صحف بريطانية تفضح مفارقات عجيبة.. #السعودية تناهض التشدد في مناهجها والتونسيون يلعنون “بو عزيزي”
#معين_برس | تقرير:
في واحدة من أغرب التناقضات التي تشهدها الشعوب العربية، في دلالة على ان التشدد الديني عصف بالمنطقة العربية ليس في مصر وتونس واليمن وليبيا فحسب، بل توغل في قلب المملكة العربية السعودية التي تحتضن اكبر المقدسات الاسلامية.
ناقشت صحف #بريطانية في نسخها الورقية والرقمية صباح الخميس “الذكرى العاشرة للربيع العربي” و”استبعاد الجهاد ومعاداة السامية من مناهج التعليم في السعودية” علاوة على “اتهامات للرياض باستخدام سفاراتها في أوروبا لاستهداف المعارضين لسياساتها”.
والبداية مع السعودية حيث نشرت الديلي تليغراف تقريرا لمراسل شؤون الشرق الأوسط دافيد روز بعنوان “طفرة في التوجهات السعودية مع حذف معاداة السامية والتشدد الإسلامي من المناهج التعليمية “.
ويقول روز إن بحثا جديدا حول المناهج الدراسية في السعودية أكد إلغاء أجزاء كبيرة منها وتغيير أجزاء أخرى للتخلص من “أفكار معادية للسامية وأخرى مؤيدة للمتشددين الإسلاميين وهو ما يرى البحث أنه تحول تاريخي ملحوظ في توجهات المملكة”.
ويوضح روز أن البحث أجراه معهد رقابة التسامح الديني والثقافي في التعليم المدرسي وهو مركز دراسات مقره في إسرائيل مختص بمتابعة الأنظمة التعليمية المختلفة والتغيرات التي تطرأ عليها.
ويشير روز إلى أن البحث كشف أن الكتب المدرسية التي توزعها الرياض على أكثر من 30 ألف مدرسة في المملكة والخارج خلت من نصوص كانت موجودة في السابق تتضمن الترويج “لنظرية المؤامرة بأن اليهود يسيطرون على العالم ونصوص أخرى حذفت كانت تتضمن دعوات لقتل المثليين جنسيا والمرتدين حسب الشرع”.
10 سنوات على لعنة التونسي الذي أشعل شرارة الربيع العربي”
ومن السعودية إلى تونس، حيث نشرت الغارديان تقريرا لمراسل شؤون الشرق الأوسط مايكل صافي من سيدي بوزيد معقل شرارة الثورة التونسية بعنوان ” لقد دمرنا: 10 سنوات على لعنة التونسي الذي أشعل الربيع العربي”.
يقول صافي إن محمد البوعزيزي الشاب الذي كان يبلغ من العمر 26 عاما تصرف بشكل يائس في ذلك اليوم من شتاء عام 2010 وتسبب ذلك في اندلاع شرارة الربيع العربي والثورات عبر المنطقة وفي وقت لاحق أصبح هناك في قلب سيدي بوزيد صورة جدارية ضخمة للبوعزيزي أمام مقر الإدارة المحلية.
وينقل صافي عن فاطمة إمام إحدى سكان المدينة قولها “ألعن الصورة عندما أنظر إليها، في كل مرة أمر من هذه المنطقة أرغب في إسقاطها لأنه هو الذي دمرنا”. بينما يقول قيس البوعزيزي ابن عم محمد إن لقب العائلة كان يوما ما رمزا لفخر تونس “لكن الآن مدينة سيدي بوزيد ولقب البوعزيزي أصبحا بمثابة لعنة”.
ويقول صافي إنه بعد عشر سنوات من انطلاق شرارة الربيع العربي تحولت تونس من دولة سلطوية بعد الإطاحة بزين العابدين بن علي إلى دولة ديمقراطية لكنها مرت بالكثير من الاغتيالات السياسية والهجمات” الإرهابية” والتقلبات الأيديولوجية لقادتها السياسيين في توقيتات حاسمة لكنها تجنبت العودة للنظام السلطوي كما حدث في مصر وتجنبت أيضا الانزلاق إلى الحرب الأهلية كما حدث في سوريا واليمن وليبيا.