبل قوات المقاومة اليمنية المشتركة المسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية، عن مدى التدخلات الخارجية في الازمة اليمنية ومدى الدعم الدولي الذي تتلقاه ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا، فمع كل تقدم للقوات المشتركة باتجاه تحرير #ميناء_الحديدة الاستراتيجي تبدأ التحركات الدولية من قبل عدد من الدول للضغط على الشرعية اليمنية والتحالف العربي لوقف العمليات العسكرية في الساحل الغربي والتي تشكل الطريق الأقرب لإنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية اليمنية والحياة الى طبيعتها في اليمن.
وفي الأيام القليلة الماضية كثفت عواصم أوروبية وغربية تحركاتها الفاعلة في اطار الملف اليمني على أكثر من مسار، لإعادة الأزمة اليمنية من ميادين المواجهة العسكرية، إلى طاولات السياسة، بالتزامن مع وصول القوات المشتركة إلى عمق مدينة الحديدة الساحلية، على راس تلك الدول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اللتان مارستا ضغوط على عدة أصعدة لخفض وتيرة الحرب لإنقاذ الميليشيات المدعومة من ايران نتيجة لحسابات مرتبطة بمصالحها الاستراتيجية على مستوى الإقليم.
ومع كل تلك التحركات والمواقف المسجلة من قبل الميليشيات الإيرانية التي سارعت بالترحيب بوقف القتال وأعلنت وقف اطلاق الصواريخ والطيران المسير نحو السعودية كحسن نية قبل مشاركتها في المشاورات المرتقبة برعاية اممية في السويد، وواصلت عملياتها العسكرية الميدانية بشكل مكثف من خلال ارسال مزيد من التعزيزات الى جبهات قتال وعلى راسها جبهات الساحل الغربي.
ورغم ذلك كله تبقى القوات المشتركة بدعم من التحالف العربي تظل هي الضامن الوحيد للشعب اليمني لتحقيق السلام وانسحاب الميليشيات من المدن اليمنية بما فيها العاصمة صنعاء وتسليم الأسلحة والعودة الى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وفقا للمبادرة الخليجية والقرارات الدولية ذات الصلة.
وبالنتيجة، تخوض الوحدات والتشكيلات المشاركة في العمليات العسكرية ضد ميليشيات الحوثي الايرانية، من محور الساحل الغربي في الحديدة، والتي شكلت ضغطا قويا دفعت الميليشيات المنهارة في الميدان الى قبولها المشاركة في مشاورات السويد بعد رفضها وتعنتها لكل ما يتعلق بالسلام والحلول السلمية على مدى الاربع السنوات الماضية، ومع ذلك يبق الحذر مشروع في صفوف القوات والمقاومة من أي تحركات عسكرية مخادعة للميليشيات.
شركات وتقاطعات
كما شكلت جبهة الساحل الغربي لليمن الضربة القاصمة التي افقدت الميليشيات الإيرانية توازنها العسكري والاقتصادي، بعد وصولها الى مطار الحديدة ومنطقة كيلو16 مدينة الحديدة وقطعت جميع الطرق الرابطة بين المدينة والميناء باتجاه العاصمة اليمنية صنعاء، وباتت تسيطر على شوارع التسعين والخمسين والمسناء شمال شرق مدينة الحديدة، وكيلو10 وكيلو7 وكيلو4 وكيلو8 على طول امتداد منطقة كيلو16 شرق المدينة، فضلا عن عدد من الاحياء والشركات الصناعية والتقاطعات الاستراتيجية.
وتمثل استعادة الحديدة خطوة استراتيجية في الحرب ، وكسرا للعمود الفقري للحوثيين، لما تشكله المدينة من أهمية عسكرية وأمنية واقتصادية، واستعادتها تعني قطع شرايين الإمداد العسكري والاقتصادي ووضع الجماعة أمام خيارات صعبة، تفرض إعادة النظر في سلوكها السياسي والعسكري، ويجبرها بالتالي على الجلوس إلى طاولة مفاوضات تنطلق من المصلحة المشتركة لليمنيين وليس من مصالح الجماعة المنفتحة على إملاءات إيران.
حماية المدنيين
ومن خلال المتابعة لتحركات المجمع الدولي وعلى راسها الأمم المتحدة لإنقاذ الميليشيات من الانهيار عبر بوابة الحديدة، قام المبعوث الاممي الى اليمن مارتين غريفيث بزيارة ميناء الحديدة الأسبوع الماضي وذلك بعد يومين من زيارته العاصمة صنعاء ولقائه زعيم وقيادات الميليشيات.
وقال غريفيث في مؤتمر صحفي عقده في ميناء الحديدة: “على الأمم المتحدة حماية المدنيين في الحديدة وجمع فرقاء النزاع حول طاولة واحدة في السويد”.. من جانبه، قال ريـال لوبلون المتحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية “مستعدة للإشراف على إدارة ميناء الحديدة”، ومع ذلك كله يبقى لدى اليمنيين قناعة كبيرة بان الزيارة الى الحديدة والتحركات المكثفة للأمم المتحدة و #بريطانيا والولايات المتحدة هدفها انقاذ الميليشيات من الانهيار مستخدمة الذريعة الإنسانية التي لا يتم الحديث عنها دوليا الا مع التقدم للقوات المشتركة باتجاه شرين الحياة للميليشيات ميناء الحديدة.